أبوديب يخاطب المجتمع التعليمي في العام الدراسي الجديد: هدفنا الأسمى المواطنة بعيدا عن العنف

2012-09-01 - 7:02 ص


مرآة البحرين (خاص): من حيث سجنه في جو المركزي في البحرين، وجه نقيب المعلمين الأستاذ مهدي أبوديب كلمته السنوية للمجتمع التعليمي  قائلا "أثبتوا أن مدارسنا واحات علم وتسامح".
 
وأضاف "وأن هدفنا الأسمى المواطنة الحقة البعيدة عن العنف". 
 
أبوديب الذي يقضي حكما بالسجن عشر سنوات لدعمه مطالب الثورة قال "لقد أثبت هذا الشعب دوما أن نسيجه الاجتماعي قائم على التعدد والعدل والمساواة وليس على الاستفراد والظلم والتمييز الذي نعيشه اليوم".
 
وانتقد أبوديب ممارسات وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي التي تهدف إلى "تدمير التعليم"، من خلال "استمرار التمييز واستهداف المعلمين والتلاعب بالبعثات الدراسية".
 
وحرص نقيب المعلمين أن يؤكد أنه يخاطب الجميع "دون تفريق على أسس دينية، مذهبية، عرقية، أو جنسية"، داعيا الجميع للانفتاح على الآخر.
 
وتنشر «مرآة البحرين» نص الخطاب كما كتبه أبوديب:
 
بسمه تعالى

اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم .. صدق الله العلي العظيم
 
إخوتي وأخواتي المعلمون والمعلمات أبنائي وبناتي الطلبة والطالبات، أحبتي .. أعزتي .. بمناسبة بدء عامكم الدراسي الجديد أهديكم أجمل تحياتي وأطيب أمنياتي القلبية بعام دراسي جديد سعيد، منتج وناجح، مليء بالانجازات التعليمية التربوية المبهرة التي عودتمونا عليها حتى في أحلك الظروف، فقد كنتم دوما -جميعكم معلمون و طلبة- مثالا صادقا للجد والتفاني و النجاح في تجاوز شتى الصعوبات التي مر بها الوطن عامة و التعليم خاصة، أثبتم خلال ذلك كله أن إرادتكم لا تقهر وأن إمكانياتكم لا تجارى وعملكم لا يقاس به الآخرون وأنكم في هذه الأزمة بقيتم فرس الرهان الأول والأفضل.
 
لقد عصفت بنا أزمة وطنية كبرى لم تبقى ولم تذر، استهدفت اقتلاعنا من جذورنا والقضاء علينا حتى لا تقوم لنا قائمة وقد استخدم التعليم الذي ابتلي بأسوأ وزارة في تاريخه كسلاح متقدم للبطش بنا تنفيذا لهذا الخيار الغبي، ولكنكم صحوتم صحوا مدهشا أذهل أول ما أذهل من استهدفكم، فجاء أداؤكم رائعا كعادتكم و نتائجكم متفوقة و نسب الخريجين فيكم لا تدانى حتى اختل توازن الوزارة المأزومة أصلا فأصبح شغلها الشاغل العمل على وضع المعوقات أمام نجاحكم وانجازكم بدلا من استثماره والاستفادة منه كما تفعل الأمم المتحضرة.
 
فبين تثبيت المتطوعين الذين لا يمتلك معظمهم مؤهلات مناسبة للتعليم (وليس النقد هنا موجه للمتطوعين أنفسهم فهؤلاء لهم الحق في الحصول على وظيفة كريمة توفرها لهم الدولة بما يتناسب مع مؤهلاتهم) وبين العقوبات الظالمة التي مورست ضد المعلمين (جميع شاغلي الوظائف التعليمية) وبين الترقيات و المكافآت و الحوافز القائمة على التمييز و بين التلاعب بالبعثات من خلال البدع التي يعرف الجميع منشأها وعلى رأسها دور المقابلات في تحديد البعثات ومستحقيها، بين هذا وذاك ضاعت جودة التعليم المنشودة بل وضاع التعليم كله لولاكم انتم.
 
هذا الوزير لا شك أسوأ وزير مر على تاريخ التعليم في البحرين هو وفريقه الوزاري الذي لا يفقه في التعليم ولا في التربية شيئا فالهدف المعلن لهم هو (تجويد التعليم) و هم ابعد ما يكونون عن هذا الهدف وأما الهدف غير المعلن فهو (تدمير التعليم) و هذا ما عملوا و يعملون على تحقيقه طوال الوقت و لكن بفضل الله عز وجل و ضل جهودكم وإصراركم فإنهم لا زالوا فاشلين حتى في تحقيق الفشل.
 
ستبدؤون أيها الأعزة معلمون وطلبة قريبا عامكم الدراسي الجديد لتديرون معا عجلة التعليم والبناء والتنمية الحقيقية التي تفخر بها الشعوب المتحضرة والتي لا غنى عنها لتحقيق التقدم للوطن و المواطن، ستعودون للعمل على وضع البحرين مجددا في مقدمة الفعل الحضاري، ستواصلون تعلمون وتتعلمون و تبدعون و ستبقى سنن الزمن التقليدية تمارس عملها فبعد يوم أو شهر أو سنة أو أكثر سيخرج الوزير وفريقه من مكاتبهم في الوزارة غير مأسوفا عليهم و سيأتي آخرون و يذهبون يذكر كل منهم بعمله وستبقون انتم أيها المعلمون شموخ الجبال ورسوخها تزرعون الخير والعلم والأخلاق وتربون أبناءكم الطلبة في دورة الخير والعمل والإنتاج إلى ما شاء الله لا تؤثر فيكم الأحداث ولا تهزمكم النوازل ولا تثنيكم الصعاب عن أداء رسالتكم السامية فنحن (أمة اقرأ) ولا تطور لنا ولا تقدم إلا بالعلم وهذا ما يعرفه تماما أعداؤكم ويحاولون منعكم من تحقيقه والوصول إليه.
 
أحبتي وأعزتي المعلمون والمعلمات انتم رسل العلم خلفاء الأنبياء انتم الآباء والأمهات لآلاف الطلبة الذين يقضون معكم و في كنفكم أكثر مما يقضونه مع آبائهم وأمهاتهم وقد أثبتم دوما أنكم مؤتمنون عليهم حريصون على تعليمهم مجدون في تأدية رسالتكم.
 
أحبتي وأعزتي أبنائي وبناتي الطلبة والطالبات عودوا إلى مقاعدكم الدراسية تعلموا، مارسوا هواياتكم في مواجهة التحديات والتغلب عليها وتحقيق التفوق الذي عودتمونا عليه نحن وأولياء أموركم.
 
أولياء الأمور ادفعوا بأبنائكم نحو المعالي، دللوا لهم الصعاب، تعاونوا مع معلميهم، دافعوا عن حقوقهم وارفعوا عنهم الظلم من أي جهة كانت.
 
عندما أخاطب المعلمين والمعلمات و الطلبة والطالبات وأولياء الأمور فإنني أخاطب الجميع واحرص على الجميع دون تفريق بين احد منهم على أسس دينية، مذهبية، عرقية، أو جنسية فكل من يدخل الحرم المدرسي للتعليم أو التعلم أو المساندة العلمية التعليمية، وكذلك أولياء الأمور مشمولون بخطابي وأرجو من الجميع أن يثبتوا لأنفسهم والآخرين أنهم أنموذج للانفتاح على الآخر واحترامه وأن مدارسنا واحات علم و تسامح تقوم على الحب والقبول وهدفنا الأسمى المواطنة الحقة البعيدة عن العنف. فقد اثبت هذا الشعب دوما أن نسيجه الاجتماعي قائم على التعدد والعدل و المساواة وليس على الاستفراد والظلم والتمييز الذي نعيشه اليوم.
 
*مهدي أبو ديب
 رئيس جمعية المعلمين



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus