فعالية "على طريق النصر" اليوم لجمعية الوفاق في بيروت احتفاء بالذكرى التاسعة للانتفاضة البحرينية

نائب الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ حسين الديهي ملقيًا خطابه في فعالية
نائب الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ حسين الديهي ملقيًا خطابه في فعالية

2020-02-15 - 12:55 ص

مرآة البحرين (خاص): نظمت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية احتفالًا بعنوان "على طريق النصر"  في العاصمة اللبنانية بيروت، حضره عدد من الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية بالإضافة إلى عدد من النشطاء والمهتمين.

في بداية الحفل، رحب الأستاذ يوسف ربيع  بالحضور مؤكدًا أنه  "في الذكرى التاسعة لانتفاضة البحرين، ما زال البحرينيون على طريق النصر" ولفت إلى أنه "يسر جمعية الوفاق أن تقيم هذا التجمع للتأكيد على الثبات والإصرار على القيم التي خرج من أجلها البحرينيون".

بعد الترحيب، كانت كلمة الأمين العام لتجمع الأحزاب العربية الأستاذ قاسم صالح، الذي رأى أن "الطبقة الحاكمة في البحرين لم تستجب لمطالب الشعب البحريني بل لجأت إلى الاستعانة بقوات درع الجزيرة التابعة للسعودية والإمارات لمساعدتها على قمع شعبها لتنتهك سيادة البحرين وتمارس أبشع أنواع التنكيل والسحل بحق الأبرياء ومحاكمتهم صوَريًا" مؤكدًا أن "شعب البحرين أصر على الاستمرار على الرغم من الأثمان الباهظة ودماء الشهداء".

الأمين العام لتجمع الأحزاب العربية الأستاذ قاسم صالح

ولفت صالح إلى أن "المسؤولين البحرينيين يحاولون رمي الوطن في أحضان المشاريع المعادية منذ العام 1994، والانخراط في مشاريع تطبيع مع العدو الصهيوني الغاصب، وتأمين القطار للمؤتمرات والصفقات التي تُحاك ضد أمتنا، وآخرها صفقة القرن التي أعلنها الرئيس الأمريكي ترامب بهدف تصفية  القضية الفلسطينية بحضور سفير البحرين وعدد من السفراء الخليجيين الأذلاء الذين تخلوا عن حقوق الأمة، وخانوا أمانتها". وتوجه صالح باسم الأمانة العامة للأحزاب "بأصدق مشاعر التضامن إلى شعب البحرين الصامد والصابر" معاهدين أبناءه الأعزاء "على  أن نبقى إلى جانب قضيته العادلة حتى إنجاز التغيير المنشود، وتحقيق الأهداف المشروعة" مؤكدًا أن :محور المقاومة سيتمكن من تحرير الأمة من رجس الاحتلال الأمريكي-الصهيوني وحلفائهم الرجعيين، ومن العصابات التكفيرية، ومن رفع راية الحق والنصر فوق ربوعها".

بعدها، تحدث نائب الأمين العام لجمعية الوفاق، الشيخ حسين الديهي،  فوجّه التحية إلى "شعبنا الصامد والصابر في البحرين الذي يحاصَر في كل يوم وليلة ولكن حصاره لم يمنعه من نصرة فلسطين ومواجهة صفقة العار ونصرة الشعب اليمني المظلوم"، ونقل  "تحيات الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان من سجون البحرين التي يقبع فيها آلاف السجناء ويتعرضون لأبشع أنواع التنكيل والاضطهاد".

وأعرب الديهي عن الاعتزاز "بالدور القيادي لآية الله الشيخ عيسى قاسم وتبنينا الكامل لما ورد في خطابه يوم أمس".

وأكد الديهي أنه على الرغم من المآسي التي يواجهها الشعب البحريني، كان " شعبنا في قضية القدس وفلسطين أكثر انخراطًا في نصرة الشعب الفلسطيني إذ لم يدخر حتى الدماء وقد شكّل البحرينيون مجموعات عسكرية وفُتحت مقار للتطوع لنصرة الشعب الفلسطيني" موجهًا من المنبر "تحية كبيرة إلى الشعوب العربية والإسلامية التي وقفت مع الشعب البحريني المحاصر وناصرته".

وعن الثورة البحرينية، رأى الديهي أنه "في البحرين ثورة قلّ مثيلها؛ ثورة نقية سلمية وشعب خلاق ويمكننا أن نسميها لؤلؤة الثورات. وقد عبرت هذه الثورة عن كل قيم الخير والعزة والكرامة"، ووجّه التحية أيضًا "في هذا اليوم إلى كل عوائل الشهداء والسجناء، وأخص بالذكر منهم المرضى المظلومين، ومشاريع الشهادة التي تخرج كل يوم".

وخاطب الشيخ الديهي الشعب البحريني بالقول: "يا أبناء شعب البحرين العزيز: لقد آمنتم بالله وبوعده لكم بالنصر ومنه كان إيمانكم بقضيتكم التي قدمتم لها التضحيات لتحقيق مطالبكم وأنتم كنتم ولا تزالون تملكون الكفاءة والعزيمة الشديدة لتحقيق النصر الموعود" مؤكدًا أن "وعد الله لعباده المؤمنين وأنتم منهم لَأقوى من كل عجرفة سياسات النظام وانتهاكاته قتلًا وتعذيبًا واعتقالات" متوجهًا إليه بالقول: "يا شعبنا الحبيب، ستُعجزون هذا النظام ولن تعجزوا، ومآلكم النصر من الله سبحانه وتعالى لأننا نؤمن بالوعد الإلهي بنصرة المستضعفين".

ولفت الشيخ الديهي إلى أن "شعبنا اليوم يمتلك بصيرة قوية ولا يمكن أن تنطلي عليه إرادة النظام وأعوانه" مشيرًا إلى أنه "منذ ذلك اليوم الذي انقلبت فيه السلطة على الميثاق وألغت العقد الاجتماعي،  حوّلت البحرين إلى سجن كبير وإلى دولة بوليسية إذ لم تنقطع فيها المداهمات اليومية بل استمرت وحتى عشرات آلاف المداهمات الليلية" كما أن"هذه السلطة زجت بآلاف البحرينيين من نشطاء وعلماء وأكاديميين ونساء وأطفال في السجن، فأصبحت البلد الأول في الشرق الأوسط من حيث عدد السجناء السياسيين نسبة إلى عدد السكان بحسب مراكز الدراسات".

وتحدث الشيخ الديهي عن دور المعارضة البحرينية قبل الثورة وبعدها، فرأى أنها "قدمت أرقى الصور الإيجابية، وكانت النتيجة فشل النظام على مدى تسعة أعوام من الحراك" إذ "لم يستطع إسكات الناس رغم القمع والدليل على ذلك خروج الناس داخل البحرين في الذكرى التاسعة" لافتًا إلى أن "النظام فشل في إقناع حلفائه الدوليين بفوزه. هذا النظام منع التنفس وأصبح التجريم من خلال كلمة وحتى تغريدة على حساب تويتر،  بل وإنه يتم حتى استدعاء الخطيب في المسجد  إذا ذكر آية عن الجهاد والشهادة  في خطبته، بهدف التحقيق معه".

ودعا الشيخ الديهي الشعب البحريني إلى "أن يكون صلبًا وقويًا في وجه التحديات"  طالبًا من البحرينيين أن يعتزوا بأنفسهم ولا ينكسروا أمام الطغيان ويسمعوه أصواتهم بكل سلمية، ومؤكدًا أهمية التوثيق في وجه انتهاكات النظام البحريني والمبادرة "بالعمل والإقدام في كل الميادين والمجالات".

ولفت الشيخ الديهي إلى  أن "النظام يحتاج أن توقفوه عند حده وأنتم قادرون على ابتكار الوسائل السلمية لفضحه".

وتخلل الحفل قصيدة عن الانتفاضة البحرينية للشاعر حسن المقداد.

وكانت لممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأستاذ مروان عبد العال كلمة وجّه فيها "تحية من فلسطين إلى كل القوى المناضلة، وفي طليعتها جمعية الوفاق والأبناء البررة لشعب البحرين".

ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأستاذ مروان عبد العال

وأكد عبد العال إن "شعب البحرين من أكثر الشعوب العربية توقًا للحرية  والديمقراطية" لافتًا إلى أن "هذا الشعب كان وسيظل شعب انعتاق ومقاومة وتحرر، وستستمر فيه حركة الوعي التي لم تتوقف رغم أمراء الغزو والانهزام والتطبيع".

وعن حركة أنصار الله في اليمن، كانت كلمة للأستاذ علي شرف المحطوري الذي أهدى الشعب البحريني وفلسطين "آخر انتصارات الشعب اليمني وآخرها عملية البنيان المرصوص".

ممثل حركة أنصار الله في اليمن الأستاذ علي شرف المحطوري

وعن الثورة البحرينية، قال المحطوري إن "تسعة أعوام من القهر قد يشعر المرء معها بالتعب، لكن شعب البحرين مستمر عبر مجموعة من الأعمال النّضالية، وآخرها العصيان المدني، ليقول إن الشعب لم ولن يتعب".

وتحدث المحطوري عن جرائم آل خليفة المتعددة فقال إنها "كبيرة بحق البحرين، و منها إلحاقها بالمشيخات الصهيو-أمريكية في المنطقة" مؤكدًا أن "مظلومية الشعب البحريني تكمن في أنه طالب بحقوقه ورأى آل خليفة في ذلك تهديدًا لفعاليتهم في تحقيق المشاريع الصهيو-أمريكية".

واختُتِم الحفل بكلمة مسجلة للمطران عطا الله حنا من القدس الشريف، جاء  فيها:

"من القدس عاصمة فلسطين، وحاضنة مقدساتنا، نوجه تحياتنا للشعب البحريني الشقيق ولكافة الشعوب العربية التي تقف إلى جانب فلسطين".

المطران عطا الله حنا من فلسطين

وقال المطران حنا إنه "نحيي شعب البحرين والشعوب العربية الرافضة لمظاهر التّطبيع التي نلحظ وجودها في بعض الأماكن، ونطالب أقطارنا العربية بأن تلتفت إلى فلسطين والقدس التي يستهدفها الاحتلال بشكل يومي".

وأعرب المطران حنا عن تمنيه بأن "نكون مُوَحّدين كأمة عربية واحدة في دفاعنا عن فلسطين لكي نُفشِل صفقة القرن المشؤومة، التي لا يقبلها الفلسطينيون ولا أي عربي حر".