مرآة البحرين (خاص): كشفت "سمية رجب" زوجة الناشط الحقوقي المعتقل "نبيل رجب" أن وكيل وزارة حقوق الإنسان "سعيد الفيحاني" زيّف كل الحقيقة التي رآها وسمعها بنفسه من نبيل خلال زيارته في السجن، رغم أنه قطع عهدا لنبيل بأن ينقل كل ما يقوله دون تحريف.

وزار نبيل رجب في السجن صباح اليوم وفد من وزارة حقوق الإنسان برئاسة وكيل الوزارة "سعيد الفيحاني"، ولم يكد الوفد أن يخرج حتى أصدرت الوزارة بيانا ظهر اليوم، مجهزا بشكل مسبق كما يبدو.

وادعت الوزارة في البيان أن "نبيل رجب" قد أودع مع خمسة محكومين آخرين في غرفتين بحمامين خاصين بهما صالة جلوس وتلفاز وثلاجة وملحق به مطبخ ويوجد فيه هاتف عمومي ومكان لممارسة النشاط الرياضي .

سعيد الفيحاني

وادعى الوفد أن رجب يقضي فترة سجنه مرتاحا "وفق ما أدلى به لهم" معبرين عن "ارتياحهم" لذلك، يذكر أن الزيارة تاتي بعد ما أثارته سمية رجب من ضجة عما تعرض له نبيل من تعذيب وإهانة وحط من الكرامة، وذلك في تصريح لمرآة البحرين يوم الأربعاء الماضي، وأقر الوفد أن الزيارة تأتي للتأكد من وضع " نبيل رجب" الحقوقي في السجن "في ضوء التصريحات التي أدلت بها عدد من المصادر".

وقالت سمية رجب إن الحقيقة مختلفة تماما، حيث نقلت عن رجب خلال اتصال جرى بينهما مساء أمس، أنه رفض التحدث مع الوفد في البداية وقال لهم بشكل صريح أنه يعلم بأن زيارتهم فقط لنقل الخبر في الصحف والإعلام ولتبرئة إدارة السجن وتأمين صورة السلطة التي وصفها بالمستبدة الظالمة.

وأضافت "بعد إلحاح منهم وافق نبيل على التحدث للوكيل سعيد الفيحاني بعد أن شرط على الوفد أن يتعهدوا أمام الله بنقل كل ما يقوله دون تحريف".

وأكدت رجب أن الفيحاني "تعهد لنبيل أمام الله بأنه سيكون صادقاً في نقل كل ما يقوله للصحافة دون اجتزاء أو تحريف" ثم بدأ نبيل بالتحدث وشرح بشكل مفصل كل ما تعرض له في السجن من تعذيب وإساءات وإهانات وعزل وسوء معاملة، ونقل للفيحاني معاناة كل السجناء في سجن جو، مفصلا في كيفية إذلال السجناء أثناء التفتيش وواصفا السجن بأنه للعقاب والانتقام لا غير.

ووفقا لما قالته رجب فقد دوّن الفيحاني ووفده كل ما ذكره نبيل من فظاعات وإساءات، وأن نبيل اعتقد أن الفيحاني ووفده سيحترمون عهودهم أمام الله، على عكس ما حدث.

وشرح نبيل للفيحاني الأوضاع المزرية للسجناء في سجن جو، وقال للوفد إنه يأسف أنهم يقومون بدور تلميعي لسلطة مستبدة ظالمة لا تعرف الرحمة، وقال نبيل للفيحاني "إنك تمثّل نظام قام بتقسيم البلد طائفياً، ونظام مستعد لتأجيج حرب أهلية فقط لينقذ نفسه من الزوال ولا يهمه أحد".

وتساءل نبيل "كيف يتكلم النظام عن وحدة وطنية وهو يقوم بصنع الفتن بين السنة والشيعة، هذا نظام سيأخذ البلد للخراب والدمار" وقال للفيحاني "تصور ما الذي تريد السلطة فعله حين يكون السجناء كلهم شيعة والسجانون كلهم سنة، هي تريد تعزيز الانقسام والكراهية".

وقالت رجب إن نبيل كان يأمل أن يكون لدى الوكيل الفيحاني "بعض من ضمير ومسئولية تجاه وطنه وشعبه" معلقة على ذلك بالقول "للأسف، يظهر أن السلطة تعرف من تختار لتمثيلها".

وأوضحت أنه بعد "محاضرة حقوقية طويلة أعطاها نبيل للفيحاني ووفده، وبعد تعهدهم أمام الله بنقل الحقيقة كاملة، خرج الفيحاني ووفده للصحافة بشيء آخر" على عكس كل ما قاله نبيل، وعلقت رجب على بيان الوزارة بأنه "أشبه ما يكون بدعاية تلفزيونية لفندق خمس نجوم" مشيرة إلى أنه كان "مادة دسمة اليوم للتندر والضحك بين الناس".

وقالت إن "بيان وزارة حقوق الإنسان اليوم أساء للوزارة نفسها أولاً وأساء للنظام ولإدارة سجن جو، وكشف لنا أن الضمير عملة نادرة بين عبيد السلطة" مضيفة "الفيحاني ووفده زاروا نبيل في السجن بسبب ضغط العالم ولكن لتضليل الإعلام فقط ولا توجد لديهم نية حقيقية وصادقة لإصلاح أوضاع المساجين".

وفي تصريح لمرآة البحرين، قالت سمية ردا على بيان وزارة حقوق الإنسان "لقد قطعتم عهدا على أنفسكم أمام الله وتعهدتم لنبيل بأن تنقلوا الحقيقة كاملة دون تحريف، هذه أمانة ستحاسبون على خيانتها يوم القيامة" وأضافت "كيف سيثق الشعب بكم بعد اليوم وأنتم تحرفون وتكذبون وتنكثون العهود".

وتساءلت رجب "لماذا لم يذكر الوفد ما هي الملاحظات التي عبر عنها نبيل لمدير إدارة السجن كما ادعيتم؟ ولماذا تخشون ذكر ملاحظاته؟! أتمني من الوكيل الرد على سؤالي".

وسبق لوزارة التنمية وحقوق الإنسان وعلى رأسها الوزيرة فاطمة البلوشي أن حرفت الحقيقة وزوّرت العديد من التصريحات وكذبت على العديد من الشخصيات بيما فيهم المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي، ما اضطر الأخيرة شخصيا لإصدار بيان يدين هذا الكذب الرسمي.