تعرّف على الأسباب التي تجعل الإفراج عن السجناء ضرورة ملحّة؟
2020-04-19 - 10:10 م
مرآة البحرين (خاص): أصدرت البحرين عفواً عن أكثر من 900 سجين عقب تفشّي جائحة الكورونا، ثلث هذا العدد فقط معتقلون سياسيون. ما زالت السجون البحرينية مكتظّة بسجناء الرأي والمعتقلين السياسيين. أكثر من 82 ألف تغريدة على وسم #اطلقوا_سجناء_البحرين خلال الحملة التي نفذها البحرينيون خلال الأيام الأخيرة. لماذا يلح البحرينيون في المطالبة بالإفراج عن السجناء في ظل حائحة الكورونا؟
-
لأن الدولة تبذل جهداً كبيراً في محاربة تفشّي الفيروس، عبر فرض إجراءات وقائية مثل منع التجمعات والتأكيد على العزل الإجتماعي وفرض ارتداء الكمامات في أماكن التجمعات المغلقة، والتباعد بمسافة لا تقل عن 1.5 متر. كل ذلك لا يمكن تطبيقه داخل السجون البحرينية التي هي الأكثر عرضة للخطر من الأمراض المعدية، وظروفها لا تسمح بالتباعد الجسدي.
-
لأن الزنازن التي يتكدّس فيها السجناء هي الوجه الآخر للمساكن التي يتكدّس فيها العمال الوافدين، وهي القشّة الأضعف من بعد العمالة الوافدة، والمهدّد الأكبر لتفشي الوباء، ليس بين السجناء فقط، بل السجّانين أيضاً.
-
لأنه الأصحّ أن تقوم الدولة بذلك الآن، كي لا تضطر إلى ذلك في وقت متأخر، فيما لو انتشر المرض - لا سمح الله - بين السجناء والسجّانين. ولكي لا يتكرر ما حدث مع العمال الوافدين من تفشّي الوباء، اضطرت معه البحرين لاستخدام المدارس الرسمية، سكناً مؤقتاً لهم للتخفيف من تكدّسهم الخطير في مساكن غير صحية وغير آمنة.
-
لأن أكثر من 2000 معتقل سياسي يعيشون مكدّسين في أوضاع صعبة، مع اعتماد بعض إدارات هذه السجون الحرمان من العلاج كأحد وسائل التعذيب أو العقاب، وهو ما نتج عنه تدني مستوى العناية الصحية في السجون إلى أدنى المستويات، ماينذر بكارثة ستطال السجناء لو بلغهم داء كوفيد-19.
-
لأن هناك عددا كبيرا من السجناء يعيشون أمراض وأوضاع صحية تجعل تعرضهم للفيروس تهديداً مباشراً لحياتهم.
-
لأنه بالإضافة إلى حياة آلاف السجناء المهددة بخطر الوباء، فإن تفريغ السجون يوفّر على الدولة مئات الآلاف من الدنانير التي قد تصرفها على الفحوصات اللازمة والعلاج والعزل لكل هذه الأعداد فيما لو تفشّى المرض داخل السجون، فضلاً عن الطاقة الاستيعابية الكبيرة التي يمكن توفيرها من إمكانات بشرية ومادية وغيرها.
-
لأن آلاف السجناء يكلفون الدولة ملايين الدنانير سنوياً، يمكن للدولة توفيرها لمواجهة الوضع الاقتصادي المأزوم الذي تعيشه البلاد.
-
أخيراً وليس آخراً.. لأنه آن الأوان لتصفير السجون من السجناء السياسيين، واستغلال هذه الجائحة لفتح صفحة المصالحة الوطنية التي تأخّرت كثيراً، والتي ما عاد الوطن يحتمل تأخرها أكثر، خاصة في ظل ما ستخلّفه هذه الجائحة على المستوى الاقتصادي والمعيشي، والحاجة إلى تكاتف حقيقي ينهض بالوطن سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.