من زقاق ضيق، أمين عام الوفاق والمتظاهرون يفرضون إرادتهم على النظام في قلب العاصمة

2012-09-08 - 6:18 ص


مرآة البحرين (خاص): من أحد الأزقة الضيقة، قاد أمين عام جمعية الوفاق الوطني الشيخ علي سلمان إحدى المسيرات التي جابت قلب العاصمة المنامة عصر اليوم، في يوم استثنائي شهدت فيه المنامة عدة مسيرات خرجت في وقت واحد رغم الحصار النوعي الذي فرضته قوات الأمن.

وكان سلمان قد تواجد باكرا في المنامة، ونقل صلاته إلى مسجد "مؤمن" أحد أهم مساجد العاصمة، والذي أغلق خلال انتفاضة التسعينات بعد أن بات معقل المعارضة السياسية.

وتجاوب مع المسيرة آلاف المواطنين الذين استطاع بعضهم الدخول إلى المنامة والتظاهر فعلا، فيما بقي كثيرون عالقين في الشوارع المحيطة نظرا للحصار الأمني، وانطلقت التظاهرات تنديدا بأحكام القضاء ضد "الرموز" وتأكيدا على حق التظاهر في العاصمة، وكان من المخطط أن يكون مسار التظاهرة حتى مبنى المحاكم في المنطقة الدبلوماسية.

ولقي الحدث صدى واسعا في الشارع البحريني، واستجابت حشود للدعوة التي أطلقها سلمان لتحدي قرار المنع، وفرض حق المواطنين في التظاهر السلمي في العاصمة، وكان سلمان قد توعّد بأن ينزل من سيارته مشيا إلى المنامة فيما لو منع من الدخول.

وانطلقت مسيرات عدة في أنحاء متفرقة من العاصمة، واستمرت حتى الليل، وشكل متظاهرون مجموعة أخرى انطلقت وسط السوق واقتربت من باب البحرين، لتتعرض إلى القمع الشديد، وهتف المتظاهرون بشعارات مناوئة للنظام، ومشددة على السلمية، كما رفعوا أعلام البحرين.

 
ورفعت لافتة كتب عليها (من حقنا التظاهر في العاصمة) و (الحرية للمعتقلين)، وبدا المتظاهرون في ذروة الحماس والتحدي، ورغم مواجهة قوات الأمن إلا أنهم لم يتراجعوا ووقفوا يتلقون القمع الشديد، فيما تتعالى منهم هتافات السلمية، وشهدت المسيرة حضورا نسائيا لافتا.

واكتظت شوارع المنامة بالحشود حتى الليل بعد أن دعا أمين عام الوفاق المتظاهرين إلى البقاء وأداء الصلاة في المنامة، كما انطلقت دعوات رسمية من الجمعيات السياسية عبر حساباتها في "تويتر" للاستمرار في التظاهر وعدم ترك العاصمة.

واستطاعت الجماهير أن تسجل علامة فارقة بكسرها حصار النظام، وكان مواطنون قد مروا من بين قوات الأمن مشيا وأوقفوا سياراتهم في أماكن بعيدة جدا حتى يستطيعوا دخول المنامة.

وقال مراقبون إن المسيرة سجلت نجاحا لافتا، مشيرين إلى تأثير القيادات السياسية التي نزلت للشارع وتصدرت التظاهرات، وحضر المسيرة القيادي في جمعية الوفاق خليل المرزوق إلى جانب رئيس لجنة الرصد السيد هادي الموسوي ورئيس المجلس العلمائي سيد مجيد المشعل ورئيس المجلس البلدي لمحافظة العاصمة مجيد ميلاد، وبعض النواب المستقيلين.

كما شارك آدم رجب ابن الناشط الحقوقي المعتقل نبيل رجب، وكذلك زوجته سمية رجب التي استطاعت دخول العاصمة بعد محاولة دامت 3 ساعات وشاركت في مسيرة قمعت بعد دقائق، وحضر المسيرة مجموعة من الصحفيين والمصورين التابعين لوسائل إعلام أجنبية.

وأم الشيخ سلمان جموعا من المتظاهرين في صلاة المغرب في مسجد مؤمن، وشهدت الصلاة تكبيرات وشعارات سياسية، وفي سابقة من نوعها حاصرت قوات الأمن المسجد وتمركزت عدة فرق خارجه، ووردت أنباء عن محاولتها اقتحام المسجد.

 
وحصلت مشادات بين متظاهرين وقوات الأمن بعد الفراغ من الصلاة، إلا أن المتظاهرين خرجوا بسلام من المسجد ومن ثم غادرت قوات الأمن، في الوقت ذاته عاود متظاهرون الخروج في مسيرات حاشدة ومتفرقة، انتقلت من مكان إلى آخر في العاصمة.

وفي السياق ذاته حاصرت قوات الأمن مسجد الخواجة لمنع المتظاهرين من الخروج مجددا، ما أدى إلى اشتباكات بالأيدي عند المسجد. وكانت قوات الأمن في ارتباك واضح ورغم انتشارها الكثيف إلا أنها فقدت السيطرة على مجريات الأمور تماما.

بدا المتظاهرون اليوم مسيطرين على عاصمتهم وفارضين إرادتهم عليها، ورغم تكرار القمع ظلت المسيرات جميعها سلمية. وفي تصريح لافت قال خليل المرزوق إن "جمعة العاصمة يوم واحد من أيام العاصمة ولن يكون الأخير" وكان المرزوق قد أشار إلى تحرك نوعي يخطط له بعد شهر رمضان.

"من عرفها فقد عرفها، ومن لم يعرفها فإنها المنامة" يصف أحد المتظاهرين المشهد.



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus