أكبر عملية إغلاق للعاصمة منذ مارس 2011: قوّات راجلة ومدرعات وشرطة سرية و...الفشل!

2012-09-08 - 8:29 ص


مرآة البحرين (خاص): نفذت قوات الأمن التابعة للنظام في البحرين أكبر عملية إغلاق للعاصمة ومحيطها وصولا إلى أطراف السفارة الأمريكية لمنع تظاهرة الجمعيات السياسية يوم أمس الجمعة.

وفي مثال غير مسبوق، قامت السلطة بإحكام الحصار على العاصمة من نقاط بعيدة جدا، ونشرت لذلك المدرعات المصفحة على طول البلاد. وأغلقت القوات تقاطع "الخارطة" القريب من السفارة الأمريكية في الشارع السريعي، قاطعة الطريق المؤدي إلى مستشفى السلمانية، المستشفى المركزي الوحيد في البلاد.

 

كما أغلقت الداخلية بعشرات الدوريات الأمنية جميع مداخل العاصمة الرئيسية، كمدخل الماحوز المؤدي للنادي الأهلي، ومدخل أم الحصم القريب من سترة، ومدخل السوق القريب من فندق "الريجنسي" ومداخل "رأس رمان" و"المنطقة الدبلوماسية" و"القفول" و"الحورة" و"القضيبية" و"النعيم".

وانتشرت المدرعات في أنحاء عديدة من البلاد، كالشارع السريع المؤدي للسعودية، وشارع المعارض بالقرب من إدارة الهجرة والجوازات، وتقاطع "الخارطة"، ومدخل المنامة بجانب "وزارة الخارجية - سكرتارية الحكومة" ومدخل "عذاري" ومدخل "الزنج" وبالقرب من "السفارة السعودية" في المنطقة الدبلوماسية.

وبدت العاصمة في شلل تام من الحركة المرورية بسبب إحكام إغلاقها، كما بدت شوارعها فارغة، فيما استمرت الاختناقات الحادة في الشوارع المحيطة حتى وقت متأخر من الليل، وفرضت بعض نقاط التفتيش، فيما وصلت إمدادات عسكرية من الحرس الوطني إلى منطقة "دوار اللؤلؤة" التي شهدت استنفارا واسعا تحسبا لأي تحرك.

إلى ذلك ترجّل عناصر الدوريات الأمنية المنتشرة في مداخل القرى والشوارع الرئيسية في البلاد، وكان جميعهم مشهرين الأسلحة فيما يبدو تعميما من الداخلية بالبقاء في وضع الاستعداد، كما فرضت نقاط تفتيش عدة في أماكن غير اعتيادية.

 

ومن ناحية أخرى توزعت قوات الشغب على كل مداخل أزقة المنامة وشارع الإمام الحسين الذي تقع فيه "المآتم" الشيعية، وأوضحت صورة كثافة شديدة في أعداد القوات التي جابت سوق المنامة، ورأس رمان، والمناطق المحيطة، واحتضنت السوق استعراضات عسكرية من قوات الأمن والشرطة النسائية، التي قامت بتمشيط الشوراع والأزقة.

وفرضت عناصر الأمن حظر تجول غير رسمي في كل أرجاء المنامة، وقال مواطنون إن القوات كانت تسألهم عن وجهتهم رغم أنهم يتجولون في السوق، كما أوقف عدة أشخاص عند باب البحرين ومنعوا من الدخول، وقال أحدهم إن أحد الضباط أخبر بعض المتظاهرين بأن التواجد في سوق المنامة ممنوع اليوم.

من جهة أخرى، استخدمت الداخلية مئات العناصر من الشرطة المدنية السرية، وكذلك المخبرين المدنيين الذين تمركزوا عند بعض المحلات والطرق، حاملين برقياتهم.

وكانت الشرطة السرية تقوم بدوريات في مختلف الشوارع المحيطة بالمنامة بسيارات مدنية، وقال شاهد عيان إن إحدى تلك السيارات توقفت بشكل مفاجئ حين رأته يهم بدخول المنامة، ونزل منها اثنان يرتديان ملابس مدنية وسترة صفراء، وسألاه بعنف عن وجهته، ثم أمراه بالرجوع فورا. 

وبان على عناصر الأمن الارتباك والتخبط، خصوصا بعد نجاح بعض المتظاهرين في الخروج بمسيرات داخل العاصمة، وفشلت القوات رغم الخطة والاستعدادات الضخمة في السيطرة على العاصمة، ومنع التظاهرات.

 

من جهة أخرى، شوهد "منطاد التجسس" الذي زعمت الداخلية أنها تستخدمه لقياس نسبة التلوث، وهو يحوم فوق أرجاء العاصمة وقت التظاهرة، لمراقبة أي حركة في الأزقة والشوراع، كما حلقت طائرة "الهيلكوبتر" على علو منخفض جدا وحامت بشكل سريع لتمسح العاصمة مئات المرات متتبعة حركة المتظاهرين السلميين.

بدا حصار المنامة يوم أمس حصارا عن بعد، لكنه فشل بقوة، حيث استطاع المئات كسره والوصول إلى قلب العاصمة للمشاركة في التظاهرات.

وكانت الداخلية قد أعلنت مسبقا عن فرض نقاط أمنية في العاصمة عبر حسابها في تويتر، ثم ادعت أن الازدحامات المرورية في الشوارع العامة المحيطة بالعاصمة سببها إصلاحات في "إشارة مرورية"، في حين أنها أغلقت بالمدرعات أكثر من 15 مدخلا رئيسيا للعاصمة، مانعة الدخول إليها بشكل مطلق، ومتسببة في ازدحام بلغ مداه جسر المحرق والمنطقة الدبلوماسية وشارع المعارض من جهة، وشارع الخدمات القريب من توبلي من جهة أخرى.

وفي حين ادعت الداخلية أنها تمنع مسيرات العاصمة لأنها تعطل مصالح المواطنين وتكون في أماكن حيوية، تسببت هي بحصارها في شلل تام للحركة داخل العاصمة، ورأى مراقبون أن ذلك كان أقصى ما تستطيع السلطة أن تقوم به، معتبرين ذلك إعلانا عن الهزيمة.



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus