البحرين «الصداع النصفي» للولايات المتحدة

2012-09-09 - 7:57 ص


توماس ماونتن، كاونتر كرنتس.أورغ
ترجمة: مرآة البحرين

سنة ونصف السنة من حركة الاحتجاج الطويلة الأمد للأغلبية الشيعية في البحرين يمكن أن تكون إنذارًا مسبقًا  لصداع نصفي مشلٍّ للولايات المتحدة إذا ما نجحت في الإطاحة بالدكتاتورية الخليفية المنصَّبة غربيًا والتي حكمت البحرين منذ "الاستقلال".

شعب البحرين يعرف جيدا أن العراب الحقيقي للنظام الخليفي هو الولايات المتحدة الأمريكية ومن المرجح كثيرًا أن  هلاك  النظام سيتلوه مطلب إغلاق القاعدة الأمريكية البحرية  في البحرين وهذا يهدد سيطرة الولايات المتحدة على الخليج المهم استراتيجيا.

السيطرة على الصادرات والاحتياطيات النفطية في الخليج العربي أمر أساسي لاستمرار هيمنة باكس أمريكانا (السلام الأمريكي) على المنطقة والبحرية الأمريكية بقيادة فرقة عمل حاملة الطائرات الضروري لفرض هيمنتها على الخليج تتطلب نقطة عبور للعمل منها. فإذا أخرجت الولايات المتحدة من البحرين فسيكون لديها فقط جيبوتي البلد الصغير البعيد آلاف الأميال في القرن الافريقي وميناؤها الصغير كمكان احتياطي.

في العادة تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بإعطاء الضوء الأخضر للمرتزقة من الشرطة الممولة سعوديًا وإماراتيًا (بلطجية مستأجرين من الأردن وباكستان واليمن) لاحتلال البحرين لإغراق الثورة المحتملة بالدم كما كان شائعا جدا في الماضي، لكن الوضع في البحرين معقد بسبب العلاقات العائلية والقبلية التاريخية الوثيقة  بين شيعة البحرين وشيعة شرق المملكة العربية السعودية حيث يتمركز أكثر النفط السعودي.

في كل مرة يتم فيها تكثيف حملة القمع على الشعب البحريني كانت هناك زيادة في الاحتجاجات من قبل الشيعة في السعودية. ويمكن لحمام دم كبير في البحرين أن يشعل  أيضا انفجارًا في أواسط السعوديين الشيعة الذين عانوا طويلًا من ما يمكن أن يوصف بالفصل العنصري العربي من قبل نظام آل سعود الوهابي المتطرف المنصب من قبل البريطانيين  منذ عدة عقود.

إذا انتفض الشيعة في السعودية فإنه يمكنهم وبسهولة تخريب إنتاج النفط السعودي، الأكبر في العالم، والضرر سيشل بعض  أكبر الاقتصادات في العالم ويترك الولايات المتحدة الأمريكية تسعى جاهدة لإيجاد سبيل للخروج من أوضاع صعبة للغاية.

بالنسبة للولايات المتحدة فإن الاحتجاجات البحرينية قد تصبح المشكلة الرئيسية التي قد تؤدي إلى النظر إلى باكس أميركانا على أنها ضعيفة وواهنة حقا، وغير قادرة على السيطرة على الخليج في مواجهة النفوذ المتنامي لإيران في المنطقة ويدعو إلى السؤال عن قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على معاقبة أعدائها عسكريا والسيطرة على أهم النقاط الخانقة في العالم وهو مضيق هرمز حيث يلتقي الخليج بالمحيط الهندي.

صداع اليوم يمكن أن يتحول بسرعة إلى شقيقة (صداع نصفي) في الغد للولايات المتحدة لأن الشعب البحريني يواجه بخيار مواصلة العنف من جانب واحد أو حمل السلاح للدفاع عن نفسه.

الحقيقة المحزنة هي أن القوة السياسية تنمو من فوهة البندقية والبنادق كلها في يد الظالمين في البحرين، رغم أن هذا قد يتغير.

إلى متى سيتحمل شعب البحرين، وخاصة  الشباب،  بأن يبقى الوضع على ما هو عليه رغم أن العديد  يتساءلون لماذا لم توفر لهم القيادة في إيران، والتي كانت البحرين ذات مرة مقاطعة فيها، بعد الوسائل للبدء في الدفاع عن أنفسهم؟

من الدفاع المسلح إلى الكفاح المسلح لتحرير أنفسهم من دكتاتورية وحشية مدعومة أجنبيا يكاد يكون تطورًا لا مفر منه على الرغم من أن مثل هكذا أعمال قد تشعل فتيل انفجار في شرق السعودية التي يمكن أن تنتشر كذلك في الحزام الشيعي في المنطقة التي تمتد من اليمن وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط، وربما هذا يفسر لماذا تلتزم القيادة الإيرانية الحذر في المساعدة في تسليح الشعب البحريني.

*توماس ماونتن  صحفي مستقل والأكثر توزيعا في أفريقيا،  يعيش ويعد التقارير من إريتريا منذ عام 2006. ويمكن رؤية مقابلاته على(آر تي تي في)  و(برس تي في). ويمكن الاتصال به على thomascmountain@yahoo.com

7 أيلول/سبتمبر2012
رابط النص الأصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus