نورة آل خليفة لرولى الصفار: أنت تكرهين النظام.. قلتِ «يسقط حمد».. عندكِ أسلحة وأنتِ طبيبة! « 3 - 6 »

2012-09-11 - 10:35 ص


مرآة البحرين (خاص)
البحرين، ابتسام صالح

"أنا الآن لستُ رولى الصفار، أنا سُهى بشارة، سأخرج من هنا لا محالة كما خرجتْ سُهى بشارة".

بهذه الكلمات راحت رولى تُهدهِد نفسها، فيما هي تواجه مصيرها المجهول وسط زنزانةٍ مُظلمة مُخيفة، وفي توقيتٍ هو الأسوأ في تاريخ البحرين، لا أحدَ يعلم ما الذي ينتظره عند يد البطش، لا مكان لغير الانتقام الأسود من جرأة الورد على الكلام. راحت رولى تُردّد على نفسها هذه الكلمات، تَمنحُ نفسها (بشارة) تكفيها للصمود، وللخروج مُنتصرة.


في الحلقة السابقة، كانت رولى الصفار تقضي في زنزانتها مع سجينات الدعارة والمُخدّرات، تُشاركها الطابق الأسفل من السرير مُدمنة مخدرات، رَأَفتْ بجسد رولى الذي راح يَهزُّ السرير من شدة البرد. تبرّعتْ لها بلحافها، غطّتها. لن تنسى لها رولى ذلك. تُكمل أحداث تجربتها:

سجينات الدعارة والمُخدّرات اللاتي وضعونا معهن، تفاجأتُ بعددهن وبجنسياتهن: روسيات، صينيات، فلبينيات، أثيوبيات، ماليزيات، سودانيات، مصريات، قطريات، عمانيات، كويتيات وبحرينيات أيضًا.

اشتكيتُ للمُفتّش العام بوزارة الداخلية اللواء إبراهيم حبيب الغيث: هل يجوز أن تضعونا مع نساء مومسات ومُدمنات مُخدّرات؟ فردّت الشرطية شمّة: أنتن كلّكن واحد، فرددت عليها رافضة: ولكن أنا غير، أنا بنت الوطن ولستُ عاهرة ولا مُجرمة مُخدّرات، العيش معهن يجلب لنا عدوى أمراضهن بالشراكة في استخدام الحمامات. فأعدتُ الطلب من اللواء الغيث: نُريد زنزانةً خاصّة بالبحرينيات وبعيدة عنهن. قال آمرًا: "ما عليه"، ضعوا سجينات السلامة الوطنية مع بعض في زنزانةٍ خاصّة.

الضغط الذي أحدثتْه كاثرين أشتون، نائبة رئيس المفوضية الأوروبية والمُمثّل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، كان له الدور في ذلك. سألتها مقاطعة أشتون؟ كيف عرفتِ ذلك؟ قالتْ: من الصُحُف التي تُهرّب إلينا من خلال سجينات الدعارة والمُخدّرات، حيث تَرِدُ الصحف المحلّية لمكتب الشرطيات، ثُمّ تأخذها السجينات الأخريات بينما هي ممنوعةٌ على سجينات السلامة الوطنية. ثُمَّ أوضحت: بالمُناسبة، إذا ذكرتُ لك تحسينًا هُنا أو انفراجًا هُناك سواءً في المُعاملة أو أيَّ شيءٍ آخر، فذلك بسبب أنّ أحدًا ما من مُنظّماتٍ حقوقية قد دخل البحرين، أو أنّ هُناك زيارةً ما للسجون، وهذا لمسناه أكثر في يونيو/حزيران.

في مكتب الشيخة نورة الخليفة

 
أدخلوني مكتبها وأنا معصوبة العينين، مُقيّدة اليدين وراء ظهري. الشيخة نورة الخليفة أمرَتْ أحدهم: "شيلوا العصابة؟". ما زلتُ واقفة، قالت الشيخة: أعطوها ماء. شربتُ الماء، اعتدلتْ في جلستها، نظرتْ إليَّ وقالتْ: أنت تكرهين النظام، قلتِ "يسقط حمد"، وعندكِ أسلحة، وأنتِ طبيبة. أهلًا وسهلًا بكِ في مكتبي. لعلمكِ أنت تحت المجهر مُنذ عام 2005 -تقصد أيام إثارة موضوع المُطالّبة بتطوير هيكل الكادر التمريضي- وأنا في انتظار أن تأتي إلى مكتبي مُنذُ ذلك الوقت. هُنا أدركتُ أنَّهم يدّخرون لي هذا اليوم. ظلَّ الشرطي يكتب الاتهامات الموجّهة لي، وأنا أنفيها وأردُّ بنبرةٍ رافِضة: لا .. لا، قالتْ: "ما يفيد وياها الكلام". جاء أمرٌ تلقائي، أتى لي ثلاثة رجال، واحدٌ منهم أعرفه لو أراه ثانية أُميّزه، انهالوا عليّ بالصفعات كيفما اتفق في كلِّ مكان، ثم أرجعوني إلى الزنزانة، وصعقوني بالكهرباء.

كانتْ الشيخة نورة تأتينا الساعة 3:30 فجرا لتضربنا من جهة، كما تُحاول أن تضرب بعضنا ببعض من جهةٍ أخرى، أنا مع النزيلات الأخريات، كأنْ تقول: فُلانة قالت عنكِ كَذا وأنّك فعلًا كذلك، وتُواصل: "بس أنا ما يهمني إذا هم قالوا أنك كذا"، أي أنها تفتعل تُهمًا وتنسبها لأخريات، وهي تواصل الضرب.

امرأةٌ لم تتكلّم

في إحدى الليالي جاءتْ امرأةٌ تتفقّد النساء المُعتقلات، لم تنبِس بأيِّ كلمة، لم نرها نحن الثلاث حيثُ كُنّا معصوبات العيون، عرفتُ أنها امرأة مُنذُ دُخولِها علينا، من خطوات كعبها، من حفيف ملابسها، وخَشْخَشْة أساورها، ومن عطرِها الذي ضجَّ به المكان. كانتْ تُكلَّم باحترامٍ شديد، وكلُّ كلمة توجَّه لها تسبِقها كلمة "سيّدي". قالتْ لها الشيخة نورة: سيّدي، هذي رولى الصفّار، وهذي نهاد الشيراوي، وهذي ندى ضيف. وانتهتْ الجلسة. خرجتْ بصمتِها مثلما دخلتْ. من هي تلك المرأة؟ لا أعلم، لكنّ إحساسي يقول أنّها شيخة لها منزلة كبيرة بينهم.

نورة الخليفة مرّةً أخرى

لا نعلم من أين ستأتينا الضربات والصفعات، أذكر أنّ أول كف "صفعة" جاءني أُغمي علي، ولمّا أفقت أُطبِقتْ على أُذُنيَّ بقوّة يدان في باطنهما جهازَي صعقٍ بالكهرباء. هذا الصعق الغادر يُفاجئنا من ورائنا، طبعًا كلُّ شِيَم الغدر تأتي من الخلف، فيُحدثُ رنّةً قويةً في الأُذُن، وتدخل في رأسي ذبذبات تيّار الكهرباء كأزيز الطائرة، بشكلٍ قاسٍ ومؤلمٍ حدَّ الموت، فأسقط في غيبوبةٍ قصيرة. حين أُفيق أشعر بالتيه، لا أذكر أين أنا، ولا لماذا أنا هُنا، ولا ماذا قلت، لا شيء. هو نوعٌ يُسمّى في دراسة علم الطوارئ Concussion، وبالعربية "ارتجاج"، وفي هذه الحالة يهتزُّ الرأس، وتليها هزّة عظمة الجُمْجُمَة، ويتبع ذلك هزاتٌ في لفائف المخ، فتؤثّر سلبًا على وظيفة المخ بالنسيان والتيه الذي ذكرتْ. وبالكاد أُفيق من الصعق الكهربائي ومما أنا فيه، لأسمع الشتائم البذيئة. بعد هذا الحال تأخذني الشيخة نورة بنفسها إلى مكتبٍ عُلوي، كانت تدفعني دفعًا على الدرج وهي تُعنِّفني قائلة: "الله يعلج إن شا الله مثل ما عليتِ قلبي"، ثم أسمع في حضورها صوت رجلٍ قبيح اللسان والخُلُق يُهدِّدني بالاغتصاب، أسمع لأوّل مرّة مُفرداتٍ سُوقيّة، ومن أين لي معرفتُها وهي قذرةٌ ووقحةٌ حد التقزّز؟

يَسقط عليّ الضرب بالأيدي، بأيدٍ كبيرة وثقيلة تَنزِل كالجُثّة على جسدي. ولمزيدٍ من التحقير والألم، أُضرب بالأحذية. كلُّ هذا ليس كافيًا، هذا العناد يُراد له بصقٌ أيضًا، لا يُفيد البصق، لم تنهزم أو تتوسّل، يأتي التحرّش الجنسي، (عُذرًا أخجل أنْ أصوّر المشهد)، ومن ثمَّ التهديد بالاغتصاب، يبدر من رجلٍ تقول حواس السمع والشم والإدراك عندي أنه رجلٌ ضخم البُنية، مُخيف، تصدر عنه روائح الكحول مُختلِطة برائحة السجائر. مفعول الخمر ما زال يعتمِلُ فيه، يتبيّن ذلك من ثقل لسانه الذي يتفنّن في قذف كلامٍ سافلٍ، داعرٍ، فاحشٍ لأقصى الحدود. يأتون بهم واحدًا تلو الآخر يتنافسون في أدوار قبيحة، مع ذلك شعرتُ أنّه مُجرّد تهديد ولم يُخِفني.

في مكتب الضابط بن حويل

في إحدى الجلسات التي كانت في النيابة العامة، في مكتب الضابط مبارك بن حويل، تفاجأتُ به يضربني. قلتُ له: ألم تعِدني بأنّك لن تفعل، لن تضربني، فردَّ غاضبًا: "بضربج وبقتلج بعد إذا ما تتعاونين معانا"

وفي جلسةٍ أخرى سمعتُ وشوشةً بين رجلين دون علمهما بمدى سمعي، فعادةً تقوى حاسة السمع حين يُعطَّل البصر بعصابة العين، قال أحدهما للآخر: "عطني إياها بس ليلة وحدة " ردَّ عليه: "لا هذي مـرَة عودة خلها .. جايين بنات صغار" هُنا عرفتُ أنهم سيأتون بطالبات المدارس والجامعات. وللعلم، الضابط بن حويل عذّب وحقّق وكان شاهدًا على كلِّ انتهاكٍ جرى هُناك.

هدية

ذات يوم غمرتني غِبطةٌ لذيذة، كان قلبي المُتعب يغشاهُ بلسم، رغم أنّني في غرفة التعذيب، حيثُ قادوني إلى غرفةٍ كي يُسمعوني استجوابًا لطبيبين، كان هذان الطبيبان هما الدكتور محمود أصغر والدكتور علي العكري. موضوع الاستجواب هو أنا. يهدِفون لانتزاع اعتراف يقول أنّني القائدة المُتسبّبة في الفوضى العارمة في المُستشفى، والمُشاركة في احتلاله. سمعتُ أحدهما يقول: "هي قيادية بالدرجة الأولى، هي تقول والناس تسمع، هي تأمر والناس تُنفّذ، لها كاريزما خاصّة بها، حين تحضر تملك المكان والمكانة".

احتضنتني السعادة، ليس بسبب الإطراء، لكن لأنّي علمتُ في تلك اللحظة أنّهما على قيد الحياة، لم يموتا، حيث اعتُقلا قبلي في 17 مارس/آذار، وكُنّا في غياهب السجن نجهل ما يحدث حولنا، وما يُمكن أن يحصل لزملائنا، الموت هو الحاضر الوحيد والمُحاصِر في ذلك الوكر الوحشي. كنتُ خائفةً عليهم، خصوصًا أنّي سمعت في الأسبوع الأوّل بقسم التحقيقات الجنائية صُراخ إبراهيم الدمستاني، وعلي العكري، وعبد الخالق العريبي، سمعتهم يتعفّرون ألمًا تحت سياطهم الهائجة بلا هوادة. كما علمتُ بعد السجن أنّهم سمعوا صُراخي أيضًا. أيُّ قلبٍ يحتمّل ظلمًا بهذه القساوة بدلًا عن التكريم؟ آه، هل أنسى مرارة الدكتور العكري وهو ذاهبٌ للوضوء يُردد: أنت العالم يا الله، أنت الأدرى.

درس سهى بشارة

اعتدتُ التعذيب رغم أنّه سبّب لي عَرَجًا في قدمي اليُمنى وقتها، لكن صارت لي طريقتي في التعامل مع أي وضع ويُسمى"copying mechanism " أو آلية التأقلم أو التكيّف لأتماشى مع أيِّ حالة، واعتبرتُ نفسي في مغامرةٍ خطيرة، ومُضطّرةً أن أعيش الدور مدفوعةً بالتحدي والخلاص من هذا الهلاك، تمامًا كالمُغامَرات التي نُشاهدها في الأفلام، وكيف ينجح الأبطال في الانتصار فيها. حين ينتهي وقتُ التعذيب، أستعيدُ درس سُهى بشارة. أُمرِّن ذاكرتي خَشية النسيان. أُردّد على نفسي: أنا رولى الصفار، تُهمتي كَذَا، قلتُ في التحقيق كَذَا وكَذَا، جئتُ هُنا مُنذُ خمسة أيام. أُركّز، أُعيدُ تذكُّر كلَّ ما جرى، وما قيل، وما قُلتْ، وأُردّده كالدرس المطلوب حفظه حتى أتأكّد أنّ عقلي سليم، ووعيي حاضر، أُثابر على حمايتهما وسلامتهما، ففي العقل حرّيتي التي أبيتُ أن يغتالوها، والتي أحتاجها للدفاع عن نفسي.

إشارات العيون

 
حين أخذوني إلى قسم التوقيف بمدينة عيسى تعرّفتُ على المُعتقلات الأُخريات، كنَّ محبوساتٍ في غُرفٍ ذات نوافذ صغيرة، وحين ذهابي للحمام ومروري على الغرف بنوافذها الصغيرة نظرتُ عبرَها فالتقت عيوني بعيون جليلة السلمان. طالعتني بتعاطفٍ وود، سلّمتُ عليها بإيماءة وعيوننا تُرسل إشاراتٍ تقول: صمود، لا عليك. وعبر النافذة الأخرى رأيتُ صبيّةً جميلة، هكذا وجدتُها وعيونُها تتساءل: من أنتِ؟ كانت تلك آيات القرمزي. وحين حيّت عيوني ندى ضيف أرسلتْ عينُها سؤالًا ثانٍ: بعد انتين اهني؟ " أنتِ أيضا هنا؟".

كُلُّهن شيعة

وهُنا تمَّ نقلي، مع الدكتورة زهرة السمّاك، إلى زنزانة فضيلة المبارك. يا لفضيلة المسكينة، نائمةٌ على الأرض مع سجينةٍ أخرى تُدعى أم علي. كُنّا 25 امرأة من الطواقم الطبّية وبعض المعلمات. تمَّ ترحيل ثلاث نساء، موظّفات حلبة الفورميلا. فرُغَت الزنزانات إلا من جليلة السلمان، وآيات القرمزي، ونجاح الحداد، ورجاء كاظم، وفاطمة البقالي. عشتُ معهن أطول فترةٍ في السجن، ولهُن في نفسي معزةٌ خاصّة. كلّهن كوادر غير عادية، أستاذات، مُثقّفات، مُتعلِّمات، لكنّني تفاجأت أنّ كلّهن شيعة، كلُّ من صادفتهن شيعة، كنتُ ولا زلتُ أرفض الطائفية، وأذكر أنه كان يتردّد على الخيمة الطبية في الدوار سنّة وشيعة، فتوقّعت أن أرى خليطًا من الاثنين، إلا أنني لم أرَ مُعتقلةً سنّية إلا نهاد الشيراوي.

قلبٌ واحد..

خلال فترة الاعتقال التقيتُ بــ 200 إلى 250 معتقلة بحرينية، منهن طالبات مدارس إعدادي وثانوي، وربّات بيوت، ومُدرّسات، وطبيبات. كأن الله أراد أن يُكرمني بالتعرّف إلى بعضٍ من خيرة النساء خلال حجزي هناك. السجن ليس كذلك إذا كان مع هؤلاء. كنّا في رحلة من العمر، نعيش معًا 24 ساعة، لا أذكر أنه صدر من إحداهن تصرّفٌ غير لائق أو مزعج. صرنا أسرةً مُتماسكة، نتعامل بودٍّ وإخلاص، وقلبٍ واحد. لا أنسى موقفًا شهمًا من أم علي، تلك التي سحبوها من رضيعها قبل أن يُكمل رضاعته. طلبتُ منها أن تتصل بزوجي حيثُ مضى عليّ أكثر من ثلاثة أسابيع دون أن يعرف عني شيئًا، وذلك خلال مدّة مُكالمتها، وهي عشر دقائق فقط. قلُت لها قولي له: "Lulu is fine " وأقفلي الخط، وهو سيعرف. وفعلَتْها من أجلي.

ملاكان..

قبل أن أجتمع مع جليلة السلمان وآيات القرمزي، نزلتْ معي وداد البناء ثلاثة أيام، وهي زميلة في كلّية العلوم الصحية. هذه الوداد كأنها ملاك، لفرط طيبتها ورقّتها، جاءتني كي لا أنام وحدي، مرّت عليّ كنسمة ربيع. بعد نسمة وداد كافأني الله بملاكٍ آخر، بعمتي، نعم عمّتي (تضحك)، لا يعلمون ولم يعلموا أنّها عمّتي سحر الصفّار، وهي مُعلّمة في مدرسة طليطلة، كانت ضمن المُعلِّمات اللاتي جرى عليهن الظلم، حلّت عليّ كهديةٍ من ربِّ العالمين لتؤنس وحشتي وتُطمئن الأهل عني، وبعد ثلاثة أيام غادرتني.

تصوير الاعترافات

في يوم 16 مايو/أيار، رأيتُ فريق التصوير كاملًا، كانوا يحاولون أن يداروا وجوههم ببكوفيّة، أو قبعة، أو لثام. هكذا رأيتُهم، أوّلهم مخرجٌ بحريني مشهور كان مُلثّمًا لكن شكله وقوامه واضحان للعين البحرينية، بل بالأحرى كانوا ينادونه بالاسم. جاء مع فريق عمله، معه ممثّلٌ بحريني معروف، ومدير تلفزيون سابق، وصحفي، ومذيع مشهور في برنامجٍ يدعو للطائفية والتحريض، وكذلك شخصٌ حقوقي من جهةٍ حكوميّة. صوّروني بعجالة حسب ما رُسِم لي، أردّد إملاءاتهم المُقرّرة لي سلفًا، مختومةً باعتذاري للملك. كلُّ فردٍ له اعترافٌ مُختلَق مُختلِفٌ قليلًا عن الآخر. حين جاء دوري للتصوير، وكنتُ الأخيرة في المجموعة، أنجزوا مهمّتهم على عجالة، حيث كانوا يسابقون الوقت للّحاق بمشاهدة مُباراةٍ ما وقتها، لذا نسوا أنفسهم، فسقطت أقنعتهم الوهمية، ليتكشّفوا لي فردًا فردًا، بَيْدَ أنّني اليوم أتحفّظ عن ذكر أسمائهم خشية أن يؤثّر ذلك سلبًا على زملائي العالقين في محكمة التمييز، ولكن سيأتي يومٌ أفضحهم فيه.



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus