لهذا السبب جفا آل خليفة أبناء عمومتهم في الكويت... أخطر أدوار الراحل الأمير صباح الأحمد الصباح

الأمير الكويتي الراحل خلال زيارته للبحرين في العام 2016 لحضور القمة الخليجية
الأمير الكويتي الراحل خلال زيارته للبحرين في العام 2016 لحضور القمة الخليجية

2020-10-03 - 11:00 ص

مرآة البحرين (خاص): على رغم الأدوار الكثيرة التي لعبها أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح، يمكن القول إن الدور الذي لعبه في آخر حياته المتمثل في كبح جماح الثنائي الخليجي محمد بن سلمان ولي عهد السعودية، ومحمد بن زايد ولي العهد أبوظبي، هو الدور الأكبر الذي لعبه في حياته على مستوى السياسة الخارجية.
عرف الراحل حقيقة مشروعهم الصدامي الكبير الذي يُحضّرون له، لقد كان مشروع عزل قطر مجرد مقدمة، إن نجح فسيتلوه حتما إخضاع الكويت وبعدها سلطنة عمان، والسيطرة على قرارهما السيادي.
الخطوة التالية بعد ذلك، هي الهدف النهائي: الصدام مع إيران والعراق ومحاولة كسرهما على أن يكون الاسرائيلي هو رأس الحربة في هذا المشروع.
مشروع مجنون، مقدمته إخضاع كل دول الخليج، من هنا كان لا يمكن للكويت الموافقة على الدخول فيه، لذلك بادر الأمير الكويتي بالمبادرة بإعلان وساطته بين دول الخليج الثلاث (السعودية، الإمارات والبحرين) وبين قطر.
في وقت مناسب جدا ذهب إلى واشنطن لإيقاف الخطوة الأخطر وهي اجتياح دول العزل الثلاث لقطر، وهو ما نجح فيه. وخلال مؤتمر مشترك بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كشف الأمير الكويتي عن ذلك، قال الشيخ صباح: "الحمد لله، المهم أننا أوقفنا تدخلا عسكريا".
جن جنون دول العزل التي تنطّع من بينها وزير خارجية البحرين السابق خالد آل خليفة على "تويتر"، ليكذّب أمير الكويت، قائلا «يعلم سموّه أن التصعيد العسكري لم يأت من الدول التي قاطعت قطر». ثم عاد مغرّداً بصيغة أخرى بدا فيها غضب من هم فوقه « لم ولن تسعى دولنا لأي تهديد عسكري، إلا أنها وكما يعرفها العالم، لن تسمح لأي طرف كبر أو صغر شأنه لتهديد أمن شعوبها واستقرارها».
بعد ساعات أصدرت الدول الثلاث بياناً ردت فيه على أمير الكويت، وقالت إنها تأسف لما قاله أمير الكويت عن نجاح الوساطة الكويتية بوقف التدخل العسكري.

رد
البحرين حركت أداتها الإعلامية المستهلكة سوسن الشاعر، التي تساءلت خلال لقاء تلفزيوني مع قناة العربية عن موقف الكويت وسلطنة عمان، وقالت «الكورة الآن في ملعب الكويت وعمان ليحددوا موقفهم، ما هو موقفهم تجاه دولة ما زالت تصر على سياستها التخريبية؟». الكويت من جهتها ردت على سوسن الشاعر عبر النائبة في البرلمان الكويتي صفاء الهاشم التي قالت، إن « الحياد موقف، أن يقوم حكيم العرب الشيخ صباح بحكمته وعقله باتخاذ دور الوسيط، أليس الحياد موقف، أليس أخذ دور الوسيط للمصالحة موقف، وأنا أسألك هل شاورت الدول المقاطعة لقطر، دولة الكويت وعمان قبل إعلان المقاطعة؟».
لم تكن رؤية الحُكم الكويتي مخطئة، فقد كشفت مجموعة وثائق نشرتها صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية، مسربة من البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي في الولايات المتحدة يوسف العتيبة، تتضمن مراسلات تمتد من عام 2014 إلى 2017، تكشف العديد من التفاصيل المتعلقة بتواصل السفارة الإماراتية في الولايات المتحدة مع شركات علاقات عامة لتشويه صورة حلفاء واشنطن والتأثير على سياستها الخارجية.
وكشفت الوثائق عن قيام سفارة الإمارات بجهد منسق لتحجيم دور قطر الإقليمي والتحريض على استهدافها أمنيا وسياسيا واتهامها إلى جانب الكويت بتمويل العمل الإرهابي.
الخطوة الثانية التي تمسك بها الأمير الراحل بل وتشدد فيها هي رفضه المعلن للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وهو ما حدث بالفعل حتى الآن، حيث استمرت الكويت في الإعلان المرّة تلو المرّة وبوضوح لا لبس فيه، إنها لن تدخل هذا المشروع ولن تشارك فيه، لأنها تعرف ما بعده من خضوع تام وتخلّ عن استقلاليتها وقرارها السيادي. لم يقبل صباح الأحمد أن تصبح بلاده محميّة إسرائيلية.
لقد صدق صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، حين قال يوم 15 سبتمبر/ أيلول الجاري بأن «ما تم من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين من ناحية وإسرائيل والولايات المتحدة من ناحية أخرى، لا نستطيع أن نسميها معاهدة سلام أو سلام مقابل سلام.. ما حدث هو ما أستطيع إطلاق عليه مصطلح السلام مقابل الحماية».
لكل هذا جفا آل خليفة أبناء عمومتهم آل الصباح، وبدا جفاؤهم أكثر حين وفاة الشيخ صباح، أمير العمل الإنساني.
حتى اليوم وبعد مرور أربعة على وفاة الشيخ صباح الأحمد، لم يقم الملك البحرينيّ حمد بن عيسى آل خليفة بأي لفتة إنسانية بارزة ذات رمزية حقيقية وخاصة تجاه المصاب الجلل، لم يقم بالواجب مع أبناء عمومته، واكتفى بعمل رمزي لجب العتب عبر إرسال نجله ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة بعد تلكؤ مقصود لمدة يومين.
حتى هذا الحد بات القرار البحريني مرتهناً للرياض وأبوظبي، الملك لم يحضر جنازة ابن عمه، بل انشغل في اليوم التالي بمواصلة تنفيذ توطيد أواصر العلاقة المستجدة مع إسرائيل، ومتابعة لقاء نجله الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مع رئيس الموساد، يوسي كوهين، بشكل علني في البحرين.