سبتمبر الأسود يحصد أرواح 42 بحرينيا بفيروس كورونا والإصابات تتجاوز الـ 70 ألفا

مركز لإجراء اختبارات الإصابة بكورونا غرب العاصمة المنامة (رويترز)
مركز لإجراء اختبارات الإصابة بكورونا غرب العاصمة المنامة (رويترز)

2020-10-03 - 11:44 ص

مرآة البحرين (خاص): خلّف سبتمبر/أيلول المنصرم أعلى حصيلة إصابات شهرية بفيروس كورونا في البحرين على الإطلاق منذ بداية تفشّي الوباء. 

وسجّلت المنامة حوالي 19 ألف إصابة خلال هذا الشهر، كان حصيلة البحرينيين منها 15 ألفا! أيلول الأسود حصد أرواح 42 بحرينيا و19 وافدا بسبب الوباء، في حصيلة اقتربت من حصيلة وفيّات شهر يونيو/حزيران القياسية. 

ورغم شكوك في نسبة بعض الوفيّات إلى فيروس كورونا، كما حصل مع رجل الدين الراحل الشيخ عبد الباري محمد نصر المرزوق، إلّا أنّ تسارع الوفيّات في البلاد كان لافتا. وتبلغ نسبة الوفيّات خلال هذا الشهر 24% من إجمالي الوفيّات بسبب الوباء في البحرين (حتى حينه).

وهكذا تضاعف عدد الحالات الإجمالي خلال شهرين ونصف فقط (من أصل 7 شهور هو عمر الأزمة)، ليكسر حاجز الـ 70 ألف إصابة، لتظل البحرين متربّعة في المرتبة الثانية على مستوى دول العالم في نسبة الإصابات إلى عدد السكّان. 

الأحداث السياسية العالمية غطّت على هذا الطفرة غير المسبوقة في الإصابات والوفيّات، فمن الضجّة الإعلامية التي رافقت إعلان البحرين والإمارات إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، إلى وفاة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، انشغل الشارع عن المستوى الخطير الذي وصل إليه الوباء.

الجهات المختصّة بدورها حاولت لفت الأنظار إلى خطورة الوضع، فقامت بتغيير ثيمة الإعلان اليومي الذي تنشره عن إحصاءات الإصابات والوفيّات إلى اللون الأحمر بدلا من الأزرق، في حين وضع ولي العهد الأول من أكتوبر كتاريخ مبدئي لنهاية الإجراءات والاحترازات المفروضة، ثم عاد لتمديده أسبوعين آخرين، في سياسة جديدة. 

في هذا السياق، قررّت الحكومة تأجيل الدراسة في المدارس الحكومية إلى 11 أكتوبر/تشرين الأول، وتأجيل عودة أعضاء الهيئات الإدارية والتعليمية والفنية حتى الرابع من أكتوبر/تشرين الأول، كما قررت تأجيل استئناف تقديم الخدمات الداخلية في المطاعم والمقاهي لغاية 24 أكتوبر/تشرين الأول. 

شركات كبرى على رأسها بابكو عادت إلى نظام العمل من المنزل، في حين قرّرت عدد من المدارس الخاصة حصر نمط الدراسة بالتعليم عن بعد، وتأجيل استئناف حضور الطلاب شهرا واحدا، بعد اكتشاف حالات بين أعضاء كوادرها التعليمية والإدارية. 

في المقابل، استأنفت بعض المدارس الخاصّة والروضات فعلا استقبال الطلّاب خلال الأسبوع الأخير، وذلك لأوّل مرة منذ أكثر من 6 أشهر. وقال أولياء أمور إن بعض الصفوف لم يحضر فيها أكثر من 4 طلاب.

لكن آمال العودة إلى الحياة الطبيعية قريبا تضاءلت كثيرا بعد الموجة الأخيرة. ورغم انخفاض متوسّط الإصابات الأسبوعي من حوالي 719 إلى 550 مؤخّرا، إلا أن المخاطر لا تزال مرتفعة جدا، وسط هذه الأرقام القياسية. وفاق عدد الحالات القائمة (في ذات الوقت) 6400 حالة في وقت سابق من هذا الشهر، في حين لا تزال هناك 60 حالة في غرف العناية القصوى. 

وسائل إعلام رقمية قدرت عدد الأطفال المصابين بكورونا في البحرين (قبل أسبوعين) بـ 2000 طفل. 

على صعيد متّصل، خلت مآتم البحرين تماما من المعزّين في ذكرى وفاة الإمام الحسن، ثاني أئمة الشيعة، وحتى يوم أمس كانت السلطات العراقية متمسّكة بموقفها من عدم السماح باستقبال أي زوّار من أي دولة لمناسبة أربعين الإمام الحسين، التي يشارك فيها آلاف من البحرينيين كل عام، لكنّها أعلنت يوم أمس قبول استقبال 1500 زائر من كل دولة. 

وبخلاف التجمّعات الدينية في ذكرى عاشوراء، كانت هناك إصابات ناجمة عن تجمّعات في برك السباحة، وكان العامل الأهم في نشر الوباء اللقاءات العائلية وأماكن العمل، كما سجّلت أكثر من 100 إصابة بين مسافرين مؤخّرا. 

على صعيد السفر، فتحت السعودية جسر الملك فهد لتسمح للمرة الأولى منذ 6 أشهر بعبور المنفذ البرّي الوحيد للبحرين من الجهتين، وسط شروط وإجراءات مشدّدة وفوضى تنظيمية في البداية. أهم عوائق العبور تجاه السعودية أمام البحرينيين كان موضوع الفحص وتكاليفه التي لا تقل عن 40 دينارا، وهو ما تم حلّه لاحقا بإضافة خدمة طباعة شهادة الفحص للتطبيق الحكومي الخاص بالوباء، مجّانا، وعليه يستفيد الآن المواطنون الراغبون بالسفر من الفحص العشوائي المجّاني ليتمكّنوا من عبور الجسر. 

في المقابل صنّفت عدد من الدول، من بينها النمسا، البحرين على قائمة الدول شديدة الخطورة ومنعت دخول أي مسافرين منها. في حين اعتبر موقع الحكومة البريطانية المختص بتحذيرات وتعليمات السفر بأنّ هناك خطر عال للتعرّض للعدوى بفيروس كورونا في البحرين، وأن الحكومة تنصح جميع المسافرين بتجنّب السفر غير الضروري إليها، وفرضت الحكومة البريطانية على القادمين من البحرين إلى المملكة المتّحدة حجر أنفسهم أسبوعين. 

على الصعيد العالمي، وبعد وصول عدد وفيّات فيروس كورونا في العالم إلى مليون حالة، وعدد الإصابات إلى حوالي 35 مليون إصابة، قال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية، إن عدد وفيات فيروس كورونا قد يصل إلى مليونين قبل استخدام لقاح ناجح على نطاق واسع، واعتبرت المنظّمة أن الوضع يدخل مرحلة حسّاسة وأنّه بدأ يخرج عن السيطرة.

وفي حين قالت المنظّمة إن معدّل الإصابات في ارتفاع مقلق في القارة الأوروبية، محذّرة من خريف قاس هناك، أعادت دول أوروبية بينها بريطانيا فرض قيودها على الحركة والتجمّع وسط معارضة شعبية. 

وفي الولايات المتّحدة الأمريكية أعلن الرئيس دونالد ترامب إصابته وزوجته بالوباء، في تطوّر هو الأبرز قبيل الانتخابات الرئاسية التي تنعقد الشهر القادم. وتجاوزت الإصابات في أمريكا 7 ملايين في حين فاق عدد الضحايا الـ 200 ألف.