آراء متباينة حول مقال "موت المحرق"... عبدالله هاشم: ثرثرة طائفية، وغسان الشهابي: مؤلم ولكن فيه جانب كبير من الصحة

معلقون:  الكاتب لَم يعطِ أهل المحرق العذر الذي اتخذه لنفسه
معلقون: الكاتب لَم يعطِ أهل المحرق العذر الذي اتخذه لنفسه

2020-10-10 - 2:49 م

مرآة البحرين: أثار مقال "موت المحرق" الذي نشرته "مرآة البحرين" بتاريخ 6 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري في شأن تقييم موقف مدينة المحرق، وخاصة من اتفاق تطبيع العلاقات البحريني - الإسرائيلي، أثار ردود أفعال كثيرة متباينة. فقد رأى عبدالحكيم الصبحي، العضو في جمعية تجمع الوحدة الوطنية "كاتب المقال أورد الكثير من الحقائق والتشريح لواقع المحرق في العقود الأخيرة، ووصفها بالموت ولَم يعطِ أهلها العذر الذي اتخذه لنفسه، فما جعل مقاله بغير إمضاء كاتبه هو نفسه اليوم ما أسكت أبناء المحرق".

ويجادل مقال "موت المحرق" بأنّ المدينة في قطيعة فظيعة مع ماضيها وهذا سبب أن الأجيال المحرقية المعاصرة تحب تذكر تاريخها لا حاضرها لأن الشخصية المشرقة والوطنية التي يتم التفاخر بها لم تعد موجودة.

ووصف عبدالله هاشم، المحامي والعضو السابق في التجمع أيضاً المقال بأنه "ثرثرة طائفية ذات أهداف باطنية يجب عدم الالتفات لها والتمسك بالوحدة، رفض الطبقات الشعبية للتطبيع المرتبط بالعمق العربي الإسلامي أهم وأصدق من رفض الرؤوس المعصوبة والقبضات المرفوعة والخطابات المزمجرة" على حد تعبيره.

وكتب شوقي العلوي، الكاتب اليساري "نقول لكاتب مقال «موت المحرق»، مجهول الاسم والهوية، بأن المحرق في الماضي والحاضر تاريخ عريق برجال رسموا خطوط الوطن، محرق الماضي والحاضر، ماض مشرف وحاضر مشرف". وتابع "كان الأجدر به إذا كان حريصا أن يذكر هويته واسمه حتى تجادله، وإلا كان هدفه مشبوها ومنعوتا بأبشع الأوصاف، فالمحرق ليست النفر الذين هللوا وصفقوا، المحرق أكبر من ذلك بمسافة قرون عن هذه القلة القليلة"، وفق تعبيره.

وبدا غسان الشهابي، الصحفي والكاتب في صحيفة "البلاد" أن لديه رؤية معاكسة له. فقد كتب "ليتها كذلك. المقال مؤلم جدا خصوصا لساكنيها؛ ولكن الواقع الموصوف فيه جانب كبير من الصحة. فلقد جرى تغيير تركيبتها السكانية وتغييب وعي أهاليها بحجة التنافس الطائفي ولا بد من جبل يعصمهم من هذا الموج... كما جرى تجريف شخصيتها وشخصياتها".

وجاء في تعليق محمد الأحمدي رداً عليه (العلوي) أيضاً "بالعكس، كثير من أهل المحرق من غير المعارضة يقولون إن المحرق لم تعد المحرق التي أصبحوا لا يعرفونها". وأضاف "لماذا المكابرة؟ هذه هي الحقيقة المرة. نتمنى أن تعود المحرق التي سمعنا وقرأنا عنها وكما نعرفها منذ السبعينات". أما عبيدلي العبيدلي، رجل الأعمال ومدير شركة "النديم" فقد كتب بأن "اجترار التاريخ هو هروب من مواجهة الحاضر وتحاشي رسم معالم المستقبل" فيما يبدو متفقاً مع التشخيص الوارد في المقال حول المدينة.

العضو السابق في "ائتلاف شباب الفاتح" عبير الجلال كتبت "الكل يعرف أن المحرق تعرضت للتجريف ولكنها لا تموت. وبقى الولاء لأم المدن فأبى أهلها إلا أن يدفنوا فيها". فيما قال المحامي إبراهيم المناعي "لا يجوز أن يكتب مقالا بعنوان «موت المحرق» ثم يتبرأ منه بعدم تدوين اسمه على المقال. في الحقيقة، فإنّ الذي مات هو، وليس المحرق" على حد تعبيره. أما النائب السابق ناصر الفضالة، القيادي في جمعية "المنبر" الإسلامي فقد علق "أكاد أجزم أن كاتب المقال هو صاحب مصطلح «عفطة العنز» الذي أطلقه على أحد النواب" من دون أن يدلي بدلوه أو يوضح من يقصد بذلك.

وعاود عبدالحكيم الصبحي كي يكتب أيضاً "استغل كاتب مقال «موت المحرق» مشاركة عدد من أبناء المحرق في فعاليات مصطنعة متملقة مؤيدة للتطبيع ليصف المحرق وأهلها بما لايليق! مع أنه سبقهم من سبقهم في أماكن أخرى الانسياق وراء دعاوى التطبيع ،إلا أن الكاتب تجاهل ذلك، كما تجاهل وقفة أهالي المحرق ضد التطبيع".

وعقب المغرد أحمد عيسى الجودر "قبل أن يتطرق أي كان إلى تاريخ المحرق وما كانت عليه من نضال أهلها الأوفياء لقضايا الأمة، وبالأخص القضية الأم وهي قضية فلسطين، انظر من هم الذين يريدون الاحتفال بالتطبيع وبالتالي نحكم على المحرق وأهلها".

أما المغرد ميرزا أمان فكتب "لا أعرف من هو كاتب مقال «المحرق تموت، لكنه مما لا شك فيه لكاتب مطلع ومحب للمحرق وللبحرين وكلماته تعبر بأمانة عن واقع وتاريخ، لكنني أختلف معه في استنتاجه. قد تكون المحرق تعاني من علة بليت بها لكن تلك العلة لن تقضي عليها. تمرضها ولكنها لن تميتها. فما زالت المحرق تزخر برجال أوفياء".

وعلق "رشود" الذي يعرف نفسه بأنه ناشط تربوي متابع للشئون الوطنية "ابن خلدون يقول إن الامم تهرم، وينطبق ذلك على المحرق ذات التاريخ الطويل؛ لكنها لا تموت، دخول مكونات جديدة على سكان المحرق والهجرة المنظمة لسكان المحرق بقصد أم دون قصد، أثر على وضع المحرق"، مستدركا "ومع ذلك تبقى المحرق هي البحرين بموروثها الوطني الشعبي" على حد تعبيره.