جمعية الإصلاح البحرينية تستنكر بشدة تصريحات الرئيس الفرنسي المسيئة تجاه نبي الإسلام

مقر جمعية الإصلاح في المحرق
مقر جمعية الإصلاح في المحرق

2020-10-26 - 3:17 ص

مرآة البحرين: قالت جمعية الاصلاح البحرينية إنها «تستنكر جمعية بأشد العبارات تصريحات إمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية التي أدلى بها على خلفية قضية الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، والتي سبقها بتصريحاته في الأمم المتحدة حول "أزمة" مزعومة في نظره يمر بها الإسلام في كل مكان».
وأكدت الجمعية على أنّ «هذه التصريحات تتجاوز ما ادعاه ماكرون من كونها تنطلق من اعتقاد فرنسا الراسخ بحرية التعبير، لتمثل تحريضًا واضحًا على الإساءة لدين عظيم يؤمن به قرابة ملياري نسمة يمثلون حوالي ربع سكان العالم، وتعديًا واضحًا على نبي عظيم يقدسه المسلمون في جميع أنحاء العالم، منهم ما يقارب ستة ملايين مسلم يعيشون في فرنسا».
وأضافت «إن هذا التحريض السافر، أدى خلال فترة وجيزة إلى اشتعال الكراهية داخل المجتمع الفرنسي، تتحمل مسؤوليتها هذه التصريحات الرعناء، والتي جاءت من شخصية يفترض أن تتوحد في ظلها كل فئات الشعب، لكنه أبى إلا أن يسفر عن وجهه الحقيقي، وأن يرمي الإسلام النقي ونبيه الطاهر الكريم بدائه الذي أزكمت رائحته الأنوف، وكأنه يريد بذلك - إلى جانب إهانة الإسلام والمسلمين - خلخلة العلاقة الطيبة التي تعيش فيها الجموع الإسلامية في مختلف الدول الغربية مع شعوب هذه الدول».
وتابعت «إن مما يبعث على الاشمئزاز والاستغراب صدور مثل هذه التصريحات المسيئة للإسلام من رأس الدولة الفرنسية دون خجل، ولو أردنا لعددنا هنا عشرات الأمثلة من تاريخ فرنسا الحديث تناقض ما تدعيه تصريحات ماكرون من كونها حارسة للعلمانية والتنوير وحرية التعبير، تبدأ من ملايين الضحايا الذين قتلتهم الجيوش الاستعمارية الفرنسية في مختلف أنحاء العالم، منهم ما يقارب عشرة ملايين شهيد في الجزائر وحدها خلال فترة الاحتلال الفرنسي كما أكدت مصادر جزائرية وفرنسية، وصولًا إلى حرمان المرأة المسلمة الفرنسية من أبسط حقوقها إذا مارست حقها في اختيار اللباس الذي ترغب في ارتدائه».
وقالت الجمعية «إن الحديث الاستعلائي المتغطرس حول الإسلام وتعاليمه، وتقمص الشخصية المستنيرة لم يعد ينطلي على الشعوب الغربية فضلًا عن الشعوب الإسلامية، في وقت أخذ الإسلام ينتشر بفكره المنير بين شعوب أوروبا، لا تحده قوانين، ولا توقفه سدود. ولو كان العالمُ منصفًا، لطالب ماكرون وفرنسا بالاعتذار عن تاريخهم الأسود في الدول المحتلة بدل هذا التطاول الوقح على دين الإسلام».
ورأت الجمعية «لقد حرص الإسلام الحنيف - منذ بدأ - على أن يعاشر غيره على المياسرة واللطف، وأن يرعى حسن الجوار فيما يشرع من قوانين ويضع من تقاليد، وعلى احترام شخصية المخالف له، ولم يفرض قط على غير المسلمين أحكامه في الحلال والحرام، ولم يلجأ قط إلى قهرهم على الخضوع لشرائعه، أو المساس الجائر بأموالهم وأعراضهم وحقوقهم، بل تركهم وما يدينون، وتاريخ الإسلام في هذا المجال أنصع تاريخ على وجه الأرض، وشواهد ذلك أكثر من أن تحتويها سطور معدودة، وليت فرنسا وغيرها من مدعي التنوير والعلمانية تقترب ولو من بعيد من ليونة الإسلام وسماحته».
ودعت جمعية الإصلاح «إلى موقف موحد للأمة الإسلامية في مواجهة التصريحات الاستفزازية التي أطلقها ماكرون، موقف يتجاوز حالة التشرذم والاختلاف والفرقة التي تعيشها الأمة الإسلامية على المستوى الرسمي والشعبي».