لماذا إذن تستمر إجراءات عزل السجناء؟
2020-12-09 - 3:06 ص
مرآة البحرين (خاص): الحكومة تخفف إجراءات مكافحة وباء "كورونا" والحياة تعود إلى البلاد، عودة الروح للمجمعات التجارية، وللمطاعم والمقاهي، عودة الأنشطة الرياضية دون جمهور، يمكن للناس الالتقاء، إلا السجناء فإنه لا أحد يتكلم عنهم، قرابة 8 أشهر كاملة وهم ممنوعون من زيارات عوائلهم.
في مارس/ آذار 2020 أعلنت حكومة البحرين فرض إجراءات صارمة على معظم مناحي الحياة بسبب تفشي وباء "كورونا"، ومن ضمن تلك الإجراءات أوقفت وزارة الداخلية الزيارات العائلية التي يحصل عليها السجناء، وقالت الوزارة إنها سوف تستعيض مؤقتا عن تلك الزيارات بالسماح للسجناء بإجراءات اتصالات هاتفية عبر الفيديو، ومع الوقت بدأت تعاقب السجناء بحرمانهم من هذا الاتصال تحت مبررات مختلفة، تارة يحصل السجناء على هذا الاتصال وتارة لا يحصلون عليه.
مرت ثمانية أشهر أو أكثر، وها هي الحكومة تتخذ قرارات بعودة الأنشطة التجارية، وتفتح المطار، وكذلك جسر البحرين والسعودية، وتعود الأنشطة الرياضية، والصالات الرياضية، بينما وزارة الداخلية صامتة تماما بشأن الوقت الذي ستتم فيه إعادة الزيارات للسجناء.
إن السجناء يعانون منذ مارس/ آذار الماضي، فكما هي العادة تم استثمار إجراءات مكافحة الوباء لإيقاع الأذى بهم أكثر من قبل، فقد تصاعدت فصول الانتهاكات في سجن "جو" تزامناً مع انتشار وباء "كورونا"، وتذرّعت إدارة السجن بتطبيق إجراءات الوقاية منه، ما ضاعف المعاناة إلى حدّ كبير بالنسبة لأهالي السجناء وعائلاتهم. وفي الحقيقة، فقد استغلت إدارة السجن ظروف الوباء لفرض المزيد من التضييق على السجناء على مختلف الأصعدة، ابتداءً من رداءة الطعام المقدّم وهو ما اشتكى منه السجناء، وكذلك الحرمان أو المماطلة بمنح العلاج المناسب، فضلاً عن عدم اتخاذ إجراءات فورية لكبح انتشار الجرب والأمراض الجلدية بين السجناء، ناهيك عن فقدان الأدوية من صيدلية السجن. بل وصل الأمر إلى فرض قيود جديدة على تواصل السجين مع عائلته عبر زيادة كلفة الاتصال وتقليص عدد الأرقام المسموح بالاتصال بها ومدة الاتصال وقيود أخرى يرويها السجناء.
إن السجناء حين يلتقون عوائلهم لا يمكنهم معانقة أحد أو لمس أطفالهم، فهم يلتقونهم خلف حاجز زجاجي، وهو ما يعني أنه لا يمكن انتقال الفيروس للسجناء عبر العوائل، كما أن إدارة السجون تقول إنها تقوم بفحص يومي لكل موظفيها وحرّاس السجون، وبالتالي فإن لديها إمكانية لفحص حرارة كل فرد يدخل لزيارة سجين، فما هو عذر وزارة الداخلية والحكومة في استمرار منع الزيارات للمعتقلين؟
السجناء السياسيون هم الأشخاص الذين ضحوا بحريتهم لصالح الجميع، وربما آن الوقت ليطالب الجميع بحصولهم على واحد من أبسط الحقوق وهو رؤية ذويهم وعوائلهم، ولكي لا تخرجهم وزارة الداخلية من صفة كونهم أحياء يستحقون رؤية ذويهم، بل إنهم في الحقيقة يستحقون الحريّة.