ماذا ينتظر الناس من جلسة جنيف؟ «1-3»

2012-09-17 - 7:55 ص


مرآة البحرين (خاص): كيف يتطلع البحرينيون إلى جلسة مجلس حقوق الإنسان التي تنعقد في جنيف الأربعاء 19 سبتمبر؟ ما هي توقعاتهم وماذا ينتظرون منها؟  هل هم متفائلون أم العكس؟ كيف يتوقعون أداء كل من الوفد الرسمي والوفد المعارض؟ وكيف يرون إلى هذا الـ (حشر)؟

مرآة البحرين استطلعت آراء عدد من المهتمين والحقوقيين والصحافيين والكتاب والمغردين، تنشر توقعاتهم بشكل يومي حتى تاريخ انعقاد الجلسة..

متفائل بالحق..

الكاتب الصحافي أحمد البوسطة يقول: "متفائل إلى حدٍ ما بأن جلسة مجلس حقوق الإنسان بجنيف لن تخذل شعبنا الجريح هذه المرة، لأن واقع الانتهاكات الجسيمة أصدق من التنظير والتبريرات الرسمية، فالحق معنا مهما كَبُر الوفد الحكومي وتوسع، أو كابر المسؤولون في تحدّيهم للمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية". ويضيف البوسطة: "يبدو أن مؤتمر جنيف سيكون اختباراً جدياً للمجتمع الدولي وللإدارة الأميركية ومدى صدق شعاراتها التي تكررها صبح مساء على مسامع العالم المتجسدة في: المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان!، خاصة وهي على أعتاب انتخابات رئاسية وتشريعية في الأسبوع الأول من نوفمبر المقبل إذا ما تجاهلت ضغط المنظمات الحقوقية الأميركية التي تدعم حق شعبنا في بناء دولة ديمقراطية حقيقية بحكومة منتخبة تمثل الإرادة الشعبية، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الفظيعة التي لازالت مستمرة".

امتصاص غضب..

الناشط والمدون وليد عبد الرحمن النعيمي يقول: "كوننا دول تملك ثروات لا يحق لها -بالعرف الرأسمالي- استغلال تلك الثروات بالوجه الذي يعود بالفائدة على الوطن والشعب، لذا نجد أننا مرتبطون على جميع الصعد مع الغرب ومنها الجانب الحقوقي" ويوضح: " أتوقع الخير دائماً، إلا أنني أعتقد أن المؤسسات والهيئات الحقوقية الدولية ما هي إلا باب خلفي للدول الغربية، تمتص غضب الشعوب وتستقرئ الاتجاه والمزاج الشعبي في تلك الدول لتبني على أساسه سياساتها الخارجية وتشكل ضغطا على حكومات تلك الدول عند الحاجة"، ويضيف: "حتما سيخرج المؤتمر بفضائح جديدها قديم، قد تشكل عاملا مقلقا للنظام وتكون مخرجا لحدوث بعض التنازلات من باب الالتزام بالشرعية الدولية. نتائج المؤتمر وتوصياته والتطبيق الفعلي على الأرض ستكون خاضعة لمزاج العم سام".

لا أعول على الإدانة..

أما المدون الشاب أحمد حبيب يقول في توقعاته: "رفض، إدانة، استنكار، تأييد وحزمة من التوصيات عاد بها وزير حقوق الانسان صلاح علي في جلسة جنيف السابقة! ولعل السلطة تعتقد أن تلك الحزمة كان سببها عدم تمكن الوزير من إقناع المجتمع الدولي بجدية المشروع الإصلاحي خصوصا بعد الإخفاق الكبير في تطبيق توصيات اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق، لذا ارتأت استبدال شخصيات الوفد بشخصيات أخرى ظنا منها أنها أكثر خبرة!"

يضيف حبيب: "عدد من الدول أيدت سياسة البحرين في الجلسة السابقة، ولا أعتقد أنها ستغير الآن موقفها، بل أن العدد هذه المرة لعله سيتضاعف". ويكمل "تصريح وزير الخارجية بأن الجلسة لن تكون يوم الحشر، إما أنه يقصد أنه لا يكترث بالنتائج، أو أن هناك مفاجأة معدة مسبقاً، ولعلها انقلاب موقف بعض الدول من سياسة البحرين خصوصاً إذا ماركز الجانب الرسمي على عنف المتظاهرين في تبريره لحملة القمع". يكمل: "اختيار شخصيات شيعية مثل سميرة رجب ووجود رجل بعباءة دينية (عبدالله المقابي)  لتفنيد مسألة استهداف الطائفة الشعية من هدم مساجد وفصل واعتقال وإقصاء وتمييز".

أما عن النتائج المتوقعة فيقول حبيب : "لا أعول كثيرا على النتائج التي ستصدر في قمة جنييف والتي لن تصل للإدانة ولن تقل عن الاستنكار والرفض ومهما بلغت الإدانات وبقى الموقف الامريكي والبريطاني كما هو، فلن تكون للجلسة أي قيمة على أرض الواقع خصوصا مع التعتيم الإعلامي المقصود لما يجري في البحرين". 

هزيمة مُذلة..

الدكتور ابراهيم العرادي (طبيب) يقول: "الفائدة الوحيدة المرجوة من مؤتمر جنيف هي إبقاء قضية الشعب البحريني ومظلوميته حية، ولو على المستوى النظري فقط. ونقل الصوت الحقوقي ومعاناة المواطن إلى الرأي الرسمي العالمي". ويضيف :" لا نتائج عملية مرجوة وإنها حرب وثائق وشواهد فقط بين طرف ظالم متسلط وآخر متمسك بمطالبه الحضارية ويدفع أغلى الأثمان، ونظام الحكم يعرف مدى براعة ومصداقية الوفد الأهلي على مستوى البحرين والعالم، ولهذا نرى هذه التغيرات والتصريحات المرتبكة من مسؤولي الوفد الرسمي، وكذلك استهتار رئيس الوفد وزير الخارجية، لهو دليل على هذا التخبط المكشوف للرأي العام. هناك هزيمة مذلة تنتظر الوفد الخليفي الرسمي لجنيف وهم يعرفون ذلك جيدا"

محاربة الشعب..

الناشطة والمدونة إيمان الحبيشي تقول: "تعلمت في تجربة العام ونصف الماضية، أن النظام البحريني دائما ما يُعد العدة جيدا لمحاربة شعبه. ولأن وفد المعارضة نجح في المرة السابقة بتوجيه صفعة قوية للنظام (وإن لم تزحزحه عن غيه وعنفه)،  فلا أستبعد أن يكون للنظام هذه المرة تكتيتا آخر يحاول من خلاله أن يخفف ذات الوطأة". تتساءل إيمان " هل سينجح النظام في تلميع وجهه المليء بدماء أبناء هذا الشعب؟ ذلك ما لا أتوقعه، لكني بالمقابل لا اُعول كثيراً إن فشله وهزيمته ستعني نصراً حقوقياً أو سياسياً لشعب البحرين أيضاً".  تكمل إيمان "نظام البحرين يُعول كثيرا على أصدقائه المحليين والإقليميين ويضع أفعال المجتمع الدولي في جيبه بينما ننتزع منه الإدانات لفظاعات هذا النظام". تتوقع إيمان: "جنيف اليوم لن تكون أكثر من جنيف الأمس. ربما مجموعة توصيات تنتهي بدرج مكتب رئيس الوزراء".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus