الصحف البحرينية تتجاهل عمداً أحداث فلسطين: قمة "إيفرست" بقبة الصخرة!

نأت الصحف البحرينية الصادرة  بنفسها عن أية إشارة إلى ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة
نأت الصحف البحرينية الصادرة بنفسها عن أية إشارة إلى ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة

2021-05-12 - 8:00 م

مرآة البحرين (خاص): تجاهلت الصحف المحلية البحرينية بشكل كلي إبراز تطورات الأحداث في فلسطين؛ وهو توجه جديد يكشف الأثر الفعلي والعميق لتوقيع اتفاقيات السلام مع إسرائيل. الصحف الأربع الممولة حكومياً والمملوكة جزئياً أو كلياً لأطراف في العائلة الحاكمة استبعدت من صفحاتها الأولى أية عناوين تتطرّق إلى القدس أو الشيخ جراح أو القصف العنيف على غزّة. 

بدلاً من ذلك، فقد اهتمت جميعها، بشكل يبدو منسقا وموجّهاً، بإبراز "مانشيت" حول وصول فريق تابع للحرس الملكي إلى قمة "إيفرست" الهندية. 

حتى صحيفة "أخبار الخليج" وهي من أقدم الصحف البحرينية ولطالما قدّمت نفسها بأنها صاحبة توجّه عروبي قومي مكرّس لقضايا الأمة العربية فقد خلت صفحتها الأولى من أيّ تفاعل ولو شكلي مع ما يجري فلسطين. جاء في عنوانها الرئيسي ليوم الأربعاء 12 مايو/ أيار 2021 والذي احتلّ مساحة ستة أعمدة "رجال الحرس الملكي يرفعون علم البحرين فوق قمة إفرست". 

وفي المستوى الثاني حلت عناوين النتائج المالية لأربعة من البنوك التجارية وتهنئة بعيد الفطر المبارك ونحو نصف مساحة الصفحة عبارة عن إعلان لساعة "روليكس". 

وإذا كان هذا هو حال الصحيفة الناطقة باسم التوجه القومي "الحكومي" في البحرين والتي تستقطب لها العديد من الأقلام  البعثية والناصرية "المدجّنة" فعليك أن تخمّن بنفسك لسان حال الليبرالية الجديدة؛ أي صحيفة "الأيام" المملوكة لمستشار الملك الإعلامي. "علم البحرين يرفرف على أعلى قمة بالعالم". هكذا جاء "مانشيت" الصفحة الأولى مستطيلاً على خمسة أعمدة. هي الأخرى خلت من أية إشارة إلى الأوضاع في الأراضي المحتلة.

الأمور ليست أفضل حالاً في صحيفة "البلاد" المحلية التي لم تحلق بعيداً عن سابقاتها. جاء في عنوانها الرئيسي على مساحة سبعة أعمدة "رسالتنا من أعلى قمة في العالم أن يعم السلام العالم أجمع". وهو عبارة عن تصريح للملك حمد بن عيسى آل خليفة احتفالاً بوصول الفريق الرياضي إلى قمة "إيفرست". ومثل شقيقاتها فقد تجاهلت تكريس أية مقاربة أو أيّ تطرّق من قريب أو بعيد إلى تطورات المشهد الفلسطيني.

وهكذا بالنسبة إلى صحيفة "الوطن" لسان حال الديوان الملكي. فقد جاء في مانشيتها "الملك: رسالة المملكة من أعلى قمة عالمية أن يعم السلام والأمن العالم أجمع". على أن "الوطن" بدت "ثورية" نوعاً ما مقارنة مع شقيقاتها اللاتي اخترن غض النظر الكامل "اعمل نفسك ميت". فقد تمكن محرر الصفحة الأولى من تأمين عمودين بالكاد في أسفل الصفحة لبيان وزارة الخارجية حول "الانتهاكات بالقدس" مع إغفال اسم "المنتهك" الذي بقي ضميراً مستتراً.

هذا هو ملخّص تفاعل الصحف البحرينية الأربع، أو كما يسميها البحرينيون "صحف 4 في 1" للسخرية من شدّة تطابقها مع بعضها البعض، مع ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلّة. قمة "إيفرست" بعيداً في جبال الهيمالايا مقابل قبة الصخرة المقدسية (كلفة تسلق شخص واحد لقمة إيفرست حوالي 11 ألف دولار). يشار إلى أنه سبق لرؤساء الصحف المذكورة أن زاروا تل أبيب عقب توقيع اتفاقية "إبراهيم" 2020 كما التقوا مسئولين إسرائيليين. 

خلال فترة توقيع الاتفاقية المذكورة حرص المسؤولون الحكوميون على تسويق فكرة أن إقدام البحرين على هذه الخطوة ليس موجها ضد الفسلطينيين كما لا تمثل تخلًّ عن القضية الفلسطينية. على أن ما تكشفه تغطية الصحف البحرينية المتطابقة للأحداث الجارية والتي ملخصها "لا تغطية على الإطلاق" يكشف عن مستوى أبعد. أبعد عن التخلي بكثير.