جهات عليا أوقفت قرار إلغاء الرحلات القادمة من الهند ضاربة برأي الفريق الطبي عرض الحائط

رئيس المجلس الأعلى للصحة ورئيس الفريق الطبي لمكافحة الوباء
رئيس المجلس الأعلى للصحة ورئيس الفريق الطبي لمكافحة الوباء

2021-05-23 - 3:41 ص

مرآة البحرين(خاص): يوم الخميس الماضي (20 مايو 2021)، أبلغ رئيس المجلس الأعلى للصحة رئيس الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد-19) محمد بن عبدالله آل خليفة، خلال اجتماع عقده مع النواب والشوريين، أنّ قرارات ستصدر فجر يوم السبت بإيقاف الرحلات المقبلة من الدول الموبوءة، وعلى رأسها: الهند، وباكستان، وبنغلاديش، وسريلانكا، ليتفاجأ من حضروا الاجتماع بأخبار تطبيق منع السفر إلى ثلاث دول ليست من الدول التي حدثهم رئيس الفريق الطبي عنها.

يقول مصدر مطّلع على ما دار في الاجتماع لمرآة البحرين "ما حدث أمر غريب ومفاجئ، فقد كان الاجتماع مع رئيس الفريق الطبي رئيس المجلس الأعلى للصحة، اجتمعاً في غاية الصراحة، وان الشيخ محمد بن عبدالله شفّافا وطرح كل الأمور على الطاولة دون تحفّظ، وكانت مخرجات الاجتماع واضحة للجميع، فقد تم الاتفاق على صدور قرارات جديدة، منها إغلاق خطوط الطيران لخمس دول بينها الهند والدول الموبوءة القريبة منها، مثل بنغلاديش وسريلانكا، وتم الاتفاق على تقنين أكثر لحركة السفر لبعض الدول،. كل شيء كان جاهزا للإعلان، لكن يبدو أن هناك اعتراضا ( فيتو) صدر عن جهة ما وعطل كل مخرجات الاجتماع وكل القرارات التي تحدث عنها رئيس الفريق الطبي لمكافحة الوباء".

يضيف المصدر "حتى المسؤولين في طيران الخليج تم إبلاغهم بتهيئة الأمور إيقاف الرحلات القادمة من الهند، هذا ما نعلمه بالتأكيد".

وفاجأت الحكومة البحرينية، رئيس الفريق الطبي والنواب والشوريين، وكذلك فئات اجتماعية تتابع بقلق انتشار الوباء في البحرين، بقيامها بمنع عدد من المسافرين من السفر جوا الى إيران تحت تبرير انتشار الوباء، وطالبت سلطات الجمارك المسافرين بالحصول على موافقة مسبقة من وزارة الداخلية للسفر إلى الجمهورية الإسلامية.

وزارة الخارجية البحرينية كانت قد أصدرت تعميمًا منعت بموجبه السفر الى ثلاث دول هي: العراق، وإيران، وقطر. كما حثت بعدم السفر الى اليمن وسوريا ولبنان، وقالت إن السفر لهذه الدول الخمس: اليمن، العراق، إيران، سوريا، لبنان، يتطلب الحصول على موافقة مسبقة من قبل وزارة الداخلية. اليوم تم تطبيق هذا المنع.

لا يعرف أحد على وجه التحديد حالة التجاذب داخل الحكومة وقبلها الديوان الملكي، بخصوص القرارات المتخذة في إطار مكافحة الوباء، خصوصا ما يتعلق بمنع أو استقبال الرحلات من دول بعينها، لكن معلومات تؤكد أن ثمة اعتبارات سياسية واقتصادية تؤثر بشدّة، وأن ضغوط التجار هائلة، كما أن عدد من المسؤولين عارضوا إيقاف الرحلات الآتية من الهند والدول الموبؤة الأخرى القريبة لها، لأن الأرباح التي تربحها شركة طيران الخليج من بيع التذاكر هي أرباح كبيرة، جداً، بينما كانت تذكرة المسافر من الهند للبحرين تبلغ 100 دينار في الحد الأقصى، بات سعرها الآن 300 دينار، وهناك طلب ضخم جداً على التذاكر، وبالتالي فإن البحرين يمكنها -بحسب رأي هؤلاء المسؤولين- تحمّل وصول عدد قليل من المصابين بفيروس كورونا وعلاجهم في البحرين، ولكن لا يمكن تفويت مثل هذه الفرصة للربح الكبير. بحسب اعتقادهم.

لكن المصدر يردّ "هؤلاء لا ينظرون للضرر الكبير الذي سببوه لكل شيء، فالسعودية من جهتها حدّت من وصول مواطنيها للبحرين بسبب انتشار الوباء عندنا، هذا ضرر كبير، كما إن استمرار الرحلات مناقض لقرار أصدره الفريق الطبي في 23 من شهر أبريل الماضي، فقد أصدر الفريق الطبي قراراً بتقييد سفر العاملين في مجال الرعاية الصحية إلى ثلاث دول آسيوية، هي الهند وباكستان وبنغلاديش، فكيف إذن تستمر الطائرات بإنزال المسافرين يومياً من هذه الدول الموبوءة لمطار البحرين؟ هذه مفارقة غريبة وقرارات ينقض بعضها بعضا".

وتعاني البحرين حالياً من انتشار كبير لوباء كورونا، حيث تعاني الكوادر الطبية من ضغوط شديدة جراء العمل المستمر، ويعاني المواطنون من تأخر وصول الإسعاف للمصابين بأعراض شديدة بسبب الوباء لفترات طويلة تمتد لساعات أو أكثر من يوم كامل، وبلغ عدد الإصابات ليوم أمس 2858 إصابة، وتسجيل 14 حالة وباء وهو عدد كبير للوفيات في يوم واحد في بلد صغير ومحدود السكان مثل البحرين.  ش