البحرين تتراجع في مواجهة الجائحة...متطوعون: استقدام كوادر أجنبية لا تعرف أبسط المصطلحات الطبية

بحرينيات يجرين فحص الإصابة بفيروس كورونا في وحدات فحص متنقلة   (إرشيفية)
بحرينيات يجرين فحص الإصابة بفيروس كورونا في وحدات فحص متنقلة (إرشيفية)

2021-05-23 - 8:27 ص

مرآة البحرين (خاص): مع استمرار كسر الأرقام القياسية لعدد الإصابات والوفيات اليومية، تتراجع البحرين على مستوى مواجهة جائحة كورونا. 

تأخر كبير في تقديم الخدمات الطبية العاجلة للمصابين، نقص حاد في الطاقة الاستيعابية واستقدام طواقم طبية أجنبية غير كفوءة وتجاهل لتوظيف العاطلين و المتطوعين الطبيين... المشهد الصحي باختصار.

وتسجل البحرين أعلى معدل إصابات يومية بين الدول الخليجية الست.

رئيس الفريق الوطني الطبي للتصدي لجائحة كورونا محمد بن عبدالله آل خليفة أبلغ ممثلين عن السلطة التشريعية عزم فريقه زيادة عدد الكوادر العاملة في الصفوف الأمامية للتصدي للجائحة. 

آل خليفة، الذي كان يحضر اجتماعا تشاوريا مع أعضاء في المجلسين، قال إن الفريق يعمل على زيادة عدد أسرة أقسام العناية الخاصة إلى 500 سرير.

وجلبت البحرين عشرات الطواقم الطبية من الهند وشرق آسيا فيما تتجاهل توظيف المئات من الخريجين البحرينيين في مجالات طبية مختلفة. 

وبحسب تقديرات غير رسمية هناك أكثر من 700 طبيب وممرض وفني في البحرين عاطلون عن العمل، وعشرات يعملون في مستشفيات خاصة في أوضاع مهنية بائسة. 

وعلى الرغم من تطوع العشرات للعمل في الصفوف الأمامية لمواجهة الجائحة إلا أن ذلك لم يشفع لهم. 

النائب عادل العسومي طالب «بتصحيح أوضاع المتطوعين العاطلين (...) بدلاً من توظيف الأجانب»، واصفا الأمر بأنه «لا يمكن قبوله.»

وأضاف «الطواقم الطبية البحرينية تعمل بمختلف التخصصات ولديهم خبرة ومؤهلين لمباشرة العمل ضمن هذه الظروف الراهنة، وقد أثبتوا قدراً كبيراً من المسؤولية لتصدي الجائحة.»

وعبّر متطوعون عن خيبة أملهم من عدم توظيفهم واستقدام أجانب مكانهم.

متطوعة في الصفوف الأمامية قالت إن بعض ممن تم استقدامهم من الهند لا يعرفون أبسط المصطلحات الطبية، مضيفة أن المتطوعين يقومون بتدريب الطواقم الأجنبية إلى جانب ظروف عملهم القاسية. 

وتراكمت أزمة الخريجين العاطلين في المجالات الطبية منذ سنوات ضمن سياسة لتهميش الخريجين البحرينيين. 

وتفاءل الخريجون بتصريحات حكومية جديدة بشأن مكافأة المتطوعين ومن بينهم وزير المالية سلمان بن خليفة آل خليفة، إلا أن النهج الحكومي لم يتغير. 

وفي الوقت الذي تبرر الحكومة عدم توظيف البحرينيين بأنهم فائض عن الحاجة، تعج المستشفيات الحكومية الرئيسية الثلاثة السلمانية الطبي، الملك حمد الجامعي والعسكري بالأجانب. 

لقد تركت السياسة التي تنتهجها الحكومة في إقصاء البحرينيين آلاف العاطلين من الجامعيين في مختلف التخصصات. 

ووفقا لتقديرات الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين فإن البطالة قد تصل إلى 11% مع استمرار المشاكل الهيكلية في سوق العمل. 

وعلى الرغم من الأصوات الغاضبة التي تصل إلى مسامع الحكومة من العاطلين والاتحاد العام وغيرها من الجهات الفاعلة إلا أنها تستمر في الإعراض عن البحرنة. 

إذا كانت البحرين تحتاج اليوم إلى زيادة الطواقم الطبية كما يقول محمد بن عبدالله فلماذا يتم تجاهل حتى المتطوعين الذين ضحوا بحياتهم من أجل البحرين؟ وهل نحن بحاجة إلى خلق أزمات جديدة حقا؟ ولماذا على الناس أن تدفع ثمن سياسات التهميش غاليا؟