كلمة الناشطة المعتقلة ’زينب الخواجة’ في حفل تسلم جائزة ’الحرية’ من منظمة ’فريدوم هاوس’

2012-09-22 - 12:17 م


زينب الخواجة*

ترجمة: مرآة البحرين


أبي، أختي، وأنا، توقعنا الكثير من الأشياء منذ بداية الثورة المطالبة بالديمقراطية في البحرين، من بين هذه الأشياء: النفي، الإصابة، السجن، والتعذيب. ولكنني لا أعتقد أبدا أننا توقعنا ذات مرة الحصول على جائزة.
سأستغل هذه الفرصة، ليس لأقول ما هو متوقع أو ما هو مناسب، فضلا عن أنني لست متأكدة ما هو المناسب أصلا، لكنني أريد أن أشارككم ما أشعر به.
في زنزانة في البحرين، أغلق عيني وأرى صورة بعد صورة من السنة والنصف الماضية:
أرى والدي يسحب بعيدا من قبل رجال ملثمين، أنظر إلى وجهه، إنه فاقد الوعي، رأسه يرتطم على كل درجة في السلم وهم يسحبونه من رجليه.
أرى عشرات الشباب، يد كل واحد منهم مقيدة بيد الآخر، وظهورهم محنية، يؤخذون إلى المحكمة بجريمة التجمهر اللاقانوني.

 
إضغط لتكبير الصورة
ولد عمره 13 عاما وقف أمام القاضي وهو يبدو مرتبكا، إنه لا يفهم معنى جريمته. إنه لا يفهم ماذا يعني "التحريض على كراهية النظام".
سجين سياسي مصاب كان يُسأل عن مواضع الإصابة بالتحديد في جسمه، ليس ليعالج، ولكن ليستعمل ذلك ضده خلال جلسات التعذيب.
في بلد، يسجن فيه 3، 4 وأحيانا 5 أفراد من عائلة واحدة، ترتسم في ذهني صورة مقاعدهم كيف تبدو على طاولة الغداء.
أرى متظاهرين مصابين، بعضهم أطلق عليهم في أعينهم، وقيدوا إلى أسرة المستشفى، وهم ينتظرون مصيرا مجهولا.
رجل مسن، بروح أبيّة، في جسد مرضوض مسحوق، يقف مواجها صورة للملك، مع خيار، أن يقبل الصورة أو يكون معرضا للإجبار على شرب بول ولعاب معذبيه.
أرى طفلة عمرها 3 سنين، تشاهد الجدران البيضاء في غرفتها تحولت إلى حمراء حين جاء الشرطة ورضوا بها رؤوس أبويها وأعمامها.
أم شابة تحمل رضيعها الصغير ذا الخمسة أيام، محاولة حمايته من الغازات السامة، وتفشل.
جسم طفل يسحبه قتلته بعيدا عن الحضن الأخير من أبويه.
كلما ومضت هذه الصور في عقلي، فهي تكون مصحوبة بصوت واحد: أسمع أما، تنادي ابنها ذا 14 عاما، وصوتها يملأ شوارع القرية، ويملأ رأسي، لكن طفلها لا يأتي إليها مسرعا! لقد أطلق عليه النار وقتل في ذات الصباح على يد الشرطة. أفتح عيني، ولا أرى غير ذلك الصدع في جدار السجن.
نحن نعاني على الطريق إلى الحرية، بحيث نستطيع يوما ما أن نعيش بلا معاناة، محتفظين بحقوقنا وكرامتنا.
معبرين عن خالص شكرنا، أبي، أختي، وأنا، نتشرف باستلام هذه الجائزة باسم كل بحريني عانى من أجل الحرية. نستلم هذه الجائزة باسم شعب البحرين الذي يناضل من أجل حريته رغم كل الصعاب.

شكرا لكم


* الناشطة زينب الخواجة لا تزال قيد الاعتقال، وهي تحاكم في أكثر من 12 قضية، وقد أصيبت بكسر في الرجل إثر إطلاق نار مباشر عليها خلال إحدى التظاهرات، ثم اعتقلت حين قامت بالتظاهر مجددا وهي بعكازها، وقد ألقت الكلمة بالنيابة شقيقتها الناشطة مريم الخواجة في حفل تسلم الجائزة بواشنطن يوم الخميس 20 سبتمبر/أيلول.





التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus