الأمن الكويتي يوقف 3 بحرينين وبعرضهم للضرب والإهانات... ثم يقول لهم: «تفضلوا» !

2012-09-24 - 6:33 ص


مرآة البحرين (خاص): منذ اندلاع الثورة البحرينية، كانت الحدود الكويتية البرية منها والجوية بمثابة شباك لاصطياد الشعب البحريني الذي لاينقطع عن زيارته لأرض الكويت بين وقت وآخر. هناك تعسف ملحوظ ضد البحرينيين تحديدا دون عن غيرهم من الخليجيين الذين يأتون لزيارة الكويت إما عبر المنافذ البرية و الجوية عبر مطار الكويت الدولي.

وقعت عدة حالات توقيف لعدد من البحرينيين سواء الذين اعتقلوا في فترة التسعينيات وحتى بعد اندلاع ثورة 14 فبراير/ شباط 2011. ويظهر من خلال ذلك مدى التعسف في معاملة البحرينين وتمييزهم بشكل مهين ومؤذي عن بقية مواطني دول مجلس التعاون.

فالبحريني لايمكنه أن يدخل الكويت عبر المطار الدولي إلا ويتم تحويله إلى مكتب الأمن الذي يسأله عدة أسئلة أبرزها عن سبب زيارته للكويت ومن يعرف فيها. وكم سيمكث وأين سيمكث ثم يتم ختم الجواز برقم أمني متسلسل يكتب بخط اليد ويدون في سجل قبل أن يسمح له بالمرور!

ويستخدم هذا الرقم في حال الرغبة في حجز غرفة في الفنادق الكويتية، فلا يسمح لك بأخذ غرفة إلا بعد رؤية رقم التسلسل الذي يتم إعطاؤه في المطار فقط للجواز البحريني. وقد تحرينا عدة مرات من هذه الجزئية وأكدتها لنا إدارات الفنادق.

 وتابعت «مرآة البحرين» عدة قضايا إيقاف وترحيل بعد يوم كامل وأخذ تعهد على المواطن البحريني بعدم زيارة الكويت مرة أخرى وإعطاءه مهلة لمغادرتها، وأبرزها قضية نازي كريمي التي وقعت مؤخرا وغيرها الكثير من الحالات التي تمكن الإعلام من الوصول إليها ناهيك عن تلك التي وقعت ولم يتم إثارتها إعلاميا !

حالة جديدة

يوم الخميس 20 سبتمبر/ أيلول ، غادر 4 شبان الحدود البحرينية متجهين إلى الحدود الكويتية في زيارة خلال عطلة الأسبوع كان من المفترض أن تنتهي يوم الجمعة. لكنها لم تنته إلا السبت 22 سبتمبر/ أيلول. حيث اعتاد أحدهم التردد على الكويت إلا أن الثلاثة الباقين برفقته لأول مرة يقومون بزيارة الكويت.

عند وصولهم للحدود الكويتية وبعد ختم جواز أحدهم تم طلب الثلاثة الباقين من أجل إدخال بياناتهم للمرة الأولى في الجهاز، لذلك تم استدعاؤهم لمكتب الأمن الذي احتجزهم إلى الساعة 12 ظهرا.

وكان السؤال الوحيد الذي ردد على أولئك الرجال : لم أتيتم إلى الكويت؟

بعد الساعة 12 ظهرا تم أخذ أماناتهم - محافظهم الشخصية وهوياتهم وهواتفهم المحمولة بعد تفتيشها بدقة ثم قام رجال الأمن بتعصيب أعينهم وتكبيل أيديهم بعد أن توقفت سيارتان  من نوع «يوكن أسود» لاقتيادهم فيها دون السماح لهم بالاتصال بذويهم للاطمئنان عليهم ودون إبراز مذكرة إعتقال أو حتى ذكر أسباب اقتيادهم إلى جهة مجهولة.

يقول أحدهم بأن «من أخذونا كانوا من رجال شرطة الكويت وليسوا من الجيش وقادوا المركبة إلى مسافة بعيدة عن الحدود الكويتية وقد أخذ أحدهم المركبة البحرينية التي أتينا فيها». وأضاف «اقتادونا إلى الزنازن وعزلونا كل واحد في زنزانه دون أن يردوا على أي من تساؤلاتنا».

وبعد ساعة تم اقتيادهم مجددا إلى مكتب التحقيق بعد تكبيل أيديهم وتعصيب أعينهم التي بقيت على أعينهم حتى أثناء التحقيق.

قال أحد الشبان «حاول المحققون أن لا نتمكن من رؤية أي شيء لذلك حرصوا على أن يضعوا القطن أسفل عصاباتنا».

وقد تنقل الشبان الأربعة من غرفة تحقيق إلى غرفة أخرى تصل عددها إلى ثلاث غرف في كل غرفة تزداد شدة التحقيق وغلظة ألفاظ المحقق.

وكانت كل الأسئلة تدور حول البحرين لا الكويت، وهذا ما أثار استغراب الشباب حيث أنه من المفترض أن يتم التحقيق معهم حول الكويت كونهم شرطة للكويت.

لكن الأسئلة كانت تدور حول ذهابهم للدوار وكم عدد المرات التي ذهبوا فيها إليه؟

يعلق أحدهم قائلا: «كان التحقيق تماما كما في البحرين! كل الأسئلة تم طرحها على المعتقلين البحرينين في فترة السلامة الوطنية».

يقول أحدهم «كانت الغرفة الثالثة من التحقيق يرتدي المحقق فيها حذاء بيجي اللون يعرف في الكويت بالبوسطار ولا يرتديه سوى الجيش، هو من قام بالتحقيق معنا». يضيف «قد كان بذيء الألفاظ يسألني كم عدد المرات التي تمتعت فيها بالنساء في الدوار؟ ومن أقلد كوني شيعيّ المذهب وما إذا كنت أذهب إلى العراق في زيارة، وما علاقتي بالأحداث الأخيرة في البحرين، وهل زرت الدوار».

يتابع «كان طوال فترة التحقيق يهينني ويهين مذهبي. استمر التحقيق حتى الساعة الثانية عشرة ليلا، كانوا يسألون عن شخص من عائلة الحايكي وما علاقتنا به، لكننا لم نعرف من هو ذلك الشخص المقصود وما الداعي لاعتقالنا بسببه».

وقال «أدخلونا الزنزانة وسألونا عن احتياجاتنا فطلبنا الاتصال بذوينا وكانوا يبررون في كل مرة حالما ننتهي ستتمكنون من الاتصال».

في يوم الجمعة تم طلب أحد الشبان الأربعة كونه معتقلاً سابقاً في فترة التسعينيات وتم التحقيق معه من جديد. وأثناء التحقيق تعرض للضرب والإهانة وقد استخدموا أيديهم في ضربه ثم أعادوه إلى زنزانته».

وبعد الخامسة والنص عصرا تم تصويرهم وأخذ بصماتهم، فيما تولى اثنان من العسكريين تصويرهم بهواتفهم المحمولة دون استخدام كاميرا وزارة الداخلية.

واقتادوهم معصوبين الأعين ومكبلين الأيدي إلى الخارج حيث الشارع العام وأعادوا إليهم مركبتهم ثم برروا سبب احتجازهم بأنه تشابه أسماء.

وقال أحد أفراد الشرطة «يمكنكم الآن الذهاب إلى حيث تريدون في الكويت».

وأضاف أحد الذين أوقفوا رداً على سؤال ما إذا كان استطاع التعرف على مكان احتجازه «كنا نريد أن نغادر بأسرع فرصة ممكنة، لكنني أذكر بأن في المنطقة مسجد يسمى مسجد الزهراء وقد سلكنا الدائري السادس للمغادرة». ويرجح أن يكون الشبان البحرينيون الأربعة قد تم احتجازهم في مبنى أمن الدولة في الكويت.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus