تصور واشنطن للحل في للبحرين: تشجيع «الإصلاح» من دون تهديد

2012-09-27 - 9:59 ص


مرآة البحرين: سرد الكاتب في صحيفة "أخبار الخليج" محمد مبارك جمعة تصور الإدارة الأميركية للحل في البحرين، فأشار إلى أنها تقوم بتشجيع النظام البحريني على "الإصلاح" من دون استخدام لغة التهديد، في موازاة التأكيد على "الشراكة الأمنية" بين البلدين.
 
وأشار جمعة إلى أن هذا التصور طرحه المسئول السابق في وزارة الدفاع الأميركية كولن كال، خلال ندوة عقدت في الكونغرس في 9 فبراير/شباط الحالي لمناسبة مرور عام على انطلاق شرارة الأحداث في البحرين، حيث أوضح كال "عليكم أن تعلموا أن واشنطن لديها هدفان في البحرين الآن: الأول هو "الإصلاح "السياسي والاجتماعي، والثاني هو الشراكة الأمنية".
 
وتابع كال "البحرين بالنسبة الى أميركا تعتبر أهم دولة في العالم فيما يتعلق بمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة"، موضحا "فإننا حينما نحاول التحدث إلى النظام البحريني حول ضرورة "الإصلاح" فإننا لا نستطيع استخدام لغة التهديد، لأن هذه اللغة سوف تفسد العلاقة مع العائلة الحاكمة وبالتالي فإننا لن نحقق شيئاً".
 
واستشهد كال بما طرحته صحيفة "واشنطن بوست" حول سحب الأسطول الخامس من البحرين كوسيلة ضغط على النظام، قائلاً: "علينا أن نستوعب أن مثل هذه الخطوة لن تؤدي إلى أي نتيجة حتى لو قمنا بتطبيقها، لأن ما سيحدث أن البحرينيين سيقولون لنا "حسناً.. من المؤسف أنكم فعلتم ذلك، ونراكم لاحقاً"، مردفا "سينتهي الأمر هنا وسندرك بعد مرور 24 ساعة أننا ارتكبنا خطأً استراتيجياٌّ كبيراً وعلينا حينئذ أن نتحمل تبعاته".
 
وأضاف كال أن "ما نفعله الآن عوضاً عن استخدام لغة التهديد هو أن نشجع النظام البحريني على "الإصلاح" بأن نقول له التالي: نحن نشارككم الكثير من القضايا المهمة جداٌّ حول النشاطات الإيرانية لزعزعة الأمن، والطموحات النووية الإيرانية، ومكافحة الإرهاب وغير ذلك من أمور، إلا أنه من بين الاهتمامات المشتركة بيننا أيضاً عامل الاستقرار في البحرين"، فـ"في تقديرنا أن الاستقرار يتطلب "إصلاحات" حقيقية في عدة جوانب إلا أن هذه "الإصلاحات" يجب أن تحدث بحسب المعطيات البحرينية والتوقيت البحريني في التدرج".
 
وبحسب كال، فإن "الإصلاحات" سوف يأخذ ذلك وقتاً طويلاً "إلا أن عليكم أن تبدأوا من الآن"، مؤكدا أنه في ظل غياب "الإصلاحات" فإن رؤيتنا للوضع في البحرين هي عبارة عن مرحلة من الاضطرابات، وهذه الاضطرابات سوف تجعل من استمرار علاقاتنا أمراً صعباً".
 
وختم كال "بهذه الطريقة فإننا لا نستخدم لغة التهديد المباشرة مع النظام البحريني بل نستخدم لغة التشجيع التي لا ترسل رسالة بأننا على استعداد للتخلّي عنه"، مشددا على "جعل الدافع نحو "الإصلاح" يأتي من داخل النظام رغبة في الإبقاء على العلاقات معنا".
 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus