بانوراما 2021: إهمال طبي ممنهج يسفر عن استشهاد عدد من السجناء وتأزّم صحة مشيمع والمقداد

من المسيرات المؤبّنة للشهيد حسين بركات الذي استشهد داخل السجن بسبب الإهمال الطبي
من المسيرات المؤبّنة للشهيد حسين بركات الذي استشهد داخل السجن بسبب الإهمال الطبي

2021-12-30 - 7:41 ص

بانوراما 2021: في العام 2021 فتك الإهمال الطبي الرسمي الممنهج بالسجناء السياسيين وغير السياسيين، ولم تُجدِ نداءات عوائل السجناء المرضى ولا الحقوقيين، وكانت النتيجة مروّعة.
لقد استشهد خلال الأشهر العشرة الأولى ثلاثة من السجناء السياسيين، اثنان منهم داخل السجن وواحد خارجه، لكن مرضه واستفحاله كان بسبب الإهمال الطبي داخل السجن أيضًا. كما توفي سجين جنائي شاب مصاب بمرض السكلر بعد إهمال جسيم تعرض له.
خلال شهر أبريل الماضي، وفي وسط انتشار كبير لوباء كورونا داخل سجن جو المركزي، استشهد المعتقل عباس مال الله البالغ من العمر 50 عاماً، في يوم 6 أبريل، وذلك بعد تردي وضعه الصحي.
كان بالإمكان إنقاذ حياة مال الله وقتذاك إلا أن الإسعاف جاء بعد ساعة كاملة من سقوطه.وعانى الشهيد لسنين من حرمانه من العلاج بسبب إصابات برصاص الشوزن، وكذلك من معاناته مع القولون، وقرحة المعدة.
وجاء شهر يونيو من العام الجاري ليكون موعداً لشهادة المعتقل حسين بركات البالغ من العمر 48 عامًا، بعد إهمال جسيم تعرض له داخل السجن.
أصيب بركات بفيروس كورونا، وتدهورت حالته التنفسّية بسرعة، حاول زملاؤه إقناع إدارة السجن بنقله للمستشفى، وتم فحصه من قبل طبيب السجن الذي سمعه السجناء يقول للشرطة إن السجين مصاب بالكورونا، وإن نسبة الأوكسجين لديه هابطة بشدة، ولكن الشرطة أعادوه للزنزانة، استمر هذا الوضع خمسة أيام، حتى ساءت حالته الصحية، ولم يتم نقله للمستشفى إلا حينما أيقنت إدارة السجن أنّه يشارف على الموت فعلاً.
في الشهر التالي، وتحديدًا 25 يوليو أعلنت وزارة الداخلية البحرينية عن وفاة سجين (35 عاما) بعد تعرضه لمضاعفات فقر الدم المنجلي (السكلر). وقال مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية السيد أحمد الوداعي إن حسن عبدالنبي منصور كان محكوما بالسجن 3 أشهر، لكن لم تشمله إجراءات العقوبات البديلة على الرغم من خطورة وضعه الصحي.
وأضاف "لقد عانى السجين من الإهمال الطبي في سجن الحوض الجاف، مشيرا إلى أنه تم المماطلة في إعطائه أدويته وتأخر نقله لعيادة السجن، لقد كان السجين يتأوه ويبكي من شدة الألم مما دفع زملاءه لطرق الأبواب بشدة حتى يتم نقله. وأشار إلى أنه تم نقله إلى عيادة السجن بعدها إلى مستشفى السلمانية حيث وافته المنية".
في 25 أكتوبر استشهد المعتقل السابق علي قمبر بعد معاناةٍ مع مرض السرطان، نتيجة تعرّضه للتعذيب في سجن جو.
ونقل الناشط الحقوقي السيد أحمد الوداعي عن الشهيد علي قمبر، قوله إنه كان بالإمكان نجاته من هذا المرض لو استجابت إدارة السجن لطلبه العلاج فور أن أحس بالمرض داخل السجن، لكن إدارة السجن ماطلته عاماً كاملاً مما أدى لانتقال المرض وانتشاره ووصوله إلى رئتيه، وهو ما ساهم في تعقيد وضعه الصحي وتعذر شفائه.
لم تفرج وزارة الداخلية عن علي قمبر إلا بعد أن استفحلت حالته الصحية وأصبحت حياته في خطر، لذلك تم الإفراج عنه لأسباب صحية، ولكن بعد أن تسبب إهمال وزارة الداخلية في وضعه على طريق الموت البطيء.
خلال شهر يونيو 2021، دق رجل الدين البارز المعتقل الشيخ عبدالجليل المقداد ناقوس الخطر بشأن صحته، محملا السلطة مسؤولية ما يجري عليه. كانت هي المرة الأولى التي يشتكي فيها الشيخ المقداد البالغ من العمر 61 عاما من تدهور صحته.
وقال «لكي لا أكون مقصرا في حق نفسي، فأنا أتعرض لإهمال وتقصير يرقى إلى حد التعذيب،» مضيفا «أحملهم مسؤولية أي شيء يعرض عليّ.» وأكد أنه يعاني من آلام مبرحة في رأسه وطالب بحصوله على حقه في العلاج.
في شهر يوليو، تدهورت صحة زعيم حركة حق الأستاذ حسن مشيمع، الذي يعاني منذ عشر سنين من إهمال صحي تسبب له بأزمات صحية متكررة.
فقد أعلن نجله الناشط علي مشيمع عن نتائج هذا التدهور قائلًا "بعد مرور أسبوع للوالد في المستشفى، أظهرت النتائج الأولية: ارتفاعًا حادًا ومستمرًا في السكر بلغ 23، ارتفاعًا في الضغط بلغ 180، تأثّر عضلة القلب بسبب ارتفاع الضغط".
وأضاف "قيل له بأن الكلى تضررت ولم يفصحوا لحد الآن عن حجم الضرر، كما يعاني الوالد آلامًا حادة في الركبة جعلته يقضي جل وقته على السرير". وأوضح أن والده ينتظر أيضًا " تشخيصا دقيقا وعلاجا واضحا لهذه المشاكل ومشاكل أخرى مثل (البروستات) والسمع، والحساسية وغيرها".
لا يزال الأستاذ مشيمع موجودًا في المستشفى، وقال لعائلته إنه يعاني من وضع خانق داخل المستشفى.
لا يزال منهج الإهمال المروّع مستمرًا، بشكل شبه يومي تنشر الناشطة الحقوقية ابتسام الصائغ معاناة سجين مع الإهمال الطبي، نداءات رغم جديتها لا تجد لها صدى في أروقة السلطة. كل يوم عائلة تنادي: أنقذوا السجناء.