أوباما يواجه اختبارا صعبا في الربيع العربي

2012-09-29 - 9:05 ص


نيويورك تايمز - واشنطن 
ترجمة مرآة البحرين


واشنطن - الرئيس حسني مبارك لم ينتظر حتى تترجم كلمات الرئيس أوباما قبل أن يرد مهاجمًا: 

"أنت لا تفهم هذا الجزء من العالم"، قال الزعيم المصري "أنت ما زلت صغيرا ".

في اتصال هاتفي متوتر مساء 1 شباط/فبراير 2011 قال أوباما لمبارك إن خطابه الذي بث لمئات الآلاف من المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة لم يعطِ شيئًا بما فيه الكفاية، وأن على الرئيس مبارك أن يتنحى .

وبعد دقائق ظهر السيد أوباما بوجه قاتم أمام كاميرات استدعيت على عجل في البهو الكبير في البيت الأبيض. نهاية الحكم لمدة 30 عامًا لحسني مبارك، قال أوباما: "يجب أن تبدأ الآن." بهذه الكلمات، أنهت الولايات الأمريكية ثلاثة عقود من العلاقات مع حليفتها الأكثر قوة في العالم العربي، ووضعت ثقل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر على جانب الشارع العربي .

تلك كانت خطوة محفوفة بالمخاطر من قبل الرئيس الأمريكي، وخالفت نصيحة كبار السن من موظفيه في وزارة الخارجية وفي وزارة الدفاع البنتاغون الذين قضوا عقودًا في رعاية الحكومة المصرية الاستبدادية - ولكن الثابتة على تأييد أمريكا .

بعد تسعة عشر شهرًا، كان السيد أوباما في وزارة الخارجية لمواساه نفس المسؤولين الذين تحدى نصيحتهم. فقد اندلعت احتجاجات مناهضة للولايات المتحدة في مصر وليبيا. في ليبيا، أدت إلى وفاة أربعة أمريكيين، بمن فيهم سفير الولايات المتحدة في ليبيا كريستوفر بينما كانت الحكومة المصرية الجديدة التي تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين تتلكأ في إدانة الهجمات على السفارة في القاهرة. 

امتلأت شاشات أجهزة التلفزيون في الولايات المتحدة بصور العرب الغاضبين بشأن لقطات فيديو أمريكي الصنع يسخر من النبي محمد، وحرق الأعلام الأمريكية وحرق دمى أوباما أيضا .

في حديث خاص مع موظفي الخارجية، حاول الرئيس شرح الأحداث الجارية. وتحدث كيف أنه عندما كان طفلًا في الخارج، تعلم على تقدير الدبلوماسيين الأمريكيين الذين يخاطرون بحياتهم من أجل بلدهم. هذا الجهد، والتواصل مع العالم العربي، كما قال، يجب أن يستمر حتى في مواجهة العنف والغوغاء فيما بدأت الشكوك فيما يمكن أن تنجزه الولايات المتحدة في منطقة مضطربة .

من نواح عديدة، تصريحات أوباما في وزارة الخارجية قبل أسبوعين - وما سيقوله في الجمعية العمومة للأمم المتحدة صباح الثلاثاء، عندما يلقي كلمتة بخصوص الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة - يبدو أن الرئيس قد تعلم دروسًا صعبة على مدى أكثر من سنتين تقريبا من الاضطراب السياسي في العالم العربي: الكلمات الجريئة ودعم التطلعات الديمقراطية ليست كافية لزرع الإرادة الطيبة في هذه المنطقة، وخاصة عندما تتعارض مع مصالح أمريكا نفسها من ناحية الأمن القومي .

في الواقع، دفاع أوباما القوي عن الديمقراطية والمتظاهرين في مصر العام الماضي أدى به إلى مواجهات من شأنها اختبار حكمه، أعصابه ومهارته الدبلوماسية. تعاطف الرئيس مع المحتجين الذي أدى لإنتشار الانتفاضات إلى ليبيا واليمن والبحرين وسوريا، أغضب حلفاء أمريكا المحافظين في دول الخليج الغنية بالنفط. في منتصف مارس، تحركت السعودية بشكل حاسم لسحق الاحتجاجات الديمقراطية في البحرين، وأرسلت قافلة من الدبابات والمدفعية الثقيلة عبر جسر الملك فهد بين البلدين ذي الـ 16 كيلومترًا .

هذا الاستعراض الفظ للقوة واجه أوباما بحدود قدرته، أو رغبته، برعاية ولادة التغير والديمقراطية. على الرغم من الاحتجاجات العالمية على إطلاق النار والغاز المسيلة للدموع على المتظاهرين السلميين في البحرين، بدأ الرئيس بغض البصر إلى حد كبير. وأصبحت اقعيته وعدم الرغبة في الانجرار إلى المستنقعات الأجنبية تأخذ أثرها منذ ذلك الحين، لا سيما في سوريا، حيث لا يزال العديد من النقاد يدعون إلى رد أمريكي أكثر قوة ولحكم بشار الأسد الوحشي .

استغرقت رحلة السيد أوباما من القاهرة إلى جسر التغير 44 يوما فقط. انعكست، في أجزاء منها، الظروف المختلفة في البلدان التي اندلعت فيها الاحتجاجات، على الرغم من أصلها المشترك والشعارات ذاتها. ولكن التعامل مع الانتفاضات يوضح الفجوة بين قطبي شخصيته السياسية: إحساسه بأنه الشخصية التاريخية التي تمكنت من بناء جسر يخلص أمريكا من صورتها في الخارج، وتمسكه الأكثر حذرًا على المدى الطويل بالمصالح الأمريكية في مجال الأمن والنفط الرخيص .

للبعض، والفرق واضح بين النتائج في القاهرة والبحرين يوضح شيئا آخر أيضا: نفاد صبره مع دبلوماسية الغرف الخلفية ذات الطراز القديم، وفشله في بناء العلاقات الشخصية الوثيقة مع الزعماء الأجانب، وخاصة في الشرق الأوسط، التي تمكن، البيت الأبيض من التأثير على القرارات في الخارج .

التركيز على الاحترام 

من نواح كثيرة، جاء قرار السيد أوباما بأن يلقي الدعم الأمريكي وراء التغيير في العالم العربي جيدا قبل أن يقوم بائع الشارع التونسي بإضرام النار في نفسه وإشعال أوسع تحدٍ سياسي في المنطقة منذ عقود .

جاء السيد أوباما، الذي ساعد حملته لرئاسة الجمهورية جزئيا أنه عارض في وقت مبكر الحرب على العراق، إلى منصبه في يناير 2009 مؤكدًا أنه لن يكرر ما اعتبره أخطاء سلفه في دفع “أجندة الحرية " في العراق وأجزاء أخرى من العالم العربي، وفقا لمسؤولين كبار في الإدارة .

بدلا من ذلك، ركز على الاحترام المتبادل والتفاهم. خلال كلمة للعالم العربي في عام 2009 من القاهرة، قام الرئيس بالحديث عن أهمية قيام حكومات "تعبر عن إرادة الشعب". ولكنه أضاف بحدة: "ليس هناك خط مستقيم لتلبية هذا الوعد ."

بعد أسبوعين، اندلعت احتجاجات كبيرة في الشوارع في إيران بعد الانتخابات الرئاسية التي تم التنازع عليها، في خطاب خفيف اللهجة، انتقد أوباما العنف لكنه قال إنه لا يريد أن ينظر إليه على أنه تدخل في السياسة الداخلية الإيرانية .

لاحقا بعد أشهر، قال مسؤولون في الإدارة، أعرب السيد أوباما عن أسفه عن موقفه الصامت من إيران. وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية: "كان هناك شعور نحن لن نتخلى عن الركب مرة أخرى". طلب ذلك المسؤول، كما المسؤولون العشرون تقريبا والدبلوماسيون العرب والأمريكيون الذين قابلتهم لهذه المقابلة، التحدث شريطة عدم الكشف عن هويته. 

وبحلول الوقت الذي اندلعت فيه الاحتجاجات التونسية في كانون الثاني /يناير 2011 - غضب أوباما من موظفيه واتهمهم بالتلكؤ وعدم قراءة الأحداث، وقال مسؤولون - أعلن الرئيس عن دعمه للمتظاهرين. ولكن جاء الاختبار الحقيقي لموقف استعراض العضلات الجديد جاء بعد 11 يوما، عندما تجمع الآلاف من المصريين في ميدان التحرير في القاهرة من أجل "يوم الغضب". 

قال أحد المعاونين: رأى السيد أوباما حاجة إلى الولايات المتحدة، وحاجته هو شخصيا، إلى أخذ موقف مثالي وأخلاقي. وقال مساعد كبير لأوباما إنه يعلم أن المحتجين يريدون أن يسمعوا من الرئيس الأمريكي، ولكن ليس أي رئيس أمريكي"،. وأضاف: "إنهم يريدون أن يسمعوا من هذا الرئيس الأمريكي." وبعبارة أخرى، إنهم يريدون أن يستمعوا من أول رئيس أسود للولايات المتحدة، رمز إمكانية التغيير .

إذن شعر الرئيس بالقرابة من المحتجين الشباب، وكان يبدو أنه كان على علاقة ضعيفة مع الرئيس المصري المسن، أو، في هذا الشأن، أي من القادة العرب الآخرين. لحد ما، كان لعامل الزمن دور: كان لا يزال جديدا نسبيا في رئاسة الجمهورية، ولم يبنِ أي نوع من العلاقة الحميمة كتلك التي بين عائلة بوش مع السعوديين على سبيل المثال .

ولكن السيد أوباما كافح دون نجاح يذكر لبناء أفضل العلاقات مع الزعماء الأجانب المهمين مثل حامد كرزاي، الرئيس الأفغاني، والملك عبد الله ملك السعودية .

وعلى أية حال، بعد مكالمة هاتفية حرجة بين الرئيسين الأمريكي والمصري يوم 28 كانون الثاني/يناير، أرسل السيد أوباما دبلوماسيًا كبيرًا له خبرة طويلة في مصر، يدعى فرانك ويزنر.، أن يوجه نداءً شخصيًا للزعيم المصري. ولكن مبارك رفض. وفي الوقت نفسه، أدى تصاعد الغضب والاستياء في شوارع القاهرة إلى لحظة جديدة من الحسابات لأوباما: 1 شباط/فبراير .

بعد ظهر ذلك اليوم في البيت الأبيض في اجتماع منعقد في غرفة العمليات بين كبار المسؤولين في الأمن الوطني ليقرروا ما ينبغي فعله إزاء الوضع المتدهور في مصر، وبعد ثلاثين دقيقة من الاجتماع، فتح الرئيس الباب ودخل، في ما كان من المفترض أن يكون الاجتماع للمدراء .

وبحضور نائب الرئيس جوزيف بايدن، ووزيرة الخارجية هيلاري رودام كلينتون، ووزير الدفاع روبرت غيتس، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، الأدميرال مايك مولين، ومستشار الأمن القومي، توم دونيلون. ظهرت مارجريت سكوبي، السفير في القاهرة، على شاشة الفيديو المباشر .

كان السؤال المطروح على الطاولة لم يكن واردًا قبل أسبوع واحد. هل يتوجب على أوباما أن يدعو مبارك للتنحي ؟

دخل أحد المساعدين في منتصف الجلسة، وسلم ورقة إلى السيد دونيلون. "مبارك على التلفاز" قرأ بصوت عال .

تحولت كل شاشة في غرفة العمليات لقناة الجزيرة، وظهر الرئيس المصري في خطاب طال انتظاره. وقال إنه لن يرشح نفسه مرة أخرى، ولكن لم يُقْدم على الاستقالة. قال "هذه بلدي"، "سوف أموت على أرضها ".   في غرفة العمليات، عمّ صمت. ثم تحدث الرئيس "هذا ليس كافيا". 

رؤية القدر المحتوم 

لو كانت هذه قصة هوليوودية عن باراك أوباما والربيع العربي لكان المشهد قد انتهى هناك، مع رئيس أمريكي شاب يقف مع المحتجين ضد مشورة مستشاريه الخاصين، والإسراع في نهاية الحرس القديم المتجذر في مصر. في غرفة العمليات، رفض غيتس، والأميرال مولن، وجيفري فيلتمان، مساعد وزير الخارجية آنذاك، وغيرهم إدراج عبارة "يجب أن يبدأ انتقال مبارك الآن" في تصريحات أوباما المزمعة، معتبرين إياها عدوانية جدًا .

قال المسؤولون إن مبارك وقف معنا بثبات، حتى أمام معارضة شعبية. رد أوباما بسرعة: "إذا كانت كلمة 'الآن' ليست من ضمن ملاحظاتي، لا يوجد داعٍ الآن للظهور والتحدث علنًا ."

قال جون برينان، كبير مستشاري مكافحة الإرهاب للرئيس أوباما، رأى الرئيس في وقت مبكر ما لم يره الآخرون: أن حركة الربيع العربي كانت ذات عمق. "هناك الكثير من الناس في حالة إنكار لحتمية هذا الأمر"، وقال السيد برينان في مقابلة. "وأعتقد أن هذا ما رأه الرئيس بشكل واضح، أن التغيير محتوم ولن تعود الأمور الى الوراء، وأن القمع وسفك الدماء فقط سيؤخر الأمور". 

عبارة "الآن" بقيت في بيان السيد أوباما. وبعد عشرة أيام، تنحى مبارك. حتى بعد كلمة الرئيس، كانت السيدة كلينتون حذرة في العلن ​​خوفا من أن إزالة مبارك على عجل قد تهدد انتقال البلاد إلى الديمقراطية .

لاحقا، العديد من المستشارين الذين عارضوا في البداية موقف أوباما أعطوه الفضل على نظرته الصحيحة. ولكن كانت هناك عواقب، والعواقب كانت تظهر بشكل جليّ الواحدة تلو الأخرى .

ردود الفعل الغاضبة 

يوم 14 شباط/فبراير، في جزيرة البحرين، المملكة الصغيرة، أدت دعوات على شبكة الإنترنت الى "يوم الغضب" إلى مسيرات في الشوارع والاشتباكات الدامية مع الشرطة. في اليوم التالي في مؤتمر صحفي في واشنطن، أوحى السيد أوباما إلى أن هذه الثورة كانت مثل الأخريات إلا حد كبير. رسالته إلى الحلفاء العرب كانت: "إذا كنتم تحكمون هذه الدول، عليكم أن تبادروا إلى التغيير ."

ولكن في الأسابيع التالية، بقى السيد أوباما صامتًا. بعيدا عن أعين الجمهور، وقيل إنه تعرض لهجوم من القادة في السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وحتى إسرائيل. ووجهت السعودية والإمارات العربية المتحدة ردة فعل غاضبة من معاملة مبارك التي قال مسؤولون إن دول الخليج تخشى زوال أنظمتها، فرسمت خطا أحمر. بعض الدبلوماسيين الأمريكيين والعرب يقولون إنه كان من الممكن تفادي ردة الفعل لو تعامل أوباما بهدوء لتنحية السيد مبارك، بدلا من التصريح العلني .

في 14 مارس، استيقظ مسؤولون في البيت الأبيض على مفاجأة سيئة: السعوديون تدخلوا عسكريا في البحرين، ثم قامت حملة أمنية عبر قوات الأمن التي أخلت ساحة اللؤلؤة في العاصمة المنامة بالقوة. وقد أدين هذا التحرك على نطاق واسع، لكن السيد أوباما والسيدة كلينتون وجهوا انتقادات خجولة، ودعوا الى "الهدوء وضبط النفس من جميع الأطراف" و"الحوار السياسي". 

كانت أسباب تحفظ السيد أوباما واضحة: البحرين تجلس قبالة الساحل السعودي، والسعوديون ولن يسمحوا بازدهار مفاجئ لديمقراطية بهذا القرب منهم، خاصة في ظل تركيب الجزيرة الطائفي. أغلب الناس في البحرين من الشيعة، الذين يرى الحكام السنة في السعودية والبحرين منذ فترة طويلة أنهم أداة للنظام الإيراني. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الولايات المتحدة لديها قاعدة بحرية في البحرين ينظر اليها على أنها حصن ضد إيران، وهي أساسية للمحافظة على تدفق النفط من المنطقة .

"لقد أدركنا أن إمكانية حدوث أي شيء في السعودية لا يمكن أن يصبح حقيقة واقعة"، وفقا لوليام دالي.، كبير موظفي الرئيس الرئيس أوباما في ذلك الوقت. "بالنسبة للاقتصاد العالمي، لا يمكن أن يحدث هذا. نعم، تم التعامل معها بشكل مختلف عن مصر. كان وضعا مختلفا . "

بعض المحللين يشيدون بقرار السيد أوباما بالاعتراف في وقت مبكر أن الأولويات الاستراتيجية أهم من التعاطف مع المحتجين. والبعض الآخر يقول إنه كان من الممكن للإدارة أن تتوسط بين الحكومة البحرينية والمتظاهرين الشيعة بشكل كبير، بالتالي تجنب ما أصبح أزمة طائفية في أحد أكثر الأماكن تقلبًا في العالم .

لو بني السيد أوباما علاقات أوثق مع السعوديين، فكان بإمكانه شراء مزيد من الوقت للمفاوضات بين السلطات البحرينية حزب المعارضة الشيعية الرئيسي الوفاق، وفقا لأحد الدبلوماسيين الأمريكيين الذي كان موجودا في ذلك الوقت. بدلا من ذلك، لم يعطِ السعوديون عمليا أي تحذير عندما بدأت قواتهم بالتحرك عبر الجسر الذي يربط بين السعودية والبحرين، والحملة التي تلت ذلك بتدمير جميع الآمال في التوصل إلى حل سلمي .

كان للاستياء حول الإطاحة بمبارك نتيجة أخرى واضحة. انتقادات السيدة كلينتون للتدخل العسكري في مقابلة تلفزيونية في باريس أغضبت مسؤولين من دولة الإمارات العربية المتحدة، التي شاركت عسكريا في عملية البحرين، ويشاركون السعوديين القلق حول قضية مبارك .

هدد الإماراتيون بسرعة بالانسحاب من الائتلاف الذي جرى تشكليه لدعم حملة يقودها حلف شمال الأطلسي ضد العقيد معمر القذافي، الزعيم الليبي. عرف الإماراتيون أن هناك حاجة لهم لإعطاء شرعية للتحالف. عرضوا سعرهم للبقاء في التحالف، وفقا لدبلوماسيين عرب وغربيين على دراية بالموضوع: يجب على السيدة كلينتون إصدار بيان يسحب أي انتقاد للعمليات في البحرين .

بدا البيان، الذي صيغ على عجل وتم تنقيحه من قبل المسؤولين الأمريكيين والإماراتيين، في أسرع وقت، كجزأ من ورقه توضيحيه عن ليبيا .

التوتر بين أوباما ودول الخليج، وفقا للدبلوماسيين الأمريكيين والعرب، نابع من سمة شخصية في أوباما: إنه لم يبنِ علاقات شخصية مع العديد من الزعماء الأجانب. وأضافوا: "إنه ليس جيدا في العلاقات الشخصية، ولا تهمه"، كما قال دبلوماسي في الولايات المتحدة. وأضاف "لكن في الشرق الأوسط، تلك العلاقات ضرورية. عدم وجودها يحد من القدرة على التأثير في القرارات القيادية . "

غياب التناغم 

مسؤولون عرب أيدوا هذا التشخيص، واصفين أوباما بأنه رجل يعتمد العقل وبارد مهتم أكثر بالتفكير الذي يقلل من أهمية العلاقات الشخصية في السياسة. "لا يمكنك إصلاح هذه المشاكل عن طريق التحكم عن بعد"، قال دذلك بلوماسي عربي ذو خبرة طويلة في واشنطن. وأضاف "إنه ليس لديه أصدقاء من ضمن قادة العالم. إنه لا يتبادل المجاملات مع الآخرين،أو المزح بالتسمية بالالقاب" .  وقال الدبلوماسي "لا يمكن إنجاز ما تريد تحقيقه" إن كنت شخصية من هذا القبيل .

يقول المستشارون إنه عندما يقوم بالتواصل، فإنه أكثر فعالية - كما حدث في مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي مع ​​محمد مرسي، الرئيس الجديد لمصر. بعد ردة فعل ضعيفة من السيد مرسي بداية على الهجمات على السفارة في القاهرة، ضج أوباما وطالب بإظهار الدعم. في غضون ساعة، كان له ما أراد .

"لو كان على اتصال كل وقت، فإن ذلك سيتعارض مع التأكيدات بأننا لن نملي نتيجة كل قرار في كل بلد"، وفقا لبنيامين. رودس، وهو من كبار مساعدي الأمن القومي. وأضاف: " الحد من التواصل يزيد من تأثير الرئيس على الأحداث" في الأحيان التي يتصل السيد أوباما بالهاتف .

ومع ذلك، لا زال هناك قلق في الإدارة بأنه في أي لحظة، يمكن أن تخرج الأحداث عن نطاق السيطرة، ويبقى الرئيس ومستشاروه يشكون في اعتقادهم بأن دعمهم في وقت مبكر للربيع العربي سيقف الغضب الشعبي الموجود منذ فترة طويلة تجاه الولايات المتحدة .

على سبيل المثال، قال السيد فيلتمان، مساعد وزير الخارجية السابق، "الحدث السياسي الذي أجده الأكثر إثارة للقلق هو الهجوم على السفارة في تونس". قام محتجون غاضبون بالتعدي على مقر البعثة الدبلوماسية الأمريكية هناك في الأسبوع الماضي - في بلد معروف سابقا بالاعتدال والعلمانية - على الرغم من دعم أوباما المبكر للحركة الديمقراطية هناك. واضاف "هذا حقا يهزني لأتساءل عن ما كنت أعتقد أنني أعرف ".


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus