اعتقال الأطباء من منازلهم... كالمجرمين الفارين من العدالة

2012-10-02 - 5:33 م


مرآة البحرين (خاص): لم تمض 24 ساعة على تأييد محكمة التمييز للحكم الصادر بحق الكادر الطبي، حتى ألقي القبض عليهم جميعاً، باعتقالهم من منازلهم في وقت مبكر من صباح اليوم وبشكل همجي، من أجل تنفيذ الأحكام الصادرة ضدهم بالسجن، وهي أحكام باتة غير قابلة للطعن. 

وعند الساعة 5:20 دقيقة فجر اليوم 2 أكتوبر/تشرين الأول 2012، رن جرس منزل الطبيب علي العكري بشكل متواصل، مصحوبا بطرقات متتالية على الباب. 3 أجياب شرطة وسيارة مدنية وباص "كوستر" مغلفة نوافذها بالرايبون وعدد من رجال الشرطة ومدنيون يقفون عند باب البيت مع إحضارية. 

فزعت ابنة العكري لغرفة والديها. استيقظ العكري وهم لتغيير ملابسه. في هذه الأثناء كان الطرق يتوالى على الباب والجرس، خرج العكري وطلب إمهاله فقط ليرتدي ملابسه، ابنه الصغير كان لا يزال نائماً، وكذلك ابنته الأخرى، لم يستطع توديعهم، وخرج كي لا يقتحموا المنزل، حيث تم إركابه في الجيب واقتياده إلى جهة غير معروفة حتى الآن. 

وتروي الدكتورة "فريدة الدلال" لمرآة البحرين ظروف الاعتقال وتقول "لم أترك أبنائي يذهبون للمدرسة اليوم، لم يتمكن والدهم من توديعهم حتى. كنا نتوقع الاعتقال في أي لحظة، لكننا تصورنا أن يتم الاتصال به وسيذهب من تلقاء نفسه، لم نتخيل أن يأتي كل هذا العدد للقبض عليه مثل مجرم فار من العدالة عند الفجر".

عند الساعة السابعة صباحاً، حوصر منزل الدكتور محمد أصغر بعدد من سيارات الأمن، ليقضي الفترة المتبقية له من الحكم، والتي مدتها أسبوع واحد!

عند الساعة الثامنة، كان غسان ضيف قد كتب تغريدته الأخيرة: نسألكم براءة الذمة. ارتدى ثيابه وتهيأ للاعتقال. ودع ابنه محمد قبل الذهاب للمدرسة. بكى محمد وهو يغادر: أعلم أني لن أراك حين أعود. دقائق ودق جرس الباب. 2 من أجياب الأمن يقفون في الخارج. خرج لهم سريعا، ولم يعد.

ابراهيم الدمستاني حاصرت قوات الأمن منزل والده في دمستان. لم يكن هناك. اتصل بنفسه بالأمن وقال لهم: سأسلم نفسي لمركز شرطة البديع. لم يقبلوا. قالوا له: نحن سنأتيك أينما كنت. بعث الدمستاني رسالة مرئية للناس عبر "فيديو" قصير قال فيه "نتشرف أن نكون أكباش فداء لهذا الشعب"، وذلك قبل إلقاء القبض عليه عند مدخل (جواد فوود جاردن) في باربار عند الساعة 9:50 دقيقة. كان معه في الباص كل من الدكتور علي العكري وغسان ضيف ومحمد أصغر الذين سبقوه. 

الممرضة ضياء ابراهيم، حاصرت قوات الأمن منزل والدها في المحرق عند الساعة السادسة صباحاً، كانت حينها قد خرجت لتوصيل أبنائها إلى المدرسة، وصلها الخبر، لم تعد البيت، ذهبت إلى مركز الشرطة مباشرة.  أما الدكتور سعيد السماهيجي فلم تحصل مرآة البحرين حتى الآن على تفاصيل اعتقاله.

الجدير بالذكر أن الأحكام النافذة ضد الكادر الطبي هي: علي العكري (5 سنوات)، ابراهيم الدمستاني (3 سنوات)، غسان ضيف وسعيد السماهيجي (سنة واحدة)، محمود أصغر(6 شهور)، ضياء إبراهيم (شهران).


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus