صدى ألمه وصرخاته تدوّي في «السلمانية»... «مشيمع الثاني» يلتحق بركب الشهداء

2012-10-02 - 6:12 ص


مرآة البحرين (خاص): بعد مفجر الثورة شهيد 14 فبراير 2011 الشهيد علي مشميع، قدمت قبل ساعات العائلة نفسها شهيدها الثاني، إذ التحق المعتقل محمد مشيمع بركب الشهداء بعد أكثر من عام من الإهمال الطبي الذي عاملته به إدارة السجون في وزارة الداخلية، وسيشيع إلى مثواه الأخير عصر اليوم في منطقة "الديه".

قضى محمد فجر اليوم الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول قبل أن يجف دم الشهيد الذي سبقه الشاب علي حسن نعمة الذي سقط في أربعينية الشهيد حسام الحداد، باتت قوافل الشهداء تتواصل بلا توقف في هذه الجزيرة المنسيّ أهلها.

محمد ذي الوسامة اللافتة بعينيه العسليتين، ذي الثلاثة والعشرين ربيعاً، متزوج وله ولد يبلغ من العمر نحو شهرين، عانى من "السكلر" الحاد وهو مرضه المزمن، ليقضي عليه الإهمال الكبير من السجن لحالته. كان مشيمع يرسل استغاثاته لمحاميه محسن العلوي، ولعائلته التي تقطعت قلوبهم وهم يرونه يذوي ويموت أمام عجز كامل عن إغاثته.

اللحظات الأخيرة لحياة الشهيد سجلها الصحفي حسين سبت الذي رآه قبل ساعات قليلة من استشهاده في مستشفى السلمانية، يقول حسين “البارحة كنا في زيارة للسلمانية.. سمعنا تأوهات الشاب محمد مشيمع في غرفته التي يحرسها رجلا أمن، دخلت عليه الوالدة وشقيقتي، كان الشاب مشيمع يرتجف من شدة المرض، كان يتأوه ويصرخ ويكرر: أريد أن أرى أمي قبل أن أموت، أرجوكم أحضروا أمي.. سوف أموت"

يضيف سبت "أخذت أمي رقم والد محمد، اتصلت به وأخبرته بالحال". ونشر سبت صورة التقطتها أخته للشهيد محمد قبل أن يفارق الحياة بساعات، وقال عبر حسابه في تويتر “كم كان قاسيا وصادما سماعي نبأ رحيله في الصباح الباكر.. إلى جنان الخلد يامحمد.. وعظم الله الأجر لأهلك وذويك”.

 
وشرح المحامي محسن العلوي حقيقة استشهاد محمد مشميع عبر ما كتبه على حسابه في تويتر "يامحمد قتلوك ومن قتلك كثيرون، ليس شخص واحد بشوزن أو طعنا، بل قتلوك ببطء، رغم أن الامور كانت واضحة لديهم" وأضاف "كان محمد مشميع يكلمني خفية بصوت مبحوح عليل، ويقول "سيد قل لهم يفرجون عني، أحتاج علاجاً خاصاً، إذا لم أحصل على علاج سأموت هنا".

يؤكد العلوي بحرقة "استشهد محمد بسبب قضاة محكمة السلامة الوطنية (محكمة عسكرية)، عندما حكموه لمدة سبع سنين بجريمة ثبت بمستند رسمي وقت وقوعها أنه يرقد بالمستشفى!" ويضيف "لقد استشهد محمدبسبب قاضي تنفيذ العقاب عندما رفض خطابين منا بالإفراج عنه رغم تقديم تقارير طبيبة تفيد خطورة وضعه!" ويردف "لقد استشهد محمد بسبب محكمة الاستئناف التي رفضت أكثر من 7 طلبات بالإفراج عنه رغم المستندات والتقارير الطبية!"

يتابع المحامي العلوي "لقد استشهد محمد مشيمع بسبب إهمال سجن جو ووزارة الصحة والنيابة العامة التي لم تؤدي واجبها في الإشراف على المسجونين" ، وكان العلوي قد كشف عن تلقيه "آخر مكالمة من الشهيد قبل خمسة أيام، إذ اتصل مشيمع، وأخبرني بأنه لا يتلقى العلاج وأن وضعه سيء، كما قال إنه سوف يرسل لي تقريراً جديداً، لكنه استشهد قبل ذلك".

وقال "بالأمس التقيت صدفة بوالد محمد، وأكد لي أن وضعه خطير، وقد زرناه وحاله لا يطمئن، قلت له انتظر تقريرا لأطلب الإفراج لعل وعسى!" يتحسر العلوي عندما يذكر "محكمة الاستئناف بررت رفضها الإفراج عن محمد، بأننا لم نقدم جديداً، ماذا تريدون؟ لدينا مستند يؤكد بانه يرقد في المستشفى وقت الجريمة!"

وقد أصدرت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية كبرى جمعيات المعارضة السياسية، بياناً نعت فيه الشهيد محمد مشميع ودعت المواطنين للمشاركة بقوة في تشييعه، وكذلك فعل ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير، وتيار الوفاء الإسلامي، الذين دعوا للمشاركة الحاشدة في التشييع وفاءاً للشهيد وتضحياته.




التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus