البحرين ساحة عمليات إسرائيلية ضد إيران... لماذا لم يتعلّم النظام من الأزمة الأوكرانية شيئاً؟
2022-03-11 - 8:20 ص
مرآة البحرين (خاص): منذ أن وقعت البحرين اتفاق التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، لوحظ هرولة النظام بشكل لم يسبق له مثيل لتوطيد العلاقات وبنائها بشكل سريع، فهم منه أن الأسرة الحاكمة في البحرين قررت بناء تحالف سريع ووثيق مع إسرائيل، ذات طابع عسكري/أمني لا لبس فيه.
وقعت البحرين منذ تطبيع العلاقات مع الكيان 38 اتفاقية وفق ما ذكر مؤخراً وكيل وزارة الخارجية عبدالله آل خليفة في لقاء جمعه بوزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، ولا يكاد يمر أسبوع إلا ويذاع فيه خبر تطبيعي متعلق بزيارة مسؤول إسرائيلي، أو وفد إسرائيلي (كما حدث مع وفد جامعة تل أبيب الذي زار جامعة البحرين مؤخراً للمشاركة في فعالية أكاديمية).
لكن البعد الأهم لاتفاق التطبيع، بالتأكيد يتعلق بالتعاون الأمني والاستخباراتي والعسكري، والذي لم تعد أهدافه مخفية وفق ما تذكر وسائل الإعلام الإسرائيلية وحتى وكالات الأنباء العالمية، لقد بات الجميع يتحدث أن هذه العلاقة المستجدة هدفها مواجهة إيران أولاً وأخيراً.
*أهم الخطوات التطبيعية ذات البعد الأمني والعسكري:
1- استقبلت المنامة لمرتين متتاليتين بشكل علني رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين (الزيارة الأولى 30 سبتمبر 2020، الزيارة الثانية 6 مايو 2021).
2- شاركت البحرين في مناورتين بحريتين مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة (المناورة الأولى نوفمبر 2021، المناورة الثانية فبراير 2022).
3- تولي ضابط إسرائيلي منصباً رسمياً في البحرين بشكل دائم (فبراير 2022).
4- زار رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت البحرين لتوقيع اتفاقات عسكرية عميقة وفق ما ذكرت وسائل إعلام (فبراير 2022).
5- زار وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس البحرين والتقى مسؤولين سياسيين وعسكريين بالإضافة لزيارة الأسطول الأمريكي الخامس (فبراير 2022).
6- وسائل إعلام إسرائيلية تقول إن البحرين وافقت على منح إسرائيل ميناءً بحرياً قبالة السواحل الإيرانية (فبراير 2022).
7- وكيل وزارة الخارجية البحريني يقول إن الموساد متواجد في البحرين بشكل رسمي (فبراير 2022).
8- رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي يصل البحرين (مارس 2022).
لقد شاهد العالم حشد روسيا لقواتها على الحدود مع أوكرانيا، وشاهد أيضاً كيف أن كل التهديدات الغربية والأمريكية لم توقف خطة روسيا العسكرية التي اجتاحت أوكرانيا وتحاول السيطرة عليها منذ حوالي أسبوعين.
لقد رأى العالم كيف أن روسيا قررت المضي قدماً في اجتياحها لأوكرانيا، متجاهلة كل العقوبات الاقتصادية القاسية التي أضرت اقتصادها الوطني، لأنها قررت أن أمنها بات مهدداً، وأنها لم تعد تستطيع السكوت على تهديد جدي وحقيقي بات يأتي من الجارة المحاذية لها.
والتدخل العسكري الروسي لم يحدث فجأة، لقد سبقته عشرات التصريحات للمسؤولين الروس عن خطورة انضمام أوكرانيا للناتو، وخطورة نصب صواريخ في أوكرانيا... الخ، وهذه التصريحات لم تكن وليدة اللحظة، أو صادرة قبل شهر أو شهرين، لقد استمرت روسيا في الحديث عن الخطر الأوكراني والتحذير منه منذ ما لا يقل عن 8 سنوات على أقل تقدير.
لا يمكن لأحد في البحرين الحديث عن حرب إيرانية، ولا يتمنى أي أحد أن يرى بلاده تتعرض لأي عمل عسكري من أي دولة كانت، إلا أن الأسرة الحاكمة لدينا باتت تلعب لعبة خطرة جداً، هي حولت البحرين إلى ساحة مواجهة متقدمة لإسرائيل مع إيران، والأخيرة حذرت ولازالت تحذر من الزيارات الإسرائيلية المتكررة والمتزايدة بشكل ملحوظ إلى البحرين.
إن الدول الكبيرة التي لديها أذرع ومصالح وتأثير في الإقليم أو العالم، بالتأكيد لا تسكت عن أي تهديد موجه لها، ولا يمكن لعاقل التفكير للحظة واحدة أن إيران لا تراقب ما يحدث في تلك الجزيرة الصغيرة المتاخمة على حدودها، وبات لزاماً على كل من له صلة بالنظام في البحرين أن يتحدث معهم بصراحة ويحذرهم من المضي قدماً في هذه المخططات التي قد توصلنا إلى ما لا نريد وما لا يحمد عقباه.
إن واجب الأسرة الحاكمة في البحرين أن تتعظ من درس أوكرانيا، وأن تنظر إلى ما حدث في أذربيجان أيضاً، هي عليها أن تعلم شيئاً في منتهي الوضوح، مفاده أن لا أحد مستعد للدفاع عنك في ساعة الحرب، وأن الأمور إن تدحرجت ووصلت إلى ذلك المكان لا سمح الله، فإن كل الأصدقاء الذين جلبهم البترودولار لن يقدموا أكثر من عقوبات اقتصادية ومقاطعة سياسية لا تسمن ولا تغني من جوع.