تشييع ملتهب للشهيد مشميع ينتهي بمواجهات ملحمية تهزّ البحرين

2012-10-03 - 5:16 م


مرآة البحرين (خاص): حظي الشهيد محمد مشيمع (23 عاماً) في موكب تشييعه قبل ساعات بحضور عشرات الآلاف من المواطنين. حماس مشوب بغضب مكتوم انفجر على شكل مواجهات ملحمية مع قوات المرتزقة الذين سدوا الطريق الذي يوصل الثوار الشباب بموقع دوار اللؤلؤة رمز ثورة 14 فبراير البحرينية.

وشاهد البحرينيون والد الشهيد وهو يعاين جسد ابنه، ويبكيه "لم تتهنَ بالزواج يا بني" طالبا من المواطنين زفاف ابنه شهيد السجون، إذ قضى بسبب الإهمال الشديد في علاجه من آلام مبرحة بسبب مرض السكلر الوراثي. 

بدأ تشييع الشهيد مشيمع بقرب مأتم الديه الكبير، وشق النعش طريقه فوق أكتاف المشيعين.قبل أن يستقر للصلاة الأخيرة عليه، أمّ السيد سعيد الوداعي المشيعين في صلاة الميت، ليوضع بعدها فوق سيارة تقدمت الحشود المهيبة، وانفجرت الهتافات الغاضبة: يسقط حمد.. يسقط حمد. كانت الحناجر تلتهب والقبضات تعلو في مشهد تحفه على الجانبين نسوةٌ باكيات بحرقة حزناً على فقد الشهيد. والد الشهيد كان في حالة نفسية شديدة التأثر، وكذلك أخوته وأخواته.

 الشهيد الذي أفرج عنه في وقت سابق، تزوج سريعاً ومضى سريعاً، فبعد شهرين من زواجه عاد للسجن بأمر محكمة الاستئناف التي حكمت عليه بسبع سنين، رزق محمد بطفل قبل أقل من شهرين، أسماه: مُنتظر. يبدو أنه كان يتأمل شيئا في الاسم، تمكن من رؤيته مرة واحدة فقط وهو على سرير المرض. صورة يتيمة له مع ابنه، ليفارق بعدها الدنيا شهيداً.

وصلت الجنازة بالقرب من تقاطع بلدة الديه، تمّ إنزال النعش على الأكتاف مجدداً والدخول به للمقبرة ليوضع الجثمان داخل قبر تجاوره قبور ثلاثة شهداء آخرين، أحدها   قريبه، مفجر ثورة 14 فبراير الشهيد علي مشيمع.

الشباب الغاضب كان يتطلع لناحية الشرق حيث يبعد موقع دوار اللؤلؤة مئات الأمتار، لكن جيوش المرتزقة كانت تسد الطريق، تقدم الشباب لتبدأ مواجهات ملحمية وثّقتها العدسات، مواجهات دلّت أن الوضع لم يعد يحتمل، وأن المدرعات التركية ورصاص الشوزن لم يعد يوقف أحداً ممن عاهدوا شهداء الحرية بالسير على دربهم.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus