أبعد من الحي اليهودي... الخطوة المقبلة تجنيس الإسرائيليين في البحرين!

صورة للكنيس اليهودي في المنامة - ارشيفية
صورة للكنيس اليهودي في المنامة - ارشيفية

2022-08-27 - 9:48 م

مرآة البحرين (خاص): لم تكن خطوة التطبيع البحرينية مع إسرائيل حين حصلت سوى تعبير عن بحث البحرين الجدي عن حليف لمواجهة إيران في المنطقة التي بدأت أمريكا تنسحب منها تدريجياً، لكن الأسرة الحاكمة ستستغل التطبيع للذهاب أبعد مما تصوره كثيرون.

كان لافتاً تصريح وكيل وزارة الخارجية البحرينية عبدالله بن أحمد آل خليفة في ندوة على هامش مؤتمر ميونخ للأمن (فبراير 2022) حين أعلن عن تواجد جهاز الموساد العملياتي في البحرين.

بعد أشهر من هذا التصريح، سنشاهد جميعاً كيف ستكثف حكومة البحرين جهودها نحو خلق تواجد يهودي في العاصمة المنامة، وسنسمع عن شراء لعقارات في المنامة ومحيطها عبر شركات عقارية لصالح يهود، وبعض هذه العقارات بقي أصحابها ممنوعون من التصرف بها تحت حجة وأخرى ولسنوات عديدة.

الواضح اليوم لدينا أن السلطات تعمل على خلق تواجد سكاني يهودي في العاصمة المنامة، ولأن الهدف الرئيسي تغيير هوية المنامة وطمس التواجد الشيعي، فإن الخطوة المقبلة ستكون على الأرجح تجنيس هؤلاء اليهود الذين سيكونون في معظمهم إسرائيليين أو يحملون الجنسية الإسرائيلية إلى جانب جنسية أخرى.

لكن ماذا سيعني تجنيس الإسرائيليين في البحرين؟

قبل حوالي عشرة أعوام ونيف، ومع اندلاع الاحتجاجات في البحرين، عانت البلاد من أزمات اقتصادية وسياسية وأمنية مستمرة، لذلك فإن الكثير من المتجنسين صاروا يفضلون البحث عن لقمة عيشهم بعيداً عن البحرين، وانتقل العشرات من المتجنسين إلى الإمارات العربية المتحدة، سلطنة عمان، قطر والكويت لافتتاح مشاريع تجارية مستغلين الامتيازات الممنوحة لمواطني دول مجلس التعاون، ولم يعد خافياً على أحد قضية اليمنيين المقيمين في السعودية الذين حصلوا على الجنسية البحرينية وعادوا للسعودية ينافسون المواطنين السعوديين في بعض المشاريع الصغيرة، وما ترتب على ذلك من أزمة تحولت إلى سياسية واستدعت زيارة من وزير الداخلية السعودي للبحرين آنذاك.

هذه الامتيازات بالطبع ستكون في نصب عيني أي إسرائيلي يسعى للحصول على الجنسية البحرينية، فهذه الجنسية ستمكنه من حرية التحرك والتملك وإقامة المشاريع التجارية وغيرها في معظم الدول العربية دون عوائق تذكر، والأخطر من ذلك فإن بعض الإسرائيليين الذين قد يتم تجنسيهم سيكونون موظفين في أجهزة أمنية مهمتها اختراق الدول الخليجية والعربية.

ما المانع أن ينتقل إسرائيلي بالجنسية البحرينية للعيش في السعودية أو الكويت وإقامة مشاريع تجارية تمول شبكات تجسس أو عمليات أمنية في هذه الدولة أو تلك؟ ما الذي يمنع إسرائيلي يحمل الجنسية البحرينية من الذهاب للبنان وهي دولة مواجهة مع إسرائيل، وتملكه للعقارات أو إقامته للمشاريع الوهمية وتشغيل شبكة عملاء لصالحه مستغلاً الجواز الأحمر؟ 

إن البحرين بخطواتها التي باتت أبعد بكثير من مسألة التطبيع، تضع الدول العربية بشكل عام في موقف صعب جداً، سيكون له ارتداداته الخطيرة، وعلى الدول العربية وأجهزتها الأمنية أن تكون يقظة في التعامل مع هذه التهديدات، فالأسرة الحاكمة في البحرين أعماها حقدها للشيعة، ومستعدة لعمل أي شيء لتحويلهم إلى أقلية أو القضاء عليهم إن أمكن، وإن كان ذلك عبر تمكين الإسرائيليين من اختراق الأقطار العربية كافة.