كيف رأى الراحل صائب عريقات مستقبل البحرين بعد التطبيع؟

الراحل صائب عريقات
الراحل صائب عريقات

2022-09-12 - 9:32 م

مرآة البحرين (خاص): السرعة التي يمشي بها الحكم في البحرين في إدخال النظام الصهيوني ورعاياه إلى كل مفاصل الوطن وشرايينه، سرعة انتحارية يكاد لا يصدقها من يتتبع المشهد البحريني كل يوم.
سرعة تقول إنه خيار نهائي للسلطة ولا عودة ولا تراجع عنه، خيار يشبه حال الحرب بعد إطلاق أول طلقة أو قذيفة، حيث يعرف الجميع بعدها أنه لا مجال للعودة، هذا بالضبط ما تفعله كل يوم أجهزة النظام في البحرين وكل مكائنه الأمنية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية وغيرها.
التأمل الدقيق لهذا الاندفاع، لا يصل في النهاية لنتيجة وسبب مقنع لكل هذه العمل لأجل إدخال "إسرائيل" وإحضارها بكل ما تمثله، سوى ما صرح به الراحل صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لوكالة رويترز في 15 سبتمبر 2020، حيث قدم عريقات ما يمكن القول بأنه الوصف الأدق، لما حدث حينما قال "إن الصفقتين الإماراتية والبحرينية كانتا في الحقيقة تتعلقان بالسلام مقابل الحماية وإن كوشنر خيّر البلدين بين التطبيع مع إسرائيل وفقدان الحماية الأمريكية".
إنها إذن مسألة وجود وحماية، هكذا يفهم النظام البحريني علاقته مع كيان الاحتلال، وهكذا فهم الراحل صائب عريقات مستقبل البحرين بعد التطبيع بأنها ستكون مجرد محمية اسرائيلية.
النظام بات مؤمنا أن وجوده وحمايته وبقاءه بات مرتبطا بإسرائيل مباشرة، وأن علاقته معها شرط من شروط الحياة والبقاء، لذا بات يعمل وفق خطة استثنائية تستحضر الحامي الجديد للبلاد وزرعه في البلاد زرعًا شاء من شاء وأبى من أبى من الشعب.
إنها عملية قسرية لزراعة نخاغ أمني وعسكري واقتصادي جديد يمتد من جسد كيان"إسرائيل" ويتغلغل داخل شرايين البحرين، ربما يمكن الجزم بأن هذا الأمر هو أخطر ما واجهته البلاد عبر تاريخها، إن هذه العملية هدفها سلخ البلاد واقتلاعها من هويتها الدينية والقومية والثقافية وكل ما تمثله الهوية من عناصر.
فها هي اللجنة اليهودية الأمريكية بكل ما تمثله من ثقل يهودي، تجول في داخل أروقة الحكومة وتزور ثلاث من أهم وزارتها : الداخلية، المالية، الخارجية. إنها أجندة عمل يتم تنفيذها كل يوم.
تتداعى كل هذه الأفكار أما المشاهد اليومية لنشاط السفير الصهيوني في البحرين الذي بات بمثابة المندوب السامي الجديد بالشراكة مع زميليه الأمريكي والبريطاني.
هذه أخطر لحظات الوطن، تأتي في ظل اقتراب مشروع جديد لتثبيت هذا الوضع وهو الانتخابات البرلمانية الجديدة التي لها هدف واحد، وهو ترسيخ الوجود الإسرائيلي في البلاد وزرع أعضاء غريبة فيه، وهنا يمكن السؤال لكل أهل البحرين، فما هي أولويات هذه المرحلة التي يعيشها البلد؟، هل هي الحالة المعيشية؟ أم الحقوقية؟ أم ملف التطبيع الذي أصبح يعني بقاء البحرين كما نعرفها؟، أم هي كل هذه الملفات دفعة واحدة؟