البحرين: ضحايا التعذيب يتقدمون بشكوى قانونية ضد الفورمولا 1

لويس هاميلتون لدى فوزه بسباق الجائزة الكبرى في البحرين في مارس 2022 (أرشيف)
لويس هاميلتون لدى فوزه بسباق الجائزة الكبرى في البحرين في مارس 2022 (أرشيف)

2022-10-28 - 5:07 م

مرآة البحرين (خاص):

قدمت نجاح يوسف وهاجر منصور، اللّتان تعرضتا للتّعذيب على خلفية احتجاجهما على سباق الجائزة الكبرى في البحرين، شكوى قانونية ضد الفورمولا 1 قالتا فيها إنّ الشركة انتهكت معايير حقوق الإنسان بعد أن تعهدت بالالتزام بها، وفقًا لما ذكره موقع ميدل إيست آي.

وأكدت الضحيتان، وكذلك معهد البحرين للحقوق والديمقراطية، ومقره المملكة المتحدة، وهو أيضًا طرف في الشكوى، أنّ الفورمولا 1 فشلت في الالتزام الواجب بحقوق الإنسان قبل أن تحصل البحرين على أطول عقد في تاريخ الشركة في شهر فبراير/شباط.

وقد قدمت الأطراف الثلاثة الشكوى يوم الأربعاء إلى نقطة الاتصال الوطنية للمملكة المتحدة (UK NCP)، وهي جزء من وزارة التجارة الدولية البريطانية، وتتولى الشكاوى ضد الشركات البريطانية الّتي تنتهك إرشادات المنظمة الحكومية الدولية للتعاون الاقتصادي والتنمية. وهي ستقرر ما إذا كانت ستحقق في هذه الادعاءات.

وأعربت نجاح يوسف، الّتي تعرضت للسجن والتعذيب لثلاثة أعوام على خلفية انتقاد الفورمولا 1 على وسائل التواصل الاجتماعي، في بيان يوم الخميس، عن "خيبة أملها" لعدم صدور أي ردة فعل عن الفورمولا 1.

وأضافت أنها "حياتي تغيرت للأبد بسبب هذا السباق. رؤية الفورمولا 1 تتجاهل رسائلي أمر مفجع. أحتاج لمساعدتهم للحصول على العدالة" مشيرة إلى أنه "يبدو أنهم يهتمون فقط بتحقيق الأرباح".

وتدعي أنّه على الرغم من محاولة الحكومة البحرينية استخدام حدث الجائزة الكبرى لـ "تلميع" صورة المملكة من خلال الرياضة، إلا أن هناك ازدياد في انتهاكات حقوق الإنسان من قبل السلطات عند إقامة السباق في كل عام.

من جانبها، قالت هاجر منصور في بيان إنها تخاطر على المستوى الشخصي بالمشاركة في تقديم هذه الشكوى. وأضافت أن "ابني يقضي حاليًا حكمًا تعسفيًا بالسجن على خلفية تهم مفبركة، ويعود ذلك جزئيًا إلى الرغبة بالانتقام من عمل صهره في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك التعامل مع الفورمولا 1".

ولفتت منصور إلى أن "فشلهم حتى الآن في الإقرار برسالتنا والرد عليها يمعن في أذيتنا وفي تجاهلهم لحقوق الإنسان".

وكانت إدارة الفورمولا 1 وضعت سياسة لحقوق الإنسان في أعقاب إجراءات قانونية مماثلة اتخذها مناصرو حقوق الإنسان في البحرين، غير أن مقدمي الشكوى يقولون إن الفورمولا 1 فشلت في تنفيذ تلك السياسة أو حتى الرد على رسائلهم.

ودانت اليوسف، وهي موظفة حكومية سابقة وأم لأربعة أطفال، وتقيم في البحرين، الفورمولا 1 والحكومة البحرينية في منشور لها على الفايسبوك في العام 2017 وصفت فيه الفورمولا 1 "بأنها ليست أكثر من وسيلة لعائلة آل خليفة لتلميع سجلهم الإجرامي وانتهاكاتهم الجسيمة لحقوق الإنسان" في إشارة منها إلى العائلة الحاكمة في البحرين.

وتعرضت اليوسف على خلفية هذا المنشور للاعتداءات والتعذيب والسجن لمدة ثلاثة أعوام، وتم الإفراج عنها فقط بعد صدور عفو ملكي في أغسطس/آب 2019 بعد أن مورست ضغوط دولية على البحرين.

كما اعتُقِلت هاجر منصور وعُذِّبَت وسُجِنَت على خلفية احتجاجاتها، ووُجِّهَت لها تهم بزرع عبوات زائفة. وقد نفت هذه التهم، ويعتقد مؤيدوها أنّ اعتقالها جاء انتقامًا من نشاطات صهرها، سيد أحمد الوداعي، وهو مدير المناصرة في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية. ويقضي ابنها سيد نزار الوداعي حكمًا بالسجن لمدة 11 عامًا، بعد أن اعتُقِل في عمر الثمانية عشر، ووُجِّهَت له التهمة ذاتها.

وأشار موقع ميدل إيست آي إلى أن كلًّا من إدارة الفورمولا 1 والسفارة البحرينية في لندن لم تستجيبا لطلبه التعليق.

ومن المقرر عقد سباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1 في مارس/آذار 2023.