منيرة فخرو: فات قطار الحوارات الشكلية فلا بد من حلّ يفضي إلى ملكية دستورية حقيقية

2012-10-07 - 7:52 ص


اختتمت في البحرين أمس (6 أكتوبر/ تشرين الأول 2012) أعمال مؤتمر "مؤتمر الشباب البحريني في الربيع العربي" الذي نظمه م مركز البحرين الشبابي التابع لجمعية «الوفاق»  بمشاركة شباب من مختلف الأطياف، فيما شهد نقاشاً للأوراق التي قدمت فيه وتناولت الوحدة الوطنية والمطالب الوطنية والإعلام ودور الشباب.

وكان من المفترض أن يشارك في المؤتمر عدد من الشباب والنشطاء من بلدان الربيع العربي لكن اللجنة المنظمة أشارت لمنع السلطات في البحرين لهم وعدم منحهم تأشيرات دخول.

وقال الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر إن «مافعله الربيع العربي أنه غير بعض هذا الايقاع، فبدل أن تعلن الثورة لن من سعد زغلول أو من كبار القيادات السياسية التونسية، نجد أنها أعلنت من أفكار ومواقع شبابية».

وقال «لأول مرة الشباب يكونون قادة التغيير وليسوا كما السابق مشاركين ووقودا، ولازالوا يصرون على ذلك، نجحوا في تونس ومصر ولازالوا في اليمن يمارسون دورهم القيادي والتغيير في الساحة» وفق تعبيره.

وأضاف مخاطباً الشباب العربي «التحدي الأكبر بعد التحدي الذي انجزتموه، أن تخرجوا إلى رحاب الوطن على حساب التقسيمات الأضيق بما فيها تقسيمات الدين، فكروا كمصريين وكتونسيين وبحرينيين ويمنيين فكروا بالإنسان كإنسان كريم بغض النظر عن دينه ولونه وجنسه ولغته، فكروا فيه كإنسان هو أساس الدولة التي تريدون إن تقيموها».

وتابع «دعوتي ليس فيها أي احتقار لأي دين او جنس أو عرق من الأعراق، كونوا منتمين لطوائفكم وأديانكم ولكن احترموا المصري أو الليبي أو التونسي كإنسان».

وأوضح «كما كنا نظن أن بعض الأنظمة قدرية علينا واستطعتم إسقاطها عليكم تجاوز هذه المرحلة التي تؤصل للتقسيمات والتحزبات».

من جهتها، قالت رئيسة اللجنة المركزية في جمعية العمل الوطني الديمقراطي «وعد» الدكتورة منيرة فخرو «أنتم يا شباب البحرين من بدأ الحركة المطلبية الإصلاحية في 14 فبراير/ شباط، بدأتموها بوسائل جيلكم العالم الافتراضي عبر التكنولوجيا الحديثة وطبقتموها على أرض الواقع حيث زحفتم إلى ميدان اللؤلؤة، تماماً كما حدث في أقطار عربية أخرى، وكان هدفكم الإصلاح وإحلال الدموقراطية في ربوع البحرين».

ورأت أن «الوحدة الوطنية صمام أمان قوتنا وصحة مطالبنا العادلة، وهنا يأتي دور الشباب الواعي المؤمن بقضيته الوطنية، حيث يحاول البعض أن يحول جوهر الصراع السياسي والدستوري والحقوقي والمطلبي«، معتبرة أن «رسالتكم السامية تتمثل في الوعي ثم الوعي في عدم الإنجرار وراء هدفهم».

وأكدت على أن «المجتمع الدولي المتعاطف مع حراك الشعب البحريني والمقتنع بالمطالب المرفوعة من قبل المعارضة، والضغوطات الكبرى على حكومة البحرين من المنظمات الحقوقية (...) سببها الرئيس سلمية النضال، فسر قوة انتفاضتكم و ديمومتها واستمرار صمودها هو سلمية الوسائل التي من خلالها سوف يزداد التعاطف محليا وعربيا ودوليا، وتأتي مهمتكم أيها الشابات والشباب في إصراركم في التمسك بالسلمية».

وتابعت «نحن لا نسعى للحوار الشكلي فقد فات قطار الحوار منذ صيف 2011 حينما عملت الحكومة حوارا شكليا تمثلت فيه المعارضة ب25 شخص من 300 وضاعت الأفكار والرؤى في خضم كثرة الموضوعات، وربما كان يراد لذلك الحوار أن يفشل، وأن تبقى البحرين في وضعها الحالي».

وقالت فخرو إن «أي حوار أو تفاوض مع النظام يجب أن يكون مبنياً على خمس قواعد، أولها المبادئ السبع لولي العهد الذي تم الإتفاق فيها مع المعارضة، وثانيا توصيات جنيف وثالثا توصيات بسيوني الذي أقرها الملك، رابعاً ميثاق العمل الوطني الذي حاز على إجماع وطني والذي يشمل على تحول البحرين لملكية دستورية حقيقية، خامساً وثيقة المنامة التي أطلقتها قوى المعارضة الخمس والتي تشتمل على المبادئ الأربعة السابقة وأهمها إعادة صياغة الدستور في البحرين ليصبح عقديا وأن يكون الشعب مصدر السلطات بشكل حقيقي والقضاء العادل والأمن للجميع ووقف التجنيس السياسي والتمييز الطائفي وتنفيذ مبادئ العدالة الإنتقالية على أسس ومعايير عالمية».

من جانبه، قال الناطق باسم اللجنة المنظمة لمؤتمر الشباب البحريني في الربيع العربي محمد فخراوي إن «استراتيجية الحكومة للشباب فللاسف تحولت إلى استراتيجية القتل والفتك، فقد فشلت في تحقيق أهدافها في الوقت الذي نجحت في سرقة أبنائنا من أمهاتهم وقتلهم».

وأوضح «إن البرلمان الشبابي معني بمناقشة هموم الشباب ووضع خطط تهم الشباب ولكن للأسف تحول إلى سجن كبير فقد زج الشباب في السجن».

ولفت إلى أنه «كان من المفترض أن يكون معنا مشاركون من خارج البحرين في المؤتمر ولكن أبت السلطات السماح لهم».

وقدم الرئيس السابق لمركز البحرين الشبابي في «الوفاق» حبيب المرزوق ورقة عن الإصلاح السياسي، تطرق فيها لعدة عناوين منها مفهوم الدولة ومكوناتها وأنواع نظم الحكم السياسية، ومبادئ الديمقراطية والعقد الاجتماعي وأنواعها وركائزها الاساسية.

وأشار المرزوق إلى مظاهر الإخلال بالعقد الاجتماعي والديمقراطية في البحرين، كما تناول نبذة تاريخية عن النضال في البحرين من أجل الاصلاح السياسي.

بدوره، رأى عضو المكتب الشبابي بجمعية وعد عمار سيادي أن «المشروع التدميري بتجنيس أكثر من خمسين ألف فرد لا يعبر عن رعاية للمصلحة الوطنية بل هي أبلغ رسالة للأستبداد«، مشيراً إلى أن «الشعب البحريني لن يسمح لأي جهة أن تعبث بهويته الوطنية التي تميزت بالطيبة و التكاتف و التعايش بين مكوناته».

وأوضح «سياسة التجنيس العشوائي خارج إطار القانون مرفوضة، فالعبث بالتركيبة السكانية خيانة لمكتسبات هذا الوطن».

وتساءل «هل يشكل التمييز رافد يصب في صالح التباعد المجتمعي وخلق كنتونات طائفية؟»، لافتاً إلى أن «المقصود بالتمييز ليس فقط على مستوى الطوائف فقط وإنما ما يتشبع به المجتمع من تمييز على كافة المستويات كالتمييز الوظيفي والتمييز الاجتماعي الذي تغذيه روح التمييز القبلي».

وأضاف «المطلوب اليوم هو أن نستلهم من تاريخنا الوطني وحضارتنا الإنسانية كل العبر التي تؤدي بنا إلى وضع لبنات جديدة تبنى على أساس ذلك المخزون التاريخي و رص الصف وتوحيد نسيجنا الاجتماعي».

ورأى سيادي أن ذلك لن يأتي «إلا عبر تكريس الثقافة المجتمعية الجامعة لكل مكونات الوطن، وإرساء مبادئ العدالة الأجتماعية ومحاربة الفساد بكل أنواعه و نبذ الطائفية وإقرار قوانين تجرم التمييز بشتى أشكاله، وإرساء مبدأ المواطنة الحقة كأساس في التعامل على كافة الأصعدة لنخرج بذلك من عنق الطائفية الى المواطنة المتساوية في الحقوق و الواجبات». 

وقال «تلك الإرادة ليست فقط صناعة مجتمعية بل على النظام السياسي أن يعتمد ذلك منهجاً في أساس الحكم».

من جانبها، قالت الصحفية أماني المسقطي في ورقتها حول دور الإعلام أن الجميع إن «هناك تقرير سنوي صدر عن منظمة مراسلون بلا حدود وصنف الدول حسب حرية الصحف، وخص الثورات العربية في دول الربيع»، مضيفة «في التقرير اتضح أن تونس بعد الثورة تقدمت إلى المرتبة 134 على مستوى العالم وهي أكثر دولة في العالم تقدمت في الصحافة، وعلى النقيض خسرت البحرين نقاطها وكان من أكثر الدول قمعاً للصحافة بلا هوادة وتزايدت فيها انتهاكات الصحفيين».

وتابعت «في مصر التي تفرض نفسها كموقع سياسي إقليمي،كان القمع بشكل كبير للإعلام وتشفير للقنوات ووسائل البث وقطع الإنترنت والهواتف المحمولة، وقد قام النظام المصري بقطع الانترنت والشبكات في 27 يناير / كانون الثاني 2011، وبعد ذلك اتخذ النظام اسلوباً جديدأ بتسهيل الدخول للإنترنت لتعقب المعارضين».

وأردفت «في البحرين، كان هناك نمو في 13 فبراير/ شباط لاستخدام وسائل التواصل نظراً لتسارع الأحداث، وتزامن ذلك مع تدشين حساب الداخلية على تويتر، كما في السيناريو المصري، حيث سعى النظام لدخول الساحة الإلكترونية».

وقالت المسقطي «في 14 فبراير/ شباط تنامى استخدام الحسابات البحرينية، وتسارعت وزادت بنسبة 80% في 15 مع سقوط الشهيد الثاني فاضل متروك، وخطاب الملك في الثالثة عصراً، ومع نزول المعتصمين للدوار وبث التغطية عبر التلفزيون، تزايد النشاط فيما بعد بسبب الاعتصام».

وأشارت إلى أن «صحافة المواطن» هي «مصطلح علمي حيث بدأ المواطن بنقل ما يجري من أخبار وقد تبين للجميع أن الصحفي ليس من اللازم أن يكون عاملاً في صحيفة أو تلفزيون أو راديو، فالجميع ممكن أن يكون صحفياً».

ورأت «اليوم يجب أن تواكب الصحافة الاعتيادية صحافة المواطن، ويجب على كل فرد أن يمارس دوره في نقل الأحداث فقد كان لذلك أثر كبير على المواقف الدولية».

وقالت عضو الأمانة العامة بجمعية «الوفاق» بشرى الهندي في ورقتها حول تجربة "الشباب البحريني في الربيع العربي": «كان من المفترض أن أشارك في فقرة مع مشاركين من دول الربيع العربي ولكن السلطات أبت إلا أن تقطع الاتصال عبر سكايب».

وأضافت «إحصائياً في البحرين هناك أكثر 160 ألف شاب، من أصل ما تجاوز 500 ألف مواطن بحريني»، مشيرة إلى أن «الثقافة السياسية تطورت لدى  الشباب، هو من شارك في توثيق الثورة وتقرير بسيوني أشار إلى جهود الشباب وتوثيقهم وكل حراك حقوقي هو نتاج حركة الشباب».

إلى ذلك، قال البيان الختامي للمؤتمر «كان لنا أمل بمشاركة وفود شبابية فاعلة من دول الربيع العربي لتبادل التجارب في الحراك الشعبي، و لكن الجهات الرسمية منعت تواجدهم بيننا».

وأكد على ضرورة «أن يكون للشباب دور واضح وعملي في صناعة القرار السياسي لأي مرحلة قادمة في الدولة والأحزاب السياسية، لأنهم وقود هذا الحراك و عماده، و قد أثبتوا أنهم أهلا للمشاركة في صناعة القرار السياسي».

وشجب  البيان «الحكم الجائر على الطلبة المعتقلين»، داعياً إلى «الإفراج عنهم و ضمان مستقبلهم الدراسي، وكذلك الإفراج الفوري عن جميع الأطفال والشباب المعتقلين لأسباب سياسية و إرجاعهم إلى مقاعدهم الدراسية في المدارس و الجامعات».

ورأى المشاركون أن «النظام قد فشل فشلا ذريعا في تطبيق مايسمى الإستراتيجية الوطنية للشباب في حين أنهم نجح بامتياز في تطبيق الإستراتيجية القمعية».

وأكد البيان الختامي للمؤتمر على «اللحمة الوطنية التي اشتهرت بها البحرين في التسامح بين أبنائها من جميع الطوائف و الأديان».

 

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus