كلمة حق في بابا الفاتيكان

2022-11-07 - 8:51 م

مرآة البحرين (خاص): غادر الحبر الأعظم للكنيسة الكاثوليكية سيد الفاتيكان البابا فرانسيس البحرين يوم الأحد من مطار قاعدة الصخير الجوية، لكنه دخل تاريخها للأبد.
غادر البلاد بعد زيارة استغرقت أربعة أيام استضافته فيها السلطة، لكنه للأمانة وللتاريخ لم يلطّخ رداءه البابوي بخطايا ملك البحرين ونظامه، بل كان ضيفا كريما، وكان ناصحا أمينا، قال كلاما في العلن وقال كلاما في السر.
كان كلامه في العلن واضحا في الدعوة إلى إعادة التزام النظام بالأسس الدستورية، حيث رفع صوته داعما تعزيز المساواة في الحقوق وضمان الاحترام والاهتمام بجميع الذين يشعرون بأنهم على هامش المجتمع كالسجناء، مطالباً بالتخلي عن عقوبة الإعدام وضمان حقوق الإنسان الأساسية لجميع المواطنين. كان هذا في العلن.
أما في في السر فقد قال كلام الناصح الشفيق، حيث تحدث مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وكذلك نجله ولي العهد رئيس الوزراء سلمان بن حمد، كل منهما على حدة، عن ضرورة طي صفحة أزمة 2011.
مع ولي العهد توقف عند أحداث العام 2011 وما أعقبها من تداعيات وإجراءات قامت بها السلطة في البحرين داعياً الى بذل المزيد من الخطوات العملية لتجاوز كل ما أفرزته الأحداث وطي صفحة العام 2011 وضرورة تجاوز كل تداعيات تلك الأزمة السياسية والحقوقية والأمنية.
شرح البابا لولي العهد ضرورة أن يشعر البحرينيون بالأمن والطمأنينة والحياة الكريمة لكل أفراد الشعب على حدٍ سواء. كما تحدث عن ضرورة وقف التمييز المذهبي والعدالة والإنصاف على كل المستويات مشيرا بشكل تفصيلي إلى ملف السجناء والمنفيين وملف المحكومين بالإعدام، وداعيا إلى ضرورة العمل على حلحلة هذه الملفات بما يُشعر المواطنين بالأمن والاطمئنان.
يضاف إلى هذا حديثه المباشر مع الملك والذي كان أكثر وضوحاً وصراحة وعمقاً فيما يتعلق بالأزمة القائمة بين الحكم والشعب.
إن ما قام به بابا الفاتيكان هو عمل نبيل لا يقوم به إلا أصحاب النفوس الكبيرة، لم ينظر البابا إلى اختلاف معتقده عن معتقد المظلومين في هذه البلاد، ولم ينظر لهذه الزيارة كفرصة للمغانم كما تصرف بعض المدعوين، بل كان على قدر المسؤولية التاريخية له كمرجعية مسيحية كبرى، قال كلمة باللطف وبالرفق وغادر دون أن يغادر ذاكرة البحرينيين الذي سيظلون يقدرون له هذا الموقف الإنساني النبيل، حتى لو لم يستمع النظام للنصيحة.