مرآة البحرين: قال نائب أمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ الديهي، إن النظام أغرق البحرين في متاهات معيشية مجحفة أرهقت الناس، ولا مخرج منها إلّا بمشروع سياسيّ جاد لا ديكوري اعلاميّ يهدر أموال الناس بعد فشل هذا النهج.
جاء ذلك خلال لقاء تلفزيوني أجراه الشيخ الديهي مع قناة اللؤلؤة مساء أمس 10 نوفمبر 2022.
ورأى نائب أمين عام الوفاق بأنّ "البحرين تعيش في حالة طوارئ وتراجع مخيف على المستوى الأمني والسياسي والاجتماعي والحقوقي. منذ ٢٠١١، تحولت البلاد إلى سجن كبير وفشل ما سمي بالمشروع الاصلاحيّ".
وعن زيارة بابا الفاتيكان قال "واكبنا زيارة البابا منذ الإعلان عنها لإيصال حقيقة ما يجري، وأوصلنا رسالة من داخل السجن للشيخ علي سلمان حول انتهاكات النظام، اضافة إلى تقارير حقوقية عدة نتج عنها الدعوات الايجابيّة التي أطلقها البابا، ونتمنى أن يستجيب النظام لدعوات البابا رغم إثبات التجارب بأن النظام مصرّ على التعميّة على انتهاكاته".
وعن دعوة شيخ الأزهر علماء الشيعة للحوار، رد الديهي "نرحب بدعوة شيخ الأزهر لتوحيد الصفّ الاسلاميّ ونعتقد بأنها جاءت ردًّا على غياب المرجعيات الشّيعيّة عن المنتدى، وهو مطلب محمود يجب تلبيته والاستجابة له".
وعن تفاعل الأمين العام الشيخ علي سلمان المسجون مع دعوة شيخ الأزهر، قال "سماحة الشيخ علي سلمان يتابع التطورات اولًا بأول وقد ثمّن ورحب بدعوة شيخ الأزهر للحوار انسجامًا مع منهجه المعروف المؤمن بالحوار ونبذ الفرقة".
وأضاف " نؤكد بأن لا خلاف طائفي في البحرين إنمّا هذه حجة اصطنعها النظام بنفسه؛ شعب البحرين عاش لسنوات في وئام وسلام وأفشل -بحكمة- كل محاولات تأجيج الفتنة. الخلاف في البحرين سياسيّ بحت يكابد تبعاته السّنة قبل الشّيعة".
موضحًا "الأزمات القائمة كالتجنيس السياسيّ انعكست سلبًا على اخوتنا السنة قبل الشيعة ناهيك عن الفقر والتمييز والمحاصصة".
وشدّد على أنّ "مشهد المجنسين الذي كانوا يقترعون في باكستان مرعب، وهو جريمة تهدد الأمن المجتمعي والثقافي والقيميّ، والمتضرر منها هم اخوتنا السّنة قبل الشيعة".
وأكد أن "المعارضة بجهودها المتواضعة والمخلصة أفشلت -اعلاميًّا ودبلوماسيًّا- النظام الذي امتهن اصطناع الأزمات والعداوات".
مشيرًآ إلى أنّ "توصيات الاستعراض الدوري الشامل انتقدت الواقع الحقوقي واستمرار اعتقال عشرات الآلاف، واقع البحرين اليوم أسوء مما كان عليه إبان حقبة "قانون أمن الدولة".
وفي إجابة له حول مشاركة الوفاق سباقا في البرلمان وانسحابها منه فيما بعد، أوضح الشيخ الديهي " شاركنا في انتخابات ٢٠٠٦ و٢٠١٠ سعيًّا منّا للإصلاح والتغيير لكن النظام نكث بوعوده في ٢٠١١ عبر القتل خارج إطار القانون، هدم المساجد، هتك الحرمات وغيرها من التجاوزات التي وثقها تقرير بسيوني، وقد خرجنا من البرلمان في ٢٠١١ لأن الوفاق لا تقبل أن تكون شاهد زور على جرائم النظام التي تشرعنها مؤسساته وكي لا نشارك في ترسيخ الظلم".
وأوضح "من أسباب مقاطعة انتخابات البحرين استفراد النظام بالثروة وتعديه على مبدأ "الشعب مصدر السلطات" فضلًا عن التمييز الذي يطال كل بحريني والتجنيس غير القانونيّ".
وواصل "من أسباب المقاطعة مشكلة سلب الأراضي والسواحل التي عملنا أثناء وجود في البرلمان على مواجهتها، وكذلك تردي الخدمات والفقر وأزمة الإسكان في بلد يفترض أن يكون نفطيًّا".
وبيّن أنّ "ما يريده النظام هو سلب شعب البحرين لإرادته الشّعبيّة وحقّه بالرقابة والتشريع وهذه الانتخابات ستفرز مجلس ديكوريّ يصفق للسلطة العليّا".
وأكّد "من المعيب أن نعبر على دماء شهدائنا وأصفاد معتقلينا وتاريخهم ونضالهم لندخل إلى برلمان يطمس القضية الفلسطينية".
وختم "رسالتنا إلى الأحبة في البحرين، ضعوا مصلحة الوطن نصب أعينكم، المشاركة توقيع على المزيد من الاضطهاد فلا تشاركوا في ضياع مستقبل أبنائكم".