آية الله قاسم حاثًّا المواطنين على مقاطعة انتخابات 2022 ومحذّرًا: غداً في دورة أخرى سيصوّت "الإسرائيلي" المُجنّس في البحرين

2022-11-11 - 9:00 م

مرآة البحرين: حثّ آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم أبناء الشعب على مقاطعة الانتخابات النيابية والبلدية، وقال في كلمة مصوّرة بثتها قناة اللؤلؤة، إنّ "المشاركة في هذه الانتخابات توقيعٌ على بقاء الوضع السيء الذي يصرخ منه الآن الكُلّ -شعب البحرين الآن يستصرخ ويستغيث من سوء ما عليه أوضاعه-، المشاركة في الانتخاب والترشُّح تعني توقيع على بقاء هذا الوضع، لا بل على زيادته سوءً، وأيضاً توقيع على التطبيع القائم وتوسعة رقعته وامتداد مداه وتركّزه وتعمّقه واستفحاله خطراً وكارثة".
وأضاف مخاطبا من قد يذهبون للتصويت "أنت الآن في البحرين وأنت تنتخب تبارك الانتخاب في إسرائيل، وفي غير إسرائيل ممّن يُجنّسون ضدّك، هناك مجنّسون يوقّعون في بلدان أخرى غير إسرائيل، هؤلاء يشاركون لصالحك أو لصالح السلطة التنفيذية؟ أنت توقيعك هنا يُعطي تأييداً لتوقيعهم هناك، موافقة على أنَّ هذا التوقيع صحيح، وعلى أنّ هؤلاء لهم أن يقودوا البحرين إلى المصير الذي يريدونه، وهو المصير الذي تريده السلطة التنفيذية".
مردفًا "اليوم الذين يصوّتون في إسرائيل هُم من البحرين، غداً في دورة أخرى سيصوّت الإسرائيلي المُجنّس للمجلس النيابي في البحرين، وتوقيعك يفتح الباب لهذا".
وسأل آية الله قاسم "ماذا يتحتّم على الناخب الذي لم يَبِعْ نفسه؟"، مجيباً "هناك ناخبٌ بائعٌ لنفسه، طالبٌ للدنيا، وهناك ناخبٌ غير ذلك، يريد مصلحته ومصلحة شعبه، ويفكّر بدرجةٍ وأخرى في قيمة دينه، وفي أخلاقيّة إنسان بلده، وفي الوئام الاجتماعي الذي يحتاج إليه- هذا الناخب ماذا عليه؟ وكذلك المترشّح الذي همّه دينه ومصلحة شعبه ووطنه؟ عليه أن يسأل نفسه -هذا وذاك-، ماذا أعطى المجلس النيابي المنتهية ولايته؟ وهو أقلُّ خسّةً من المجلس النيابي الآتي، وما هي مواقفه مع الشعب؟ ألم يكُن الرأي التابع لرأي السلطة التنفيذية؟ ألم يكُن اليد المبايعة للسلطة التنفيذية؟ ألم يكُن يتحسّس أين رضا السلطة حتى يناله؟ هذا بالنسبة للمجلس النيابي المنتهية نيابته، المجلس الآتي صُمم بصورة توصلنا إلى مجلسٍ نيابي أقلّ قيمة، وأهبط مستوى من ناحية فكرية، وأبعد عن الإخلاص ما استطاعوا أن ينجحوا في هذا الأمر".
وتابع "قُلْ أنَّ مُخلصاً في المجلس النيابي القادم، خمسة، عشرة، عشرين، قالوا كلمةً كفوءة وحقّانيّة ومُخلصة، ماذا تملك من النفاذ هذه الكلمة؟ أترتقب أن تكون هناك أغلبيّة للصوت الحقّاني في المجلس؟ لا، هذا مقطوعٌ بعدمه، ولو من باب الجدل فقط، حصلت أغلبية -ومستحيلٌ هذا- فإنّ وراء قرار للمجلس النيابي قرار مجلس الشورى المُعيّن، وهو الحاكم.
ماذا يرتقب الناخب -مَن يُفكّر في المشاركة في الانتخاب- من خيرٍ لوطنه، لشعبه، لدينه، لعزّته، لكرامته، لخير أولاده اليوم وغداً، لخير قبيلته، وخير كلّ أحبّائه؟".
وأكّد "قد تكون أيُّها المترشّح للمجلس على خير نيّة، ولكنّك من ناحية الواقع ستكون نصيراً للباطل، لأنّ نيّتك لا تنفذ ومشاركتك تعني الإعانة على الظلم، أنت بمشاركتك معيناً على الظلم، أمّا بنيّتك فنيّتك عاطلة لا فاعليّة لها، فبأيّ وجهٍ تدخل إذا كنت تحمل إخلاصاً، وتحمل غيرةٍ على شعبك ووطنك ودينك؟".
تُقاطع، تُعطي درساً للحكومة بأنّ كلّ خططكِ هذه المضادّة للشعب لن يكون لها أثراً ما دام الشعب على هذا الوعي، وحتى تُفضح هذه الانتخابات وأنّها إرادة مفروضة على هذا الشعب، وما دامت إرادة الشعب مغيّبة فلن يكون الشعب إلاّ عدوّاً لوضع الظلم، لوضع الاضطهاد، وضع السيطرة التي لا حدود لها.
وتساءل "كم هُمْ الآن الذين يدعون للمقاطعة؟ أعطني العدد الذي تريده، الذي تُقدِّره، ولكنْ بكلِّ تأكيد، لو أُعطيَت الحريّة لكلمة الحقّ لَبَلَغَ المُحذِّرون من مثل هذه الانتخابات، المُنادون بالمقاطعة، لَبَلَغوا المئات بل الألوف، من كُتّاب الداخل، من آراء الداخل وآراء الخارج".
وختم بالقول "يوم السبت هو يوم حزنٍ لشعب البحرين لا يوم فرح، نعم يُمكن أن يفرح لو قاطع الانتخابات".