صدى صرخات الجرحى... من يسمع

2012-10-08 - 9:39 ص


زهراء أحمد *

هناك، خلفَ النّوافذِ المُغلَقة، وفي أرصِفَة الشّوارعِ البائسَة، وعلى أذرعِ القُرى، يتساقَطونَ الواحد تلوَ الآخر بشتّى أنواعِ الطّلَقاتْ، بل قُل بأبشعِ أنواعِ الاستِهدافْ. بين قتلٍ متعمَّدٍ واعتقالٍ مجنونٍ وضربٍ حتى الموت، وبينَ أزيزِ الرّصاصِ الذي يخترقُ أجسادَهم العاريَةَ بعنجهيّةِ السلطة. ثمّ يُنقَلون إلى البيوتِ السّاكنةِ إلا من أوجاعِهم، ليُعالجوا بأبسطِ الأدواتِ سراً وخوفاً من الاعتِقال.

وتغمَضُ العيونُ عن جراحاتِهم ويظلُّ الألمُ معلَّقاً على جدرانِ القدَر.

أما البعضُ فلم يفتَح أذنَه يوماً لتخترقَ صرخةُ شابٍّ معذَّبٍ مسامعَه، بل لم يفكّر حتى أن يسمَعْ!

وتَرانا نتنقَّل بين مسيرةٍ وتجمُّعٍ ونقلٍ للأخبارِ والأحداث في مواقعِ التواصلِ وغيرها، وهم في متعتهِم يلعبون، كمَن يغرِّدُ خارجَ السّربِ أو لا يغرّدُ أصلاً!

ويحقُّ لنا أن نتساءل عن حقيقةِ هؤلاء ومواقعَهم في الثورة. فحينَ تعتَقَلُ الآلافُ وتُقتلُ المئات ويُشرَّدُ الكثيرون فلا حيادَ في المواقف، فإمّا أن تسجّلَ موقفكَ المشرِّفَ وتخرجَ مطالباً بحقوقِ الشعبِ، أو تجلسَ في بيتِك خائباً متقاعساً جبناً وخوفاً لتُطرَدَ من سماء الإنسانيَّة هارباً تختبئُ خلفَ الجُدران.

ثمّ أنّى لنا أن نهدأَ ونحنُ نرى دماءَ الشّبابِ تتناثرُ على ربوعِ القُرى وفي الشوارِعْ!

أما الغافلونَ عمّا يحدثُ للشعب، والمنشغِلونَ في الأسواقِ والمتنزّهاتِ وتجهيزاتِ الحفلاتِ والأعياد، فهم يسطّرونَ ذُلَّ مواقفِهم وخذلانَ تحرّكاتِهم على جسَدِ التأريخ.
وسيكتبُ الدّهرُ يوماً جراحَ الشبابِ ووجعَ شعبٍ سينتصِر، فأيّ صمتٍ سيتوسّدون؟ وإلى أيِّ هامشٍ سينتَمون!

* كاتبة من البحرين
Twitter: @zah_AH
_____________

التعليقات والردود التي تنشر تعبر عن رأي أصحابها، ولا تعبر عن رأي "مرآة البحرين" بالضرورة. نستقبلها على البريد التالي: editor@bahrainmirror.com
 

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus