أوراق 2022: الحي اليهودي وشراء عقارات المنامة داخل اهتمامات الرأي العام واحتفال "الحانوكا" يعيد المظاهرات للعاصمة

خارطة سياحية جديدة للمنامة تخلو من أي معلم شيعي (2022)
خارطة سياحية جديدة للمنامة تخلو من أي معلم شيعي (2022)

2022-12-30 - 7:17 م

مرآة البحرين (أوراق 2022): أبرز الملفات التي تصدرت المشهد خلال العام 2022 هو ما رشح في شهر أغسطس عن وجود مخطط حكومي لبناء "حي يهودي" في العاصمة المنامة في إطار اتفاقيات التطبيع المتسارعة. وأشارت المعلومات إلى وجود خارطة سياحية جديدة تستهدف تحويل 40 % من أحياء المدينة القديمة إلى مسارات ومبان ورموز يهودية تبدأ من باب البحرين عبر شارع المتنبي حتى الكنيس اليهودي.

وأظهرت الخارطة السياحية الجديدة  للمنامة التي تم تعليقها عند مدخل باب البحرين والتي مثلت فعلياً أوائل القرارات التي اعتمدها رئيس هيئة الثقافة الجديد الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة العديد من المعالم الثقافية والدينيّة مثل الكنيس اليهودي والمعبد الهندوسي "كريشنا" وكنيس البحرين وجامع المهزع وجامع الفاضل فضلاً عن محلات الذهب والمطاعم لكن من دون الإشارة إلى أيّ معلم شيعي واحد بما في ذلك معالم بالغة القدم مثل مسجد الخواجة الذي يعود تاريخ بنائه إلى العام 1599.

وفي إطار هذا المخطط فقد افتتح فندق "ميرشانت هاوس" Merchant House الذي تمّ تطويره مؤخراً في العاصمة المنامة بالقرب من "مقهى حاجي الشعبي" الشهير ليشكّل منطلق ما يعرف بالأحياء والممرّات اليهودية. صمم الفندق بشكل يحاكي فن العمارة عند أعضاء الجماعات اليهودية. كما علقت على جدرانه لافتات باللغة العبرية فضلاً عن العديد من اللوحات التي تحكي ملامح من التاريخ اليهودي مع خلفية موسيقية مكرّسة لإبراز التلاوات والأغاني الدينية اليهودية. 

وفي سياق متصل فقد تم الكشف عن مساعٍ يقوم بها يهود لاستملاك أراض وبيوتات آيلة في المنامة بمبالغ خياليّة. وتمكنت "مرآة البحرين" من التحقق من قصة واحدة على الأقل لمواطن عانى بشدّة من تدخل الحكومة في بيع أرض خربة كان يمتلكها. وسمح له فقط ببيعها حين تقدّمت لشرائها شخصية يهودية عبر عرض مبلغ خيالي.  

ومما أفيد في هذا الصدد هو أن عمليات الشراء تتم من طريق شركات عقارية بحرينية معروفة ومن ثم يتم نقل ملكيتها للمشتري الحقيقي وليس من طريق شخصيات يهودية بشكل مباشر. وهو الأمر الذي يعقّد من عمليّة تتبع هذه العمليات.

وتعليقاً على ذلك رأى آية الله الشيخ عيسى قاسم إن الحي اليهودي الذي تعتزم الحكومة في البحرين إنشاءه على أرض المنامة " اِستبدالٌ عن الهُويَّةِ الوطنيّةِ الإسلاميّةِ والعربيّة". وأضاف في بيان «و(هو) مـسخٌ لتاريخ الوطن، ومحوٌ للشواهد الدالّة على أصالة المواطنين الأصليّين، وفتحٌ لباب الاحتلال الإسرائيلي بتواطؤ من السياسة المحليّة». وأكد في بيان آخر على حرمة بيع المنازل أو الأراضي في الإطار المذكور.

أما رئيس مجلس أمناء كنيس الوصايا العشر والمجتمع اليهودي في البحرين ورجل الأعمال إبراهيم نونو فقد نفى ذلك في حوار مع صحيفة محلية قائلاً إنه "لا علم لديه بخصوص شراء شخصيات من إسرائيل عقارات في المملكة [...] أو عن يهودي يرغب بشراء عقار في المنامة [...] أو عن إقامة حي يهودي في العاصمة". وذكر بأن معلوماته في هذا الشأن  تتعلق بوجود "رجال أعمال إسرائيليين يرغبون في التعاون مع شركات بحرينية في مجال التكنولوجيا والتجارة والاستثمارات لخلق المزيد من الشواغر الوظيفية في البحرين" وفق تعبيره.

وتداول مواطنون معلومات أيضاً عن عروض وصلت لبعضهم عبر اتصالات هاتفية من وسطاء لشراء منازلهم في كل من مدينة عيسى ومنطقة سار. وذكر أحد المواطنين بأنه عُرض عليه مبلغ قدره 500 ألف دينار لشراء منزله عبر وسطاء بعضهم من جنسيات عربية. وعند التدقيق عن طبيعة المشترين قال الوسطاء إن الشراء سيكون لصالح إحدى الشركات لكن المشترين النهائيين يهود.

وفي  22 أكتوبر  2022 نشر السفير الإسرائيلي إيتان نائيه فيديو حفلة ساهرة أقامتها السفارة الإسرائيلية في المنامة مع تعليق متبجح لم يكن يخلو من دلالة قال فيه "أغنية عن مدينة في مدينة أخرى. نعم، لقد سمعتم جيدًا، إنها تل أبيب... ونعم، في المنامة/ البحرين". 

وفي خطوة لافتة أعلن رجل الأعمال إبراهيم نونو في تصريح بأنه "سيتم الاحتفال بمناسبة عيد حانوكا (عيد الأنوار اليهودي) ووصول التوراة الجديدة للبحرين لمدة 8 أيام من تاريخ 25 ديسمبر 2022 ولغاية تاريخ 1 يناير 2023 يوم رأس السنة الميلادية في منطقة باب البحرين ومحيط سوق المنامة وصولاً إلى الكنيس اليهودي". وهو الأمر الذي اعتبر تنفيذاً فعلياً لما أشير له بشأن إقامة حي يهودي خصوصاً مع الإعلان عن وصول وفد من إسرائيل للمشاركة في الاحتفال المذكور. وخرجت تظاهرات في العاصمة المنامة ضد إقامة الاحتفالية المذكورة هتف فيها المتظاهرون ضد "إسرائيل" والتطبيع معها وضد استضافة أفراد ووفود إسرائيلية.

وقد أدت هذه التظاهرات إلى إلغاء الحدث الاحتفالي لكن تقارير رسمية تحدثت بأن الاحتفال أقيم كما هو مخطط له في الوقت الذي عززت القوات الأمنية من تواجدها في منطقة  باب البحرين خلال الفترة المذكورة.