في البحرين عائلة حاكمة تسرق حتى المقابر
2023-02-28 - 7:07 ص
مرآة البحرين (خاص): في البحرين قضايا لا تشبهها قضايا في أي منطقة نزاع في العالم، بعد أن أحلت العائلة الحاكمة في البلاد لنفسها الاستيلاء على كل شيء حتى الأوقاف والمقابر.
خبران خلال أسبوع واحد عن سرقة أوقاف إسلامية شيعية من قبل العائلة الحاكمة في البلاد دون مواربة. الأول الاستيلاء على وقف تابع لمسجد الشيخ صالح في توبلي والثاني تأميم أرض كبيرة أقيم عليها مستشفى بعقد إيجار زهيد مع الأوقاف الجعفرية.
وتم نقل ملكية وقف خاص بمسجد "الشيخ صالح" التاريخي في توبلي إلى أحد أبناء العائلة الحاكمة، بعد أن قامت جرافات بهدم الوقف التاريخي التابع للمسجد وسياجه الذي يعود عمره لأكثر من 500 عام.
فيما استولت الحكومة على أرض تبلغ مساحتها 4689 مترًا مربّعا في كرزكان، بأمر من الديوان الملكي الذي يشرف بشكل مباشر على كل المعاملات العقارية في البحرين.
وكانت الحكومة قد وقعت عقد إيجار مع الأوقاف الجعفرية العام 1986 لاستئجار الأرض مقابل مبلغ لا يتجاوز ألفي دينار سنويا وذلك لبناء مستشفى يخدم المنطقة، على أن تعود ملكية المبنى للأوقاف بعد انتهاء مدة العقد.
لكن العقد انتهى وعادت ملكية الأرض لوزارة الصحة بموجب قرار من الديوان الملكي من دون علم الأوقاف الجعفرية ومن دون أي مردود مالي.
ولا يعتبر هذا الأمر جديدا، فقد كتب المعتمد السياسي برايور عشرينات القرن الماضي مفسرا سلوك العائلة الحاكمة «إنّ أفراد آل خليفة كلهم يعتبرون أنفسهم مستحقّين بفضل مولدهم كآل خليفة أن تكون لهم حصّة من نهب البحرين».
وقال «إنّهم يمتلكون بالفعل الأراضي الزراعيّة كلها في الجزر، وهي أراضٍ سلبوها من البحارنة ويستنفذون منها الأموال التي يمكن أن يحصلوها كلها، إضافة إلى امتلاكهم إقطاعيات ذات قيمة في السوق، ولديهم أسواق».
لم يتغير كل ذلك حتى بعد مائة عام، فقد استولى أفراد من عائلة آل خليفة على مزيد من الأراضي بما في ذلك أكثر من 11 مقبرة للشيعة، أو أجزاء منها.
وبسط أفراد من العائلة نفوذهم على مقبرة الشيخ مرشد في المالكية، وكذلك مقبرة الجفور في نفس المنطقة. واستقطع آخرون أجزاء من جنوب شرق مقبرة سار والمقبرة الجامعية في كرانة وبيعها كقسائم سكنية، والاستيلاء على أجزاء من مقبرة دمستان.
كما تم الاستيلاء على أجزاء من مقبرتي صدد والهملة، وأجزاء من مقبرة بوري، وحتى مع إصدار قرار من المحكمة بإرجاع الأرض لم يتم تنفيذ قرار المحكمة.
وحتى بعض المقابر التي زهدت العائلة الحاكمة في سرقتها قامت بتحويلها لإدارة الأوقاف السنية بالقوة، حيث تم تحويل مقبرة الشيخ ميثم البحراني في الماحوز والسادة في توبلي إلى الإدارة السنية، فيما تم تحويل تبعية مسجد الخميس (المشهد ذو المئذنتين) لوزارة الثقافة.
وحتى مدافن عالي التاريخية تم تجريف أجزاء كبيرة منها لبناء قصور لأفراد من العائلة الحاكمة ومشروعات إسكانية لكبار الضباط في الجيش والشرطة.
لقد اعتاد أبناء العائلة الحاكمة على الاستيلاء على أي أرض يريدونها سواءً كانت بستانا، وقفا أو حتى مقبرة، وما يجمع كل تلك المساحات أمر واحد هو ملكيتها لمواطنين شيعة أو للأوقاف الإسلامية الشيعية.