القبّعات الست للشيخ ناصر بن حمد "لا حدود لأطماع رجل السلطة القوي القادم"

2023-03-13 - 5:43 ص


مرآة البحرين (خاص): ست قبعات أظهرها الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة خلال الأسابيع الأخيرة هي غير ما يعرف بقبعات "دي بونو" الست الشهيرة والخاصة بتنمية التفكير والحس الإبداعي. إنها قبّعات رجل السلطة الطامع والمتطلّع إلى البعيد.
من قبعة البطل الرياضي الفائز ببطولة كأس العالم لسباقات القدرة إلى قبعة القائد العسكري رئيس الحرس الوطني مخاطباً ضباطه وجنوده من علوّ جرت هندسته بدقّة لغاية في نفس يعقوب: "إخواني".
من قبعة القابض على قرار ثروة النفط والغاز متحدثا في مؤتمر "CERAWeek 2023" بالولايات المتحدة الأمريكية إلى قبعة مستشار الأمن الوطني ملتقيا بمستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان.
من قبعة الدبلوماسي ملتقيا باربرا ليف مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ثم ديريك تشوليت مستشار وزارة الخارجية الأمريكية إلى قبّعة الممثل السياسي حيث اختتم جولته المثيرة بلقاء مجموعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي في مبنى الكابيتول بواشنطن.
قبعات ناصر الست أقرب إلى قبعة الساحر منها إلى أيّ شيء آخر. يطلع منها كل شيء وأيّ شيء. فلا حد إلى طموحاته في السلطة.
في 8 مارس 2023 أي قبل كل هذه اللقاءات بيوم واحد عقد ناصر اجتماعات ثنائية مع عدد من ممثلي ورؤساء شركات عالمية في قطاع النفط والغاز على هامش مشاركتهم في مؤتمر "CERAWeek 2023" في ولاية تكساس الأمريكية.
اجتمع مع مندوبي شركة بيكتل، وشركة APA كوربيريشن، وشركة شيفرون، وشركة بالانتير تكنولوجيز، وشركة إيني الإيطالية والقائمة تطول.
هذه هي ملخص تحركات ناصر بن حمد "النجل المدلل للملك" الذي يثبت بدون تردد أنه "الرجل القوي" القادم الماسك بأسباب القوة والثروة، وهذان بالذات هما عماد الحكم في البحرين. حتى تعرف مغزى هذه التحركات قارن مثلاً بينها وبين الوضع البائس المزري الذي يقبع فيه أخوه خالد.
بعد أيام من فوزه "المثير للجدل" ببطولة كأس العالم لسباقات القدرة في الإمارات حظي ناصر باستقبال ملكي من أبيه حمد بن عيسى وأخيه ولي العهد رئيس الوزراء. ثم احتفى بفوزه بين جنوده وضباطه في الحرس الملكي الذي بات يشكل قوة ضاربة داخل الجيش. وبعدها انطلق ناصر في جولة في الولايات المتحدة الأميركية متحركاً هناك بقبعاته المتعددة التي سلفت الإشارة لها أعلاه، مستبدلاً، كما يفعل الساحر الواحدة بالأخرى.
إنها جولة رجل حكم قوي يمتلك شيئا مهما من ناصية القرار، وله من الثقل ما يجعله ممثلا لعائلته الحاكمة. جولة يقدم من خلالها نفسه في أهم عواصم القرار العالمي بعد أن رتبها له نجل وزير الداخلية سفير البحرين هناك عبدالله بن راشد آل خليفة.
كان التصريح الرسمي المتكرر لناصر في الأخبار الرسمية الصادرة عن لقاءاته يقول بوضوح ما يريده كممثل للحكم في البحرين من منصّات أقوى بلد في العالم اقتصاديا وعسكريا وسياسيا: إنه يهدف إلى "‬تطوير‭ ‬مسارات‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬المشترك‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬وبخاصة‭ ‬العسكري‭ ‬والدفاعي‭ ‬منها".
لقد قدم ناصر وما يزال يقدم كل يوم نفسه داخليا وإقليميا وخارجيا انطلاقاً من نفسه ومركزيته لا من أي شيء آخر. مثلاً هو لا يربط نفسه بأية مشاريع وطنية ليس له فيها موقع القطب من الرّحى. فحتى سباقات "الفورمولا واحد" التي أجريت هذا الشهر لم يحضرها كما لم ينشر لها أو عنها صورة واحدة على حساباته الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. لم يجذبه أي شيء في "الفورمولا واحد" حتى مع قيام أخيه الشقيق والمقرّب خالد بتسليم الكأس للفائز بالسباق. لم ينشر ناصر شيئا عن السباق لأنه باختصار ليس سباقه.
إنه ببساطة رجل يتمركز حول نفسه ولنفسه لا حول الوطن ولا أيّ شيء آخر. يأخد بكل أسباب الصعود والقوة والنفوذ التي تتطلبها صناعة رجل سُلطة قوي، مستغلاً كل شيء يمكن استغلاله لذلك، خاصّة في ظل حياة أبيه المعجب به أشد الإعجاب. ربما يمكن القول إن الملك حمد بن عيسى "قد" يرى نفسه في ناصر أكثر من أيّ ابن آخر لديه. يرى فيه نفسه الشبابيّة المتحمّسة الوثّابة التي استحقّ عليها من الناس سابقاً وصف "رامبو". كيف لا وهو يرى أمامه جينات "رامبو" قد انتقلت له.