راحت السكرة وجت سكره غيرها هذا حال جمهور الموالاة الأبدية مع الأسف. ويبدو أن سم الموالاة العمياء لا ترياق له. أحيانا نرى بكاء هنا وعويل هناك وتوسل لهذا وترجى لذاك ولكن يبقى ولاة الأمر مثل (بابا دريا) أبو البحر، وهو كائن خرافي يخوف منها الصغار والكبار حتى لا يخاطرون بالنزول للبحر لأنه يغرقهم . لذا كثير من رجال الموالاة يخشون حتى مد رجلهم عند شاطئ بحر حقوقهم ومطالبهم البسيطة والمشروعة لأن بابا دريا العود وأعوانه لهم ألف ألف عين يرصدون وألف ألف يد يضربون بها. 

مؤخرا تداول فيديو لأحد شيوخ القبائل التي تم تجنيسها وتمكينها وهو يتبختر بين رجاله وقد تطايرت العقل والغتر سمعا وطاعة للشيخ، وقبلها تم تداول مقطع قدوم شيخ العشيرة واستقبال أحد الشيوخ له وذبح له ثورا وقطيعا من الغنم فرحا لمقدمه وتقديرا لمكانته، وهذه عادات القبايل نشاهدها كثيرا في المسلسلات البدوية. 

ولكن الغريبة أن شارع الموالاة ضج وأزبد وأرعد وأولهم عقربة الرمل وما تم أحد ما علق، ومن التعليقات "اشلون يقولون الشيخ فلان إحنا ما عندنا شيوخ إلا آل خليفة الله يحفظهم. اشلون يتصرفون هلون كأن الديرة ديرتهم"، "هذه عادات غريبة على مجتمعنا وما تعودنا عليها وهي مرفوضة من الجميع" "يا غريب كن أديب" و"يجب أن يتم تأديبهم " ولكن أغرب تعليق هو "يجب على الحكومة أن تمنع منعا باتا إلحاق كلمة شيخ لأي كان عدا شيوخنا وتاج راسنا آل خليفة". والأكثر غرابة حتى جمهور المعارضة اللي ملعون سلسفيل سلسفيلهم يستنكرون تصرفات رجال القبائل ويطالبوا بمعاقبتهم. 

أبوكشمة يذكر الجميع وخاصة جماعة (بابا دريا) بالمثل المتداول قديما وحديثاً "الشيخ راضي والعبد تحكه مكوته" وكما يستغرب هذا الهجوم وذلك للأسباب التالية: 

1. هؤلاء هم عشاير وقبايل ومشايخ قبل أن يأتوا البحرين ومن تقصد استقدامهم يعرف وضعهم بل مكنهم من البلد وجعلهم أسيادا على أهل البلد إذ منحهم الجنسية وقدم لهم السكن والمناصب العسكرية التي حُرمتم منها أنتم وأبناؤكم. 

2. النظام هو من سمح لهم بفتح مجالس بأسماء قبائلهم وشيوخهم وكما سمح لهم بأن يدخلوا الانتخابات ويرشحوا ممثلين عنهم. ليش معترضين مو أنتم تقولون "الشيوخ ابخص" و"الشيوخ يشوفون أمر احنا ما نشوفه" و "طاعة ولي الأمر"! ما الذي تغير ؟

3.  في كل مناسبة نرى أكبر لوحات التهنئة في أهم شوارع الرفاع وغيرها بأسماء قبائلهم وشيوخهم يعني الحكومة راضية.

4. هم لم يخالفوا القوانين ولا النواميس فهم يعتزون ببدويتهم وعشائرهم وخاصة شيوخهم ويقدمون لهم الولاء والطاعة العمياء وهذا بالضبط ما تقومون به أنتم وإن اختلفت الوسائل. 

5. من جلبهم يعرف أنهم بدو أغلبهم شبه إمي وليسوا خبراء ولا علماء ذرة ولا حتى علماء حب شمسي  فكيف تطالبونهم بأن يتخلوا عن خيامهم ومضاربهم وعرضاتهم وعاداتهم وتستكثرونها عليهم ، مثلهم مثل باقي القاطنين في البحرين من شتى الأصقاع فهل مقبول أن غيرهم يحتفل علنا بعيد هولي والماء وعيد الألوان والكرسمس وعيد دوالي ومؤخرا عيد حانوكا اليهودي وغيرها والجميع مسموح ومقبول أن يمارس طقوسه الخاصة به وهؤلاء لا.

الخلاصة ليس دفاع عنهم لأن صوتنا بح ونحن نطالب بوقف مهزلة بل جريمة التجنيس السياسي،  وأن توضع اشتراطات ومعايير كما كل دول العالم ولكن البعض يذهب للنتيجة (المخرجات) ويتجاهل السبب (المدخلات) أي لا يلوم من جلبهم ومكنهم رغم معرفتهم التامة وكما يقول المثل مع احترامي للجميع، فالأمثال تقال ولا تعارض ما يقدر على الحمار يحطه في العدة "البردعة". 

ثانيا لا تعلقوا على ولائهم الأعمى لشيوخهم فعلى الأقل حاشمينهم ومقدرين ولائهم ويبادلونهم الحب على عكس وضعكم تماما. القمندة إما أن تكونوا أحرارا تماما أو نقول لكم "فز يا صبي إنت وياه  وصبوا القهوة لأعمامكم العربان واتركوا عنكم الهرج والمرج اللي ما وراه علوم".