هذا هو نص الخطبة التي اعتُقل على إثرها خطيب أكبر صلاة جمعة شيعية الشيخ محمد صنقور

الشيخ محمد صنقور
الشيخ محمد صنقور

2023-05-23 - 3:32 م

مرآة البحرين: اعتقل النظام خطيب الجمعة في جامع الإمام الصادق عليه السلام في الدراز، العلامة الشيخ محمد صنقور، بعد خطبة يوم الجمعة 19 مايو/أيار 2023، التي قال فيها إنَّ "ما وقع من تغيير في مناهج التعليم لكلِّ ما فيه مساسٌ باليهود والكيانِ الصهيوني لو قُدِّر له أنْ يمضي بالوتيرة التي بدأ بها لكان في ذلك تهديدٌ جدِّيٍّ لهويَّة هذا البلدِ ودينِه وقيمِه وثوابتِه".

وفيما يلي نص خطبة الجمعة للشيخ صنقور التي اعتقله النظام على إثرها:

أنَّ اليهودَ لم يكونوا ليقبلوا بما وقع من التهذيبِ والتشذيب والتهذيب والحذفِ من مناهج التعليم لو قُدِّر له الإمضاء، إنَّ اليهود لن يقبلوا بأقلَّ من أنْ تتعقَّبَ هذه الخُطوةَ خُطواتٌ في طريق الإعادة لصياغةِ مجملِ مناهجنا وبرامجِنا التعليميَّة وفقَ الأجندةِ المرسومةِ عندهم في دوائرِ القرار، ولن يُقنِعَهم حينذاك سوى الوثوقِ بأنَّ ما انتهينا إليه منتجٌ في المآل المنظورِ للانسلاخِ الكامل من دينِنا وهويتِنا، وبعدها لنَ نكونَ رغم ذلك أنداداً بنظرهم بل أتباعٌ وأعضاد يُمرِّرون من طريقنا مشاريعَهم التوسعيَّةَ والعنصرية، فتاريخُهم الطويلُ الملطَّخُ بدماء الأبرياء واغتصابِ الحقوق ونقضِ العهود واحتقارِ الأمم خيرُ شاهدٍ على ذلك، وقد وصمَهم القرآنُ المجيد بأرذل الخصال، يقول جلَّ وعلا: { فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ} فمثلُ هؤلاءِ لا يشغلُ اهتمامَهم سوى البلوغِ لمآربهم التي لا تحدُّها عهودٌ ومواثيق مهما كانت مغلَّظة.

‌‎إنَّ ما وقع ‎يفرضُ على المعنيين المساءلةَ التفصيليَّة للوزارةِ والرقابةَ الدقيقةَ والواعيةَ ذاتَ الطابعِ المؤسَّسي وأنْ يُناط بفريق يُمثلُ التنوُّعَ الإسلاميَّ في البلد على أنْ يكونوا ممن يشغل اهتمامَهم دينُ البلد وقيمُه وثوابتُه، كما يفرضُ ما وقعَ على الجميعِ اليقظةَ والتوجُّسَ والمحاذرة. ‌‎فإسرائيلُ لا ينتابُها اليأس لمجرَّد إخفاقِ مسعاها في المرَّةِ الأولى أو الثانيةِ أو العاشرة، فمثلُها يضعُ لكلِّ عقبةٍ ما يُذلِّلها وتستعيضُ عن كلِّ وسيلةٍ بأخرى كانت قد أعدَّت لها، فشأنُها المكرُ والمراوغة

فإنَّ ما وقع قبلُ من قيامِ وزارةِ التربية والتعليم بالتشذيبِ والتهذيب والحذفِ من مناهج التعليم لكلِّ ما فيه مساسٌ باليهود والكيانِ الصهيوني والعملِ على التغيير لكلِّ ما يستثيرُ حفيظةَ هذا الكيانِ الغاصب وإنْ كان من صُلْب العقيدة أو كان من حقائقِ التأريخ أو كان من مقتضياتِ التضامن الإسلامي والعربي لقضيةِ القدس الشريف والقضيةِ الفلسطينية، إنَّ ما وقع لو قُدِّر له أنْ يمضي بالوتيرة التي بدأ بها لكان في ذلك تهديدٌ جدِّيٍّ لهويَّة هذا البلدِ ودينِه وقيمِه وثوابتِه، ولم تكن من ذريعةٍ سوَّغت لهذا العمل المناقضِ للثوابت المجمعِ عليهاً إسلاميَّاً وعربيَّاً سوى السعيِ لنيل الرضا والحَظوةِ لدى إسرائيلَ وحاضنتِها.