وجهتنا المنامة

2012-10-12 - 1:05 م


مرآة البحرين (خاص): مبدع بكل الوجوه من صمّم (كليب) مسيرة الدراجات الهوائية لأطفال منطقة المعامير، وهم يحملون على ظهورهم شعار(وجهتنا المنامة) تحشيدا لتقرير المصير الذي أعلن عنه ائتلاف ثورة 14 فبراير بالعاصمة المنامة اليوم الجمعة.

"وجهتنا المنامة" جامعة مانعة، جامعة للهدف ولكل الناس ومانعة عن تضييعه وتضييعهم. وفيها معنى الممانعة وهي تلك الإرادة التي تستعصي على التركيع. قرأتها على ظهور أطفالنا وقرأتها في وجوه شبابنا، وقرأتها في تصميم فتياتنا، وقرأتها في أصوات آباء شهدائنا وهم يحشدون لهذه الفعالية، وقبل كل ذلك، قرأتها في عين (نبيل رجب) وهو يعزز إرادة الناس التي كانت تعزيه في فقد والدته. 

مشحون هذا الفعل (وجه) بالمعاني المتعددة: النية والإرادة والقصد والتصميم والمواجهة وتحديد الهدف والسير إلى الإمام وإبراز هوية الوجه. وكل هذه المعاني حاضرة بقوة في هذا الشعار (وجهتنا المنامة). 

العاصمة هي وجه  السلطة رمزياً ومادياً، وحين يختار شعب أن يقرر مصيره فيها، فإنه يكون قد قرر أن يسقط وجه السلطة، ويكشف قبحه، ويعريه من مساحيق الكلمات التي يخفي بها بشاعته. 

وجوه الناس المكشوفة في المنامة اليوم، تنطق بكل إيماءاتها أن مصيرها لن يكون مع الدكتاتور، وأنها سئمت وجهه.وتريد لها وجهة جديدة تحترم وجه الإنسان.

 في حركة 1938 التي قادتها نخبة تجارية من البحرين والكويت والإمارات وعموم الخليج، رفعت (شعار تقرير المصير) في وجه السلطة المؤلفة من تحالف الاستعمار مع الحاكم القبلي. اليوم من الوسط التجاري يتوجه الناس للمطالبة بتقرير مصيرهم.

كان رجال هذا الوسط هم من يقود الناس جهة الانفتاح السياسي والديمقراطية، لأن السوق الحرة (الحرة من الفساد والديكتاتور) لا تزدهر بغير ذلك، واليوم يقود الناس في الوسط التجاري مسيراتهم نحو الديمقراطية، بعد أن أفسد الحكم رجال الوسط التجاري وما عادوا سلطة حرة من قيوده وفساده وما عادوا صوتاً يبشر بالانفتاح. صاروا محكومين بـ (الفتح) لا الانفتاح، (الفتح) الذي تدعي السلطة أن شرعيتها تبيح لها أن تحكمنا به حكماً مطلقا.

ستلجأ غداً السلطة، لإنطاق رجال الوسط التجاري بما تريده هو، وستمعن في إذلالهم وطلب إعلان ولائهم لها. فيما سيبقى المطالبون بالديمقراطية يسخرون منهم ويتوعدنهم بمعركة جديدة.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus