سكاي نيوز: ثورة البحرين تأبى الموت

2012-10-16 - 7:19 ص


سكاي نيوز/(كبير المراسلين) ستيوارت رامساي
ترجمة: مرآة البحرين - حسين الغسرة
 
 
منذ مايقارب التسعة عشر شهراً، لازال الرجال والنساء في البحرين يتظاهرون في كل ليلة من ليالي الأسبوع ضد الحكومة والعائلة المالكة بسبب فشلهما في تحقيق التغيير الديمقراطي.
 
تنحصر تلك التظاهرات في معظمها على المسلمين الشيعة، حيث يجوبون حول القرى ويرددون الهتافات قبل وصولهم للشارع العام ومواجهتهم من قبل رجال الشرطة.
 
يتم تفريق تلك التظاهرات بقنابل الغاز المسيلة للدموع، ومن ثم تتحول الى مواجهات يقوم من خلالها الشبان برمي القنابل الحارقة على الشرطة.
 
إنها دوامة محزنة من العنف الذي طائل منه، تختبئ خلفها هموم مشروعة حول مستقبل البحرين، وحول تشويه حق الشعب بالتظاهر في بلاده.
 
 
تستطيع كل من الحكومة وأجهزتها الأمنية، والمجتمع الواسع من المغتربين البريطانيين، التعذر بـ"قنابل المولوتوف" كدليلٍ على عدم جدية مطالب التغيير، وبأنها فرصة للعراك مع الشرطة.
 
إن وجدوا، فإنهم قلة من يستطيعون المغامرة للدخول وسط تلك القرى الفقيرة التي تحيط بالعاصمة، من أجل رؤية أميال من الجدران المخطوطة بكلمات مناهضة للحكومة، والتي تُمسح عادةً من قبل الشرطة.
 
إن كان نمط الحياة مهدداً، فإن من يتمتعون بحياة فارهة يميلون لبذل مابوسعهم لتجاهل بعض حقائق الحياة الصارخة.
 
أكّد المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، واللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، وأغلب منظمات حقوق الإنسان في العالم الى أن البحرين انتهكت الحقوق، وعذّبت، وقتلت وأشرفت على نظام فاسد خلال تظاهرات "الربيع العربي" في 2011، من دون أن يكون هناك تحذير شديد اللهجة إزاء ذلك.
 
كبادرة حسن نية أبدت الحكومة قبولها بصحة تلك النتائج ووعدت بالتغيير. تم تحقيق بعض تلك الوعود.
 
الشرطة لا تستخدم الذخيرة الحيّة بعد اليوم، ويتم السماح لعددٍ كبير من التظاهرات، ولا يصدر القضاء أحكاماً سخيفة و طويلة بسبب "تجمعات غير قانونية"، وبإمكان الصحفيين الحصول على التأشيرات والتحرك، كل ذلك مع قيود هائلة (تم اعتقالي 3 مرات خلال يومين).
 
يجري العمل على الدستور وتعديله. والجهود تبذل من أجل تخريج شرطة مجتمعية. كما وعدت الحكومة بتغيير جذري وفرعي في الطريقة التي تدار فيها البلاد من قبل رئيس الوزراء.
 
رئيس الوزراء يشغل منصبه منذ مايقارب الـ42 عاماً، لذا فإن المرء يأمل في امتلاكه للخبرة الكبيرة بسبب تلك السنوات الطويلة.
 
هنا تكمن المشكلة. لا يوجد أمل كبير إن كنت من الشيعة (غالبية السكان في البلاد)، وليس لديك الحق في امتلاك سيارة الأجرة الخاصة بك (على سبيل المثال).
 
 
بلد لطيف، بشعب لطيف فعلا، وبعدد صغير من السكان (حوالي 1.2 مليون ونصف نسمة تقريباً مع الأجانب) ينبغي أن يكون جيدا لجميع السكان. إلا أن الأمر مغايرٌ لذلك تماماً
 
يعجز التعبير ببضع كلمات عن الهوة الكبيرة القائمة بين النخبة الحاكمة والشعب.
 
الأمر ليس كذلك بالنسبة للأقلية. لا زالوا يفشلون في أخذ ما قيل لهم أو تم التوافق عليه داخلياً بعين الاعتبار وبموضوعية، وسيدفعون ثمن ذلك إذا ما استمروا في تجاهل الدعوات والمطالب الحقيقية.
 
المعارضة الرئيسية لا تريد تغيير النظام ولكن تريد حصة ملائمة من كعكة البحرين الجميلة والوفيرة.
 
عندما يتم المقارنة بين دول شبه الجزيرة العربية وبين البحرين، فإن الأخيرة قد فعلت الكثير من أجل إجراء "تغييرات".
 
الآخرون بعيدون، بشكل ميئوس منه، حتى عن منحى التغيير الذي يعتبر غير كافياً في البحرين - إنها للتو تستعر. وستزداد سخونةً إن لم تواجه أو تتبنى بعض الحقائق الثابتة في الحياة.

 

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus