لطيفة الحسيني: بطولة ناصر في فرنسا.. إنجازٌ تجريبي لا أكثر ولا أقلّ!
2023-08-27 - 8:22 م
مرآة البحرين (خاص):
تصرّ السلطة في البحرين على استغفال الرأي العام. تهوى المبالغة والاسترسال في تضخيم القصص وتحويلها الى أسطورية. حكاية فوز ممثل الملك البحريني للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، قائد الفريق الملكي للقدرة ناصر بن حمد بسباق مونبازييه MONPAZIER للقدرة في فرنسا تدعو فعلًا للتنمّر.
وحده، الشيخ ناصر زفّ "البُشرى" الى أرض الوطن بفوزه في سباقٍ تجريبي بحت لم تنشر البطولة نفسها نتائجه على صفحتها بحجة "عطل فني" (على الرغم من مرور أكثر من 24 ساعة على انتهائه). لم تبقَ وسيلة إعلامٍ محلية إلّا وانشغلت بالترويج للإنجاز، لكن مهلًا!
الغوص في تفاصيل ما شغَل الأمراء والشخصيات الذين توالوا على إرسال برقيات التهنئة لـ"سموّه" يُظهر ثابتًا واحدًا: المواقع والصحف ووسائل الإعلام الفرنسية والرياضية منها غائبةٌ تمامًا عن "فعلة" ناصر بن حمد.
يقول الشيخ ناصر في حديثٍ لمراسل التلفزيون البحريني الذي رافقه الى فرنسا إن البطولة التي شارك فيها يوم الجمعة كانت "تجريبية"، ويأمل أن تكون البطولة السنة القادمة "من نصيب البحرين إن شاء الله". تصريحٌ يذكّرنا بما قاله في العام 2017 بثقةٍ عالية لبرنامج "صدى الملاعب" عن أن المنتخب البحريني سيُشارك في مونديال قطر 2022.
لا ضيْر في طموح "سموّ الشيخ" الشغوف بمُختلف أنواع الرياضات، لكن المشكلة تكمن في اللعب على حقائق الأمور. بطولة مونبازييه MONPAZIER (وهي بلدة تقع جنوب فرنسا) التي لا يعدو عدد المشاركين فيها الـ25 بلدًا، لم تدفع أيًّا من المُتخصّصين في عالم سباقات الفروسية والقدرة للحديث أو التعليق عن الموضوع. لا شيء يُذكر.
قد يتفاجأ أهل البطولة أنفسهم بحجم التعاطي البحريني الرسمي مع هذه الجولة التجريبية غير الحاسمة وغير المؤهّلة الى أيّ تصفيات أخرى. وكأنّنا أمام سباقٍ على مستوى أحياء سكنية. البعض يسأل لماذا هذا التغييب الفرنسي الفاقع لإنجاز ناصر بن حمد؟ هل المُشاركة هذه لا تستدعي الاحتفال بها على هذا النحو في وطنه؟
يحقّ لأي قارئ للخبر أن يشكّ في أصل الحكاية. صحيحٌ أن ناصر بن حمد اعتلى منصّةً واستلم باقةَ ورود غير أنه لم يستلم كأسًا ولم يرفع جائزةً.
لم يمضِ على تجريد الفريق البحريني الذي يرأسه ناصر بن حمد من لقب بطولة العالم لسباقات القدرة ثلاثة أشهر، بعد فضيحة المنشطات التي تبيّن وجودها في الفرس العربية الخاصة بأحد أعضاء الفريق الملكي البحريني (عبدالرحمن محمد الزايد). يأتي اليوم ناقلًا لفوزٍ لم يأخذ به أحدٌ من أصحاب الحلبات الأوروبية بالمستوى المتوقّع.
قد تكون السُمعة المُلطّخة بالمنشّطات سبقت الفريق الملكي البحريني الى جنوب فرنسا، فلم يحظَ "إنجاز" ناصر بن حمد بالاهتمام الأوروبي المطلوب، وعليه استُعيض ببرقيات تهنئة وعناوين محلية اجتاحت صفحات الصحف الموالية.