"نيويورك تايمز": عدد المضربين عن الطعام في مبنى واحد بسجن "جَوْ" أكبر من العدد الذي حدّدته الحكومة للسجن بأكمله

معتقلون في سجن جَوْ المركزي (صورة من الأرشيف)
معتقلون في سجن جَوْ المركزي (صورة من الأرشيف)

2023-09-07 - 8:04 م

مرآة البحرين: قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنّ "احتجاجات نادرة اندلعت في شوارع البحرين مع دخول إضراب جماعي عن الطعام للمعتقلين في سجن "جَوْ" المركزي أسبوعه الخامس"، كاشفة عن أنّ "عدد المضربين عن الطعام في واحد فقط من مباني السجن كان أكبر من العدد الذي حدّدته الحكومة للسجن بأكمله".

وذكرت الصحيفة أنّ "أكثر من 800 مشارك في الإضراب عن الطعام، عقد أقاربهم مظاهرات وساروا مع صورهم ودعوا إلى إطلاق سراحهم".

وقالت فاطمة هارون والدة المعتقل أحمد العرب (23 عاماً) للصحيفة: "جاء هذا الإضراب من داخل السجون لتوصيل رسالة واضحة إلى جميع البحرين والعالم بأنّنا موجودون ولدينا حقوق"، مضيفة أنّ ابنها "كان يبلغ من العمر 15 عاما فقط عندما سجن بعد الربيع العربي واتُّهِم بالانتماء إلى خلية إرهابية".

وبيّنت هارون أنّ ابنها المعتقل "حُرِم من العلاج الطبي في الماضي بذريعة أنّه "سجين خطير"، مؤكدة أنّ "مستشفى عسكرياً رفض استقباله عندما احتاج إلى علاج لعدة كسور".

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أنّ "الاضطرابات تعكس الإحباط وعدم الثقة في الحكومة، حيث لا يزال العديد من البحرينيين يشكون من الفساد والتمييز الطائفي وارتفاع تكاليف المعيشة".

ونقلت الصحيفة عن مريم الخواجة، ابنة الناشط المدافع عن حقوق الإنسان المعتقل عبدالهادي الخواجة، قولها إنّه "من المهم بشكل لا يصدق بالنسبة إلى البحرينيين أنْ يتظاهروا ويهتفون الشعارات السياسية لأول مرة منذ سنوات".

وتابعت الخواجة قولها: "إنّهم يعرفون ما هي العواقب، إنّهم يعرفون ما هي المخاطر، إنّهم يفعلون ذلك على أي حال".

ووصفت الخواجة، المعتقلة السابقة، الإضراب عن الطعام بأنّه "عمل من أعمال اليأس"، مردفة بالقول: "أنت تعرف التأثير الذي سيحدثه على جسمك. يجب أن تكون على الحافة حقاً وتشعر أنّه ليس لديك أداة أخرى للاحتجاج".

بدورها، قالت الناشطة البحرينية فاطمة علي إنّ "الحكومة مهتمّة بإرضاء الولايات المتحدة وإسرائيل أكثر من معالجة حقوق شعبها، إنّها ترانا كحيوانات يجب حبسها".

واعتبرت علي أنّ زيارة وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين إلى المنامة "إهانة".

ونقلت الصحيفة عن معتقل في سجن "جَوْ" قوله إنّه "انضم إلى الإضراب عن الطعام لأّنّه شعر أنّه خياره الوحيد بعد مشاهدة الأصدقاء يغادرون السجن كجثث، وهو أمر نسبه إلى الإهمال الطبي وغيره من "القيود الممنهجة". وأضاف المعتقل "ليس لدينا أي نية للتراجع، مطالبنا بسيطة وعادلة، ولم نطلب المستحيل".

وبينما ادعى "مركز الاتصال الوطني" الحكومي أنّ "116 شخصاً مضربٌ عن الطعام حالياً" وأنّه "في وقت سابق انضم 124 شخصاً إلى الإضراب كحد أقصى"، أكد "معهد البحرين للحقوق والديمقراطية" (بيرد) أنّ "أكثر من 800 سجين مضرب عن الطعام".

وأظهرت صور من سجلّات السجن حصلت عليها "نيويورك تايمز" أنّ "عدد الرجال المضربين عن الطعام في مبنى واحد فقط من مباني السجن كان أكبر من العدد الذي حدّدته الحكومة للسجن بأكمل"، لافتة الانتباه إلى أنّ "السجن يحتوي على 10 مبانٍ أو أكثر".

وقالت الحكومة إنّ "أياً من المشاركين في الإضراب لم يحتج إلى الرعاية الحرجة أو الاستشفاء"، بينما أكدت مريم الخواجة أنّ والدها، المضرب عن الطعام منذ 9 آب/أغسطس 2023 بسبب بعد منعه من الوصول إلى طبيب القلب، تم نقله إلى العناية المركَّزة في المستشفى بعد بضعة أيام من بدئه الإضراب.

وقال يوسف أحمد مرزوق إنّ ابنه المعتقل محمد (37 عاماً) "كان مضرباً عن الطعام يطالب بحقوقه الأساسية، بما في ذلك رعاية صحية أفضل والسماح له بالصلاة في مسجد السجن".