«علي المعلم» من «المونتاج والتصوير» إلى سجون النظام

2012-10-16 - 9:32 ص


مرآة البحرين (خاص) - أحمد رضي: أطفال وشباب يخطفون من (خفافيش الظلام) فجراً ثم يتعرضون لأشكال التعذيب والإهانة والتمييز الطائفي انتقاماً من ثورة 14 فبراير. شراة الثورة تبقى والآلام كذلك، تبقى تحفر في قلوب الشباب الغاضبين سطور المعاناة والحرية والأمل بوطن يحترم إنسانيتهم ويصون حقوقهم وحرياتهم الأساسية.

أحد هؤلاء هو "علي منصور المعلم" (19 عاما)، كان هذا الشاب نموذجا لشباب البحرين الواعد، والحالم بمستقبل أفضل، كان والمعتقلون الآخرون يسرحون بتفكيرهم في عوالم مثالية باحثين عن جواب مقنع.

موهبة شابة من جزيرة سترة، له بصماته الفنية في مجال (المونتاج، التصوير، والإخراج)، ساهم في تصميم وتنفيذ العديد من الكليبات الفنية والمونتاجات الإسلامية بالتعاون مع بعض القنوات الإعلامية الإسلامية، بالإضافة إلى مشاركاته في عدة مهرجانات محلية كمهرجان (إبداع أصيل) الذي كان تحت رعاية "تمكين" ووزارة التربية والتعليم بالتعاون مع بعض المدارس خلال العامين 2011/2012م.

منذ الصغر كان المعلم يستمتع باللعبة التي يحضرها الحجاج كهدية للأطفال (الكاميرا الصغيرة)، ومع الأيام أحب التصوير وأصبح يبحث عن برامج الفيديو والمونتاج، وبدأ تجاربه البسيطة بإرشاد من المخرجين وكبار ذوي الاختصاص، وشجعه المهندس الأستاذ حسين عبدالله والمخرج والمونتير حسن نصر على الاستمرار والإبداع، وكانت لهم بصماتهم الواضحة في أعماله الأولى.

بدأ المعلم مشواره الفني بطموح كبير فقدم الكثير من المونتاجات (أناشيد وقصائد، كليبات، فواصل إعلانية) لعدد من القنوات الإسلامية الفضائية وأهمها قناة 14 الفضائية، ومنها بدأ انطلاقته على الشاشة الصغيرة، وتعاون مع العديد من المنشدين المعروفين في منطقة الخليج أمثال المنشد حسين الأكرف وباسم الكربلائي وغيرهم. وفي عام 2011 دخل المعلم عالم الإنشاد بأول قصيدة له بعنوان (مرسوم العشق) التي لاقت القبول والاستحسان، واستمر في تقديم أعماله وقصائده.

المونتير والمخرج "المعلم" موهبة فنية لها مستقبل موعود، وكان من المفترض أن ترعاها الدولة بمؤسساتها الشبابية انطلاقاً من مسئوليتها الوطنية لتنمية المواهب الشابة، ولكن ما حدث للمعلم في (30 أبريل 2012) غيّر مسار حياته وجعل مستقبله مجهولاً، تلك الموهبة الفنية أصبحت وراء القضبان بسجن الحوض الجاف بتهم سياسية منذ شهور عدة.

كان المعلم قد قرر السفر عبر جسر الملك فهد لأداء العمرة، فتم توقيفه وتحويله مرغماً لقسم التحقيقات الجنائية بالعدلية للتحقيق معه بتهمة التجمهر وأعمال شغب بمنطقة سترة التي تشهد يومياً حركة احتجاج شعبي منذ انطلاق الثورة البحرينية في 14 فبراير 2011م.

وطوال ثلاثة أيام ظل "المعلم" في التحقيقات تحت ظروف صعبة حيث تم وضعه بغرفة انفرادية مقيّد اليدين ومعصوب العينين طوال الوقت، وتم إجباره على توقيع اعتراف بالتهم المنسوبة إليه، مع غياب أدلة الإدانة أو الاثبات.

المعلم لا يزال موقوفاً بسجن الحوض الجاف، ينتظر موعد محاكمته التي طال أمدها لعدة شهور ويرتقب حكم القانون العادل لتحديد مستقبله الفني ومشواره المهني. مواهب "المعلم" وقدراته لن تكون في محلها إلا إذا كانت في فضاء الحرية والعدالة والاستقرار السياسي الذي يفتقر إليه الوطن.

  • · الموقع الرسمي للمونتير والمنشد علي منصور المعلم 
  • · المنتدى التابع للموقع الرسمي 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus