البحرين خارج مشروع "الممرّ الهندي".. فما الذي جنته من اتفاق التطبيع؟

البحرين خارج الممر الهندي الذي أقرIته قمة G20
البحرين خارج الممر الهندي الذي أقرIته قمة G20

2023-09-15 - 7:34 م

مرآة البحرين (خاص): "لا طال بلح الشام ولا عنب اليمن" مثل مشهور ربما ينطبق على حال السلطات الرسمية في البحرين التي اختارت التطبيع وأغضبت شعبها بل كل الشعوب العربية لكنها لم تنل مما أملته من "خيرات" قرارها إلا الفشل والتهميش المُذلّ.
خلال اجتماع قمة الـ20 التي أختتمت مؤخرا في نيودلهي، أعلن قادة مشاركون اتفاقًا لمشروع ضخم هو عبارة عن ممر جديد للسُفن والسكك الحديدية يربط الهند بأوروبا عبر منطقة الخليج.
المشروع الذي تمت تسميته "الممر الأخضر" أو الممر الهندي،  سيمتد عبر بحر العرب من الهند إلى الإمارات العربية المتحدة، ثم يعبر المملكة العربية السعودية والأردن وإسرائيل قبل أن يصل إلى أوروبا. وسيشمل أيضاً كابلاً بحرياً جديداً وبنية تحتية لنقل الطاقة
اللافت كان في الإعلان عن هذا المشروع هو غياب البحرين التي تتوسط الخليج بشكل كامل عنه، وعدم اعتمادها كأحد محطات الممر الذي كان يمكن أن يهبها عوائد اقتصادية كبرى.
العنوان الأبرز هو وضع البحرين على الهامش عند حلفائها، وتغييبها عن هذا المشروع وعدم تخصيصها بكونها مركز الخليج الاستراتيجي في خرائط الممر الجديد، الذي يهدف إلى تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب وكذلك إنشاء خطوط للسكك الحديدية، إضافة إلى ربط الموانئ البحرية لتعزيز التبادل التجاري وتسهيل مرور البضائع.
هذا المشروع له بعدٌ سياسي بالدرجة الأولى، هدفه تأمين دمج "إسرائيل" في الإقليم، ولا شك في أن مشروعاً بهذه الضخامة (في حال تنفيذه) له نتائج اقتصادية كبيرة. لكن السؤال الواقعي يبقى هل استفادت البحرين من التطبيع أم تم وضعها على الرف والهامش؟
إنه تطبيع مجاني، لا شك أنّ هناك خيبة أمل كبيرة جدًا لدى السلطة في البحرين من وضعها على الرف وتهميشها الواضح، فعلى الرغم مما تعانيه من من أوضاع اقتصادية مرهقة وتحولها إلى بلد مثقل بالديون، إلا أنّ الحلفاء استبعدوها من المشروع، وحرصوا على أن يشمل الإمارات والسعودية والأردن.
لقد سارع بيت الحكم في البحرين إلى توقيع اتفاقية تطبيع مع كيان الاحتلال، أملًا في تحقيق مكاسب موهومة، وفَتَحَ البلاد على كافة المستويات لاسرائيل، وهيّأ موطئ قدم لها في الخليج، إلا أنّ الحليف الجديد اسرائيل، وكذلك الحلفاء القدامى مثل الولايات المتحدة والإمارات والسعودية والهند، لم يجدوا حاجة في إدخال البحرين في المشروع.
وهنا يُطرح السؤال، إذا كانت البحرين قد تخلت وابتعدت عمّا يؤمن به شعبها من المبادئ القومية والإسلامية، وقررت التخلي عن فلسطين وقضيتها، فما الذي جنته البلاد من وراء ذلك؟ لا شيء، بل إنها اشترت الذلّ والهوان.
يبقى أنّه يجب الإشارة إلى أنّ اسرائيل يكفيها أن تكون السعودية مشمولة ضمن مشروع الممر الأخضر، لأن هذه الشراكة ستُشكل عاملًا أقوى لتسريع التطبيع مع الرياض، وهنا فعلًا لا تعود البحرين ذات أهمية تذكر وتَبقى على الهامش.
إنّ ممرّ بايدن هذا" يهدف باختصار لدعم إسرائيل و ربط اقتصادها وأمنها بدول الخليج، ودعم الهند ضد الصين، وتدمير مكانة وأهمية قناة السويس، و محاربة مشروع الصين الحزام والطريق، وأهداف أخرى، ليس من بينها مصلحة البحرين أبدًا.