»

في انتظار مآلات قصة "مكامن الغاز الطبيعي".. إنتهاء "شلخة" استخراج النفط الصخري

2023-10-05 - 8:28 م

مرآة البحرين (خاص): مَثّلَ إعلان شركة "إيني" الإيطالية الانسحاب من مشروع استكشاف النفط الصخري نهاية حزينة لواحدة من أكبر الدعايات المضللة في تاريخ البحرين، أو مثلما نقول في العامية: كانت مجرّد "شلخة عودة"، أي كذبة كبيرة.
حفلة النفط الصخري انتهت، وربما لا عودة قريبة لها، فالمال المطلوب للاستثمار فيها لا أحد يستطيع دفعه حتى الآن من شركات النفط العالمية، والشركة الوحيدة التي حاولت لم تصل إلى نتيجة.
في العام 2018 زفّ ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بشرى للناس باكتشاف النفط الصخري بكميات تقدر بأكثر من 80 مليار برميل. واليوم بعد خمس سنوات تعلن شركة إيني الإيطالية أنّها ستتخلى عن أصولها الاستكشافية في القاطع 1 قبالة سواحل البحرين لعدم وجود أية نتائج إيجابية.
في يونيو 2022، كشف الرئيس التنفيذي للشركة القابضة للنفط والغاز البحرينية "نوجا القابضة" مارك توماس، عن تجميد البحرين الاستكشاف في مشروع النفط الصخري، والاكتفاء بمتابعة دراسات الجدوى التقنية والمالية بعدما اصطدمت السلطات بتكلفة الحفر، مشيرًا إلى أنّ "عدم التوصل لتقدير دقيق حول حجم الاحتياطيات القابلة للاستخراج هو ما دفع نحو مواصلة تقييم أعمال حقل خليج البحرين البحرين".
لقد كانت كذبة حاولت السلطة ترويجها لتعويم نفسها ورفع مستوى تصنيف الاقتصاد البحريني. وقد أثبتت الأيام ذلك. لكن هناك قصة أخرى ينتظر الناس التحقق منها، وهي ما أعلنه رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للنفط والغاز البحرينية "نوجا القابضة" ناصر بن حمد في 8 نوفمبر 2022 عن اكتشاف مَكمنين جديدين للغاز الطبيعي. وذكر أنه تم اكتشاف المَكمنين في كل من طبقات "الجوبة" و "الجوف" غير التقليدية الواقعين تحت مكمني "الخف" و "العنيزة" المنتجين للغاز الطبيعي في المملكة، كما أفادت وكالة أنباء البحرين (بنا).
في الشهر المقبل سيكون قد مر عام كامل على إطلاق هذا الإعلان، وحتى الآن لم يلمس البحرينيون شيئا، ولم يُعلن عن أي تطورات جديدة مبشّرة.
الجديد أن وزارة النفط البحرينية قالت في يونيو الماضي، إنه من الصعب إدراج الاستكشافات الجديدة ضمن ميزانية العام الجاري وربما يمكن ذلك مع نهاية العام المقبل 2024. إنه تلاعب بالكلام، كأنه بيان صادر عن جهة غير موثوقة وليس عن جهة حكومية يفترض منها التثبت الواضح الرصين ومن بعد ذلك تبيان الأمر للناس.
يجب التذكير بكلمة الملك خلال افتتاح دور الانعقاد الأول للبرلمان، حيث بشّر الناس بالخير القادم من مكامن الغاز الطبيعي الذي أعلن ابنه ناصر عن اكتشافه. والآن عند لحظة الحقيقة لا إيرادات جديدة ولا اكتشافات أكيدة، مجرد وعود مليئة بكلمة "ربما".
حالياً تملك البحرين إنتاج حقلا واحدا فقط يقدر بنحو 1.6 مليار قدم مكعبة يومياً، يتم استهلاكها محلياً بشكل كامل.
ورداً على استفسارات أمام مجلس الشورى البحريني، في أبريل 2023 لم يكشف وزير النفط والبيئة محمد بن مبارك بن دينة عن أي جديد تمت إضافته لإنتاج الغاز، بل إن الحديث كان يدور حول خطط لخفض الاستهلاك المحلي ليتسنى تصدير جزء من الغاز.
لقد انتهت كذبة النفط الصخري، وبانتظار معرفة مآلات اكتشافات ناصر بن حمد في مكامن الغاز الطبيعي. فهل يحضر "الذئب من ذيله" أم يكون كسلفه.