العلامة صنقور: على المسلمين الإدراك أنَ تفرُّقهم واستضعاف بعضِهم لبعض منشأُ ضعفهم وتراجعهم عن موقعِ الريادة

الشيخ محمد صنقور
الشيخ محمد صنقور

2023-10-07 - 12:01 ص

مرآة البحرين: دعا خطيب الجمعة في جامع الإمام الصادق عليه السلام في الدراز بغرب العاصمة المنامة، العلامة الشيخ محمد صنقور، المسلمين إلى أنْ "يستعيدوا صوابهم ويثوبوا إلى رشدِهم ويُدركوا أنَّ التفرُّقَ والتباغضَ والتراشقَ والترامي بالتُهم واستضعاف بعضِهم لبعض والهدرَ للحقوق فيما بينهم هو منشأُ ما انتهينا إليه من ضعفٍ ووهن وتراجع عن موقع الريادة، وهو منشأُ التخلُّف الذي صرنا إليه".

واعتبر الشيخ صنقور،  في خطبة الجمعة يوم 6 أكتوبر/تشرين أول 2023، أنّ ذلك "هو السبب الرئيس في أن تُصبحَ أمَّتُنا مستلَبة يتحكَّم الاستكبار في خيراتها ومواردِها وتفرض عليها الدولُ النافذةُ أجندتَها وثقافتَها وقيمَها وأعرافَها"، مبيناً أنّ "هذا ما حذَّر منه القرآنُ المجيد بقوله: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} أي قوتُكم".

وأشار الشيخ صنقور إلى أنّ الخطاب في الآية القرآنية {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}، موجَّه لعامَّة المسلمين بأنْ يعتصموا بحبل الله تعالى ويتَّخذوا منه وسيلةً للنجاة، وحِرزاً يمنعهم من الانحدار والسقوط في مهاوي الرذائلِ والمُوبقات، وموئلاً يتحصَّنونَ به من الآفات ومن الأعداءِ، وذريعةً يرتقون به إلى مدارج الكمال، ومعاذاً يتحاكمونَ إليه في إصلاح ذاتِ بينهم".

وأشار إلى أنّ "الآية المباركة نهت عن التفرُّقِ وحذَّرتْ من تبعاتِه، وذلك بالتذكيرِ بما كان عليه الناسُ قبل الإسلام من ضياعٍ وتشرذُمٍ وتباغضٍ وتظالم، وما كانوا عليه من ضعفٍ ووهن أطمع فيهم مَن كان حولهم من الأمم"، قائلاً: "فكانوا كما أفادتِ السيِّدة فاطمة عليها السلام: "مذقة الشارب، ونهزةُ الطامع، وقبسةُ العجلان، وموطئُ الأقدام، أذلةً خاشعين، تخافون أنْ يتخطَّفكم الناس من حولكم"، مضيفاً أنّ "مفاد الآية المباركة أنَّ التفرُّقَ يعودُ بالمسلمين إلى الجاهليَّة الأولى، ويُفضي إلى الآثار ذاتها التي شقِي الناس بها قبل الإسلام".

واعتبر الشيخ صنقور أنّه "إذا أرادتِ الأمة أن تستعيدَ قوَّتَها وريادتَها فلا سبيل إلى ذلك إلا بالاعتصامِ بحبل الله المتين والتوحُّدِ على ذلك ونبذِ النزاع والشقاق".

ونبّه إلى أنّ "ما يُقال إنَ ذلك غير متاحٍ لاختلاف أبناء الأمة فيما يعتقدون لا يصح، فإنَّ ثمة الكثير مما يتَّفقون عليه وهو كافٍ لأنْ يتَّخذوا مجمعاً يعتصمون به ويستمسكون بعُراه وبعده يحتفَّظُ كلُّ مذهب بخصوصيَّاته على قاعدة من الاحترام المتبادل".