السفير الأمريكي ينصّب نفسه مندوبا ساميا ويتحدث باسم البحرين : عن أي استقلالية يحدثنا الملك؟

ملك البحرين مستقبلا السفير الأمريكي ستيفن بوندي (أرشيفية)
ملك البحرين مستقبلا السفير الأمريكي ستيفن بوندي (أرشيفية)

2023-10-12 - 9:03 ص

مرآة البحرين (خاص): يوم 8 أكتوبر الجاري تحدث الملك خلال كلمته في افتتاح دور الانعقاد الثاني لمجلسي النواب والشورى، أشار إلى اتخاذ القرار الوطني دون وصاية من أحد، واستحضر في كلمته عبارة القرار المستقل، ويوم أمس 10 أكتوبر تجاوز السفير الأمريكي ستيفن بوندي الحدود الوطنية وأصدر بيانا تحدث فيه باسم بلاده وباسم البحرين معًا، فقد أدان حركة المقاومة الإسلامية حماس، وترحم فقط على القتلى الإسرائيليين باسمه وباسم البحرين.
عن أي استقلالية في القرار يتحدث ملك البحرين، والسفير الأمريكي نصّب نفسه مندوبا ساميا استعماريا يتحدث باسم البلاد جميعا؟
يقول السفير ستيفن بوندي وهو ثاني سفير يهودي تنصّبه الولايات المتحدة في البحرين بعد آدم إيرلي سيء الذِكر، تقف الولايات المتحدة الأمريكية ومملكة البحرين متحدتين في ولائهما لأصدقائهما وحلفائهما، وبهذه الروح تدين كلا الدولتين الهجوم الإرهابي الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر والذي استهدف المدنيين الإسرائيليين - رجالاً ونساءً وشيوخاً وأطفالاً - فضلاً عن التصعيد الخطير للصراع ونتقدم بخالص التعازي والمواساة لأسر وأصدقاء الضحايا والمحتجزين الرهائن وتمنياتنا للمصابين بالشفاء العاجل".
في أي بلد مستقل وصاحب قرار حرّ يمكن لسفير أن يصدر مثل هذا البيان يتحدث فيه باسم البلاد التي تستضيفه؟ إنها وقاحة يرفضها شعب البحرين، لكن هل يتجرأ الملك ويرفض، خصوصا أن خياره بالتطبيع والانحياز لاسرائيل اتضح أنه خيار خاسر وخاطئ.
بدل أن يرد على السفير الأمريكي الوقح الذي تحدث باسم البحرين في بيانه، هرب الملك من الموضوع عبر إصدار أمر بإرسال مساعدات إلى الفلسطينيين، ولكنه لم يسأل نفسه من أين سيدخلها واسرائيل حليفته تحاصر أهل فلسطين برا وبحرا وجوا، ثم إن أهل غزة وقيادتهم أعربت عن رأيها في موقف السلطات البحرينية عبر ما قاله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنيّة، لقد وصف النظام في البحرين وفي الإمارات بدون أن يسمّيهما بأنهما "حثالة العرب".
‎بعد قرابة 24 ساعة وبعدما صدرت بيانات من المعارضة تندد باعتداء السفير الأمريكي على السيادة البحرينية، قامت الحكومة تحت الحرج الشديد باصدار بيان مكوّن من سطر وربع فقط، تقول فيه عبر وزارة الخارجية ب"أن المواقف الرسمية المعتمدة لمملكة البحرين هي تلك التي تصدر من، وتعبر عنها، الجهات الرسمية بمملكة البحرين فقط، وليس أي جهة أخرى".
تصريح مبهم لم يعرف أحد هل ترد فيه الوزارة على السفير الأمريكي، أم ترد فيه على بيان كبار علماء البحرين الذين أصدروا بيانا لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته.
ثمّ أيّ وصاية تلك التي يرفضها الملك في خطابه، والسفير الإسرائيلي (ايتان نائيه) يهدد الفلسطينيين من مبنى السفارة في البحرين، والسفير الأمريكي يدين باسمه وباسم البحرين جميعا أهلنا الصامدين في فلسطين؟
ليست وصاية واحدة بل وصايات تُطْبِقُ حاليا على البحرين وشعبها، هناك خمس وصايات ظاهرة: أمريكية وبريطانية وسعودية وإماراتية وإسرائيلية. كلها تتحكم في القرار البحريني، فعن أي استقلالية يتحدث ملك الوصايات؟