هيئة الدفاع للمحكمة: «نبيل» مستهدف.. وسمية رجب: وزير العدل كان يصدر أوامره للقضاة خلال الجلسة

2012-10-17 - 2:39 م


مرآة البحرين: قالت سمية رجب إن ممثلين عن السفارات الأمريكية والفرنسية والألمانية وممثلا عن الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان وبعض المراسلين والصحفيين حضروا جلسة محاكمة زوجها رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان الناشط المعتقل نبيل رجب.

ونقلت عن هيئة الدفاع قولها أمام المحكمة أنه بات واضحا أن نبيل مستهدف من السلطة الحاكمة لا لجرم ارتكبه بل لنشاطه الحقوقي الكاشف لانتهاكاتهم، وطالبت هيئة الدفاع القاضي بإعادة تقييم ملف القضية برمته وعدم التركيز على تفاصيل صغيرة وإغفال استهداف السلطة الحاكمة لنبيل رجب.

وروت رجب أن نبيل فاجأ الحضور بأنه طلب من الطفل إبراهيم المقداد (15 سنة) الماثل أمام المحكمة أن يقف ليراه جميع الحضور، خصوصاً الأجانب، ثم رفع يده قائلاً "هذه حكومة لا تستحي أن تقدم طفلاً بريئاً في هذا السن لمحاكمة سياسية"

وأفاد نبيل بأنه ترك في السيارة في الحر والشمس مدة ساعة ونصف في انتظار الدخول إلى المحكمة، ومن ثم أدخل من الباب الخلفي كي لا يسلم عليه أحد.

وأشارت سمية إلى سوابق شديدة الخطورة حدثت في جلسة يوم أمس وتجاوزت بها المحكمة كل الأعراف القانونية والمهنية وحتى الأخلاقية، بحسب تعبيرها. وأردفت أن الدفاع احتج على تضمين فقرة في محضر الجلسة السابقة في حين أنها لم تناقش، مما كشف للجميع أن تلاعباً يتم في ملف القضية خلف الكواليس.

وأكدت أن القاضي تظاهر ببراءة مصطنعة عدم علمه بهذا الموضوع وثبّت طلب تصحيح المحضر الذي تقدمت به هيئة الدفاع، والجميع كان يراقب هذه المهزلة. 

من جهة أخرى قالت رجب إن المحكمة أخفت قرصا مدمجا كانت قد تقدمت به النيابة كدليل إدانة لنبيل وثبت لاحقاً أنه يدينهم هم، وعلقت على ذلك بالقول إن "إخفاء أدلة في الاستئناف استخدمت للإدانة في المحكمة الأولى يعد سابقة في منتهى الخطورة تثبت تواطأ المحكمة وتلاعبا ممنهجا في الأجهزة القضائية"

وقد احتجت هيئة الدفاع على الاختفاء الغامض لهذا القرص وطلبت من القاضي فتح تحقيق في هذه المسألة، في حين كرّر القاضي لهيئة الدفاع بأنه لم يشاهد هذا القرص وأصرّت هيئة الدفاع على وجوده في الملف واختفائه الآن بهدف إخفاء الأدلة.

وقالت رجب إن الحضور وخصوصا الشخصيات الأجنبية تفاجأوا بالمستوى الذي وصلت إليه المحكمة خصوصاً أن ممثل الفدرالية قانوني ويعرف خطورة خطوة من هذا النوع، وكان إصرار القاضي على عدم رؤيته لهكذا قرص وتظاهره بالاستغراب قد كشف لجميع الحضور البعد الذي سيذهب إليه النظام فقط لإدانة نبيل.

كما أشارت رجب إلى رفض المحكمة مثول شهود النفي "الدوليين"، وقالت إن القاضي فاجأ الجميع (بعد خروجه من غرفة المداولات) أنه رفض مثول الشهود الدوليين الذين طلبت مثولهم هيئة الدفاع عن نبيل.

ولوحظ في القاضي تكراره بأن قرار رفض الشهود كان لديه قبل الدخول للغرفة وذلك لينفي التهمة عن نفسه بأنه استلم الأوامر هناك، وكان وقع المفاجأة كبيرا لأن استدعاء شهود نفي هو حق أصيل للدفاع وركن أساسي من أركان المحاكمات، بحسب قانونيين، ورفض القاضي لمثول الشهود يهدم أسس المحاكمة.

ونقلت رجب عن هيئة الدفاع قولها بأنه بات واضحاً دون أدنى شك بأن هناك من يتلاعب في قضية نبيل ولا يريد أن يمكّنه من الدفاع عن نفسه، وقالت إنه بات واضحاً بأن القاضي استلم أوامر عليا من وزير العدل ومن فوقه لتجريم نبيل حتى وإن كلفهم ذلك الفضيحة وخسارة سمعتهم أمام العالم.

وأكدت هيئة الدفاع بالمحكمة أنه بات واضحا أن نبيل مستهدف من السلطة الحاكمة لا لجرم ارتكبه بل لنشاطه الحقوقي الكاشف لانتهاكاتهم، وكشفت أن جميع الدلائل والمؤشرات والبينات تؤكّد أن نبيل رجب أُستهدف من ذات المؤسسات والأجهزة التي كان ينتقدها.

وأشار المحامون إلى التهديد الذي وجهه وزير الخارجية خالد الخليفة لنبيل رجب عبر تويتر وتم تسليم نسخة منه للقاضي، وبينوا أن تهديد وزير الخارجية واستتباعها بتوالي القضايا يثبت استهداف السلطة الحاكمة لنبيل بسبب نشاطه الحقوقي.

وطالبت هيئة الدفاع القاضي بإعادة تقييم ملف القضية برمته وعدم التركيز على تفاصيل صغيرة وإغفال استهداف السلطة الحاكمة لنبيل رجب، وكرروا طلبهم بدمج قضية الاعتداء على نبيل في المنامة (حادثة الاستلقاء) إلى ملف القضية، وقد تجاهل القاضي هذا الطلب مراراً.

واعتبرت سمية رجب القضاة بأنهم باتوا أسوأ خصم للمتهم بهذه الممارسات، وقالت إن القضاء البحريني تجاوز بكثير مسألة تسييسه وعدم استقلاليته وعدم عدله، فصار اليوم من أهم أدوات تثبيت أركان الحكم الاستبدادي الظالم.

وأكدت أنه بات واضحاً الآن للجميع وخصوصا المراقبين الدوليين أن الاستمرار في هذه المهزلة القضائية دون مراقبة وإشراف دولي مضيعة للوقت والجهد.




التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus