الشيخ صنقور: حين تكون "إسرائيل" طرف الحرب لا ضير عند داعميها بارتكابها الجرائم وقتلها الأطفال والنساء

الشيخ محمد صنقور
الشيخ محمد صنقور

2023-10-27 - 4:51 م

مرآة البحرين: أكد خطيب الجمعة في جامع الإمام الصادق عليه السلام في الدراز، بغرب العاصمة المنامة، الشيخ محمد صنقور، أنّه "حين تكون "إسرائيل" هي طرف الحرب فإنّه لا ضير عند الدول النافذة أنْ ترتكب جرائم حرب ويكون طرفها الآخر هم الأطفال والنساء والآمنين"، مشيراً إلى أنّ "الذي يحتل أرض فلسطين ويقتل أطفالها هي "إسرائيل" وداعموها"، مشدداً على أنّه "لا يصح أنْ يُقال نحن ندعم الشعب الفلسطيني ولا ندعم رجال المقاومة".

وأشار الشيخ صنقور، في خطبة الجمعة يوم 27 أكتوبر/تشرين أول 2023، إلى أنّ "طبيعة الحروب التقليدية في مختلف بقاع الأرض يكون المستهدف بالدرجة الأولى من كلا طرفي الحرب هو المقاتل وسلاحه وعتاده ومنابع قدراته العسكرية، ويحرص كلا طرفي الحرب على تجنُّبِ المدنيين والأهداف المدنيَّة كالأحياء السكنيَّة والمدارسِ والمشافي وأسباب المعاش كالماء والغذاء".
وأضاف أنّه "حين يُتَّفقُ لأحد المتحاربين الاستهداف لشيء منها فإنّه يُعرب عن أسفه ويحرص على إثبات أنّ ذلك وقع خطأً وعن غير قصد، وبرغم ذلك يضجُّ العالم ويصفون ما ارتكبه أنّه من جرائمِ الحرب التي لا تُغتفر ولا تَقبل التبرير، هذا حينما لا يكون أحد طرفي الحرب "إسرائيل".

وأردف بقوله: "أمَّا حين تكون "إسرائيل" هي طرف الحرب فإنّه لا ضير أنْ يكون طرفها الآخر هم الأطفال والنساء والآمنين، ولا ضير عليها في أنْ تستهدف بمختلف الأسلحة المحرَّمة المساجد والكنائس والأسواق والمشافي والمدارس والمجمعات السكنيَّة، ولا بأس عليها في أنْ تقطع عنهم الماء والغذاء والدواء ولها حقُّ الإبادة والاستئصالِ والتنكيلِ والتدميرِ والتهجير، فكلُّ طرف يكون خصماً لـ "إسرائيل" فهو مُستباح الدمِ والأرض والمالِ والعِرض".

وذكَّر الشيخ صنقور بأنّ "تلك هي العقيدة التي بُنيت عليها دولة "إسرائيل" المارقة وعلى جماجمِ الأبرياء وجثامينِ الأطفال والنساء قامتْ وتأسَّست بدعمٍ مفتوح من الدولِ النافذة"، فـ "هي ترتكب جرائم الحرب على مدى سبعةِ عقود بأسلحتهم وتبني اقتصادها بأموالهم، وتفرض وجودها وأجندتها استناداً إلى نفوذهم وقوتهم، ولا تخشى مُساءَلة أو عقوبة لأنَّ مَن بيده فرض العقوبة هو مَن سلَّطها ومكَّن لها ومنحها الحق المطلَق في أنْ تفعل ما تشاء بمَن تشاء".

وقال: "لا ينقضي العجب من هذه الدول النافذة كيف لا تستحي من الحديث عن حقوقِ الإنسانِ وحقوقِ الطفلِ وحقوقِ المرأة، وهي تعلن ومن دون موارَبة عن دعمها غيرِ المحدود لكيان "إسرائيل" الغاصب وتمدُّه جهاراً بالسلاح الفتَّاك ليقتل به أطفال فلسطين ونساءها".

وأشار إلى أنّ "هذه الدول تتحدّث عن حق من اغتُصِبت أرضه في المقاومة والنضال وأنّ له الحق في أنْ يتوسَّل بالقوَّة لتحريرِ أرضه ثم تصف رجال المقاومة الفلسطينيَّة بـ "الإرهابيين" وتتعاطى معهم على أنَّهم إرهابيون، وتُعطي للغاصب والمحتل الحق في حربِهم وتصفيتهم بمختلف الوسائل القذرة".

وتابع قائلاً: "ليت الأمر يقتصر على هذا المستوى من الوقاحة فهم لم يكتفوا بذلك بل منحوا الغاصب المحتل حق الإبادة لأصحاب الأرض، وإنْ كانوا أطفالاً ونساءً ومدنيين لا شأن لهم بالمقاومة، فهم يقولون ندعم "إسرائيل" في حربِها على الفصائل المسلَّحة والقانون الدولي والمعايير الإنسانية والعقلائية تقضي بمشروعيَّة المقاومة للمحتل بقوَّة السلاح".

ولفت الشيخ صنقور الانتباه إلى أنّ "إسرائيل" لا تُحارب المقاومة وإنَّما تُحارب الأطفال وتردم المباني والمساجد والمدارس والمشافي وتهدم البيوت على رؤوس المدنيين وترتكب جهاراً المجازر تلو المجازر بحقِّ الأبرياء والعزَّل"، قائلاً: "الذين أخطأتهم آلةُ الحرب أضحى الآلاف منهم من دون مأوى يهيمون على وجوههم لا يجدون ملجأً يأوونَ إليه، يرتقبون في كلِّ لحظة ذات المصير الذي بعثر أشلاء إخوانهم وأقاربِهم"، متسائلاً: "أي حقٍّ هذا الذي يدعمُه الغرب الكاذب للغاصب المحتل؟".

وذكر أنّه "بات واضحاً لكل ذي عينٍ أنّ الذي يحتل فلسطين ليس هو كيان "إسرائيل" وحسب، فالذي يحتل أرض فلسطين هي "إسرائيل" وداعموها، والذي يقتل أطفال فلسطين هي "إسرائيل" وداعموها، والذي يهدم المساجد والكنائس والمدارس والمشافي هي "إسرائيل" وداعموها، والذي يحاصر أهل غزة ويمنع عنهم الماء والدواء هي "إسرائيل" وداعموها والذي يبني المستوطنات على أنقاض بيوت الفقراء ومزارعِ الفلاحين ويجلب شراذم اليهود من أقطارِ الأرض ليقيموا فيها وادعين هي "إسرائيل" وداعموها، والذي يعمل على تشريد أصحاب الأرض وتهجيرهم قسراً مِن وطنهم هي "إسرائيل" وداعموها".

ودعا الشيخ صنقور "الأمة الإسلامية وذوي الضمائرِ الحيَّة من مختلف الأجناسِ والأعراق" إلى "دعم الشعب الفلسطيني المظلومِ ومقاوميه في تحرير أرضه والدفاع عن حقِّه في السيادة عليها، وحقِّه في طرد المحتلِّ منها، وحقِّه في عودة من شُرِّد من أبنائه على مدى 7 عقود، وحقِّه في محاكمة المعتدين على ما ارتكبوه من جرائم وفظائع في أرضه".
ونبّه إلى أنّه "لا يصح أنْ يُقال نحن ندعم الشعب الفلسطيني ولا ندعم رجال المقاومة"، مشدداً على أنّ "رجال المقاومة من صميمِ الشعب الفلسطيني، ومقاومتهم للمحتلّ حق مشروع تُقرُّهم عليه الأديان والمعايير الإنسانيَّة والعقلائية والأعراف الدوليَّة".

وجزم الشيخ صنقور بأنّه "سواءً تمَّ الدعم لهم أو تمَّ التنكُّر لحقهِّم فإنّ الله تعالى مُنجِز وعده بهلاك المجرمين والانتصار لعباده المؤمنين".